لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 92 - الجزء 13

  وقد ترجم عليه في حرف القاف جلنبلق.

  جمن: الجُمانُ: هَنَواتٌ تُتَّخَذُ على أَشكال اللؤلؤ من فضَّة، فارسي معرب، واحدته جُمانة؛ وتوهَّمَه لبيدٌ لُؤلُؤَ الصدفِ البَحْرِيِّ فقال يصف بقرة:

  وتُضِيء في وَجْه الظَّلامِ، مُنِيرةً ... كجُمانةِ البَحْريِّ سُلَّ نِظامُها

  الجوهري: الجُمانةُ حبّة تُعْمَل من الفِضّة كالدُّرّة؛ قال ابن سيده: وبه سميت المرأَة، وربما سميت الدُّرّة جُمانةً.

  وفي صفته، : يَتَحَدَّرُ منه العَرَقُ مِثْل الجُمان، قال: هو اللؤلؤُ الصِّغارُ، وقيل: حَبٌّ يُتَّخذ من الفضة أَمثال اللؤلؤ.

  وفي حديث المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: إذا رفَع رأْسَه تحدَّر منه جُمانُ اللؤلؤ.

  والجُمانُ: سَفيفةٌ من أَدَمٍ يُنْسَج فيها الخَرَزُ من كل لون تَتَوَشَّحُ به المرأَة؛ قال ذو الرمة:

  أَسِيلة مُسْتَنِّ الدُّموعِ، وما جَرَى ... عليه الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ

  وقيل: الجُمانُ خَرز يُبَيَّضُ بماء الفضة.

  وجُمانٌ: اسمُ جملِ العجّاج؛ قال:

  أَمْسَى جُمانٌ كالرَّهينِ مُضْرعا

  والجُمُن: اسم جبل؛ قال تميم بن مُقْبِل:

  فقلت للقوم قد زالَتْ حَمائلُهم ... فَرْجَ الحَزِيزِ من القَرْعاءِ فالجُمُن⁣(⁣١)

  جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره.

  وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك.

  وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ، بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

  وماء ورَدْتُ على جِفْنِه ... وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

  وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عن الأَبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.

  وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل: اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي:

  حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه ... والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ

  ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصِمَّة بن دنيان⁣(⁣٢) كذا في النسخ.

  وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة:

  ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا ... بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب

  فَتَكْنا بعبدِ الله خَيْرِ لِداتِه ... ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب

  ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته.

  وعياضُ بن جَبَل: من بني ثعلبة بن سعد.

  وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل:

  ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ ... إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ

  وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ.

  الزجاج في قوله ø: فلما جَنَّ عليه الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته.

  ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ.

  ويقال: جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ


(١) قوله [من القرعا] كذا في النسخ، والذي في معجم ياقوت: إلى القرعاء.

(٢) قوله [دنيان].