[فصل الجيم]
  جُونِيّ، بالضم، كما قالوا في الدَّهْري دُهْرِيّ، قال ابن الأَثير: وفي هذا نظر إلا أَن تكون الروايةُ كذلك.
  والجُونِيّ: ضربٌ من القَطا، وهي أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْن، وهنَّ سُودُ البطونِ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ، قصارُ الأَذناب، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِيّ، وفي الصحاح: سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة، وهو أَكبرُ من الكُدْرِيّ، ولَبانُ الجُونِيَّة أَبيضُ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ، وظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ، وهو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة، إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً تَعْلوه صُفْرةٌ.
  والجُونِيَّة: غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما تُغَرْغِرُ بصوْت في حَلْقِها.
  قال أَبو حاتم: ووجدت بخط الأَصمعي عن العرب: قَطاً جُؤنيٌّ، مهموز؛ قال ابن سيده: وهو عندي على توهم حركة الجيم مُلْقاة على الواو، فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة، وإذا كانت الواوُ مضمومة كان لك فيها الهمزُ وتركُه في لغة ليست بتلك الفاشِية، وقد قرأَ أَبو عمرو: عاداً لُّولَى، وقرأَ ابن كثير: فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُؤْقِه، وهذا النَّسَبَ إنما هو إلى الجمع، وهو نادِرٌ، وإذا وصَفوا قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ، وقد مَرَّ تفسير الجُونيِّ من القَطا في ترجمة كدر.
  والجُونةُ: جُونةُ العطَّارِ، وربما هُمِزَ، والجمع جُوَنٌ، بفتح الواو؛ وقال ابن بري: الهمز في جؤْنة وجُؤَنٍ هو الأَصل، والواوُ فيها منقلبةٌ عن الهمزة في لغة من خفَّفها، قال: والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ للآكأم؛ قال القُلاخ:
  على مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُونَ
  قال: والمصاميدُ مثل المَقاحيد وهي الباقياتُ اللبن.
  يقال: ناقة مِصْمادٌ ومِقْحادٌ.
  والجُونةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون مع العطَّارين، والجمع جُوَن، وهي مذكورة في الهمزة، وكان الفارسيُّ يَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة؛ وكان يقول في قول الأَعشى يَصِف نساءً تَصَدَّين للرجال حالِياتٍ:
  إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ ... وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ
  ما قاله إلَّا بطالع سعد، قال: ولذلك ذكرته هنا.
  وفي حديثه، ﷺ: فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وريحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة عطَّارٍ؛ الجُونة، بالضم: التي يُعدُّ فيها الطيبُ ويُحْرز.
  ابن الأَعرابي: الجَوْنةُ الفَحْمةُ.
  غيره: الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بالقار: قال الأَعشى:
  فقُمْنا، ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا ... إلى جَوْنةٍ عند حَدَّادِها
  ويقال: لا أَفعله حتى تَبْيضَّ جُونةُ القار؛ هذا إذا أَردت سوادَه، وجَوْنةُ القار إذا أَردت الخابية، ويقال للخابية جَوْنة، وللدَّلْو إذا اسودَّت جَوْنة، وللعرَق جَوْنٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لماتحٍ قال لماتِحٍ في البئر:
  إن كانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها ... إن امِّصارَ الدَّلْو لا يضُرُّها
  أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها ... أَنتَ بخَيْرٍ إن وُقِيتَ شرَّها
  فأَجابه:
  وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وشرّها
  قال: معناه على ودّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها(١).
  وقوله: أَهي جوين، أراد أخي وكان اسمه جُوَيناً، وكل أَخ يقال له جُوَيْن وجَوْن.
  سلمة عن الفراء:
(١) قوله [فأَضمر الصفة وأعلمها] هكذا في الأَصل والتهذيب، ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم يكن في العبارة تحريف.