[فصل الحاء المهملة]
  وحِبْنةٌ، بالكسر، أَي أَن دَمَها معفُوٌّ عنه إذا كان في الثوب حالةَ الصلاة.
  قال ابن بُزُرْج: يقال في أَدْعية من القوم يَتَداعَوْن بها صَبَّ الله عليكَ أُمَّ حُبَيْنٍ ماخِضاً، يَعْنونَ الدماميلَ.
  والحِبْنُ والحِبْنةُ: كالدُّمَّل.
  وقَدَمٌ حَبْناءُ: كثيرة لحمِ البَخَصةِ حتى كأَنها وَرِمةٌ.
  والحِبْنُ: القِرْدُ؛ عن كراع.
  وحَمامةٌ حَبْناءُ: لا تَبيضُ.
  وابن حَبْناءَ: شاعرٌ معروف، سمّي بذلك.
  وأُمُّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّة على خِلْقةِ الحِرْباء عريضةُ الصدر عظيمةُ البطن، وقيل: هي أُنثى الحِرْباء.
  وروي عن النبي، ﷺ: أَنه رأَى بلالاً وقد خرج بطنُه فقال: أُمُّ حُبَيْنٍ، تَشْبيهاً له بها، وهذا من مَزْحِه، ﷺ، أَراد ضِخَمَ بطنِه؛ قال أَبو ليْلى: أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبَّة على قدر الخُنْفُساء يلعب بها الصبيان ويقولون لها:
  امَّ حُبَيْنٍ، انْشُرِي بُرْدَيْكِ ... إنَّ الأَميرَ والجٌ عليكِ،
  ومُوجِع بسَوْطِه جَنْبَيْكِ
  فتنْشُر جَناحَيْها؛ قال رجل من الجنّ فيما رواه ثعلب:
  وأُمّ حُبَيْنٍ قد رَحَلْتِ لحاجةٍ ... برَحْلٍ عِلافِيٍّ، وأَحْقَبْتِ مِزْوَداً
  وهُما أُمَّا حُبَيْنٍ، وهنّ أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، بإفراد المضاف إليه؛ وقول جرير:
  يقولُ المُجْتَلون عَروس تَيْم ... سَوىً أُمُّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فيل
  إنما أَراد أُمّ حُبَيْن، وهي معرفة، فزاد اللام فيها ضرورة لإِقامة الوزن، وأَراد سواء فقصر ضرورة أَيضاً.
  ويقال لها أَيضاً حُبَيْنة؛ وأَنْشد ابن بري:
  طَلَعْتُ على الحَرْبِيّ يَكْوي حُبَيْنةً ... بسَبْعةِ أَعْوادٍ من الشُّبُهانِ
  الجوهري: أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبةً، وهي مَعْرِفة مثل ابن عِرْس وأُسامةَ وابن آوى وسامِّ أَبْرَصَ وابن قِتْرة إلا أَنه تعريفُ جنسٍ، وربما أُدْخِل عليه الأَلفُ واللام، ثم لا تكون بحذف الأَلف واللام منها نكرةً، وهو شاذٌّ؛ وأَورد بيت جرير أَيضاً:
  شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فِيل
  وقال ابن بري في تفسيره: يقول: شَواها شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُها رأْسُ فِيل، قال: وأُمُّ حُبَيْنٍ وأُمُّ الحُبَيْن مما تَعاقَب عليه تعريفُ العلمية وتعريفُ اللام، ومثله غُدْوة والغُدْوة، وفَيْنة والفَيْنة، وهي دابَّة على قدر كف الإِنسان؛ وقال ابن السكيت: هي أَعْرَضُ من الغَطاء وفي رأْسِها عِرَضٌ؛ وقال ابن زياد: هي دابَّة غَبْراء لها قوائمُ أَربعٌ وهي بقدر الضِّفْدَعة التي ليست بضَخْمة، فإذا طَرَدها الصِّبْيان قالوا لها:
  أُمَّ الحُبَيْنِ، انْشُرِي بُرْدَيكِ ... إن الأَميرَ ناظرٌ إليكِ.
  فيطردونها حتى يُدْرِكها الإِعْياء، فحينئذ تقف على رِجْلَيْها منتصبةً وتَنْشُر لها جَناحَيْن أَغْبَرَيْن على مِثْلِ لَوْنها، وإذا زادُوا في طَرْدِها نشرت أَجنحة كُنَّ تحت ذَيْنِك الجناحين لم يُرَ أَحسَنُ لوناً منهن، ما بين أَصْفَرَ وأَحْمَرَ وأَخْضَرَ وأَبْيَضَ وهنَّ طرائقُ بعضُهن فوق بعض كثيرة جدّاً، وهي في الرِّقَّة على قدرِ أَجْنِحة الفَراشِ، فإذا رآها الصبيان قد فعلت ذلك تركوها، ولا يوجد لها ولد ولا فَرْخ؛ قال ابن حمزة: الصحيح عندي أَن هذه الصفة صفة أُمّ عُوَيْفٍ؛ قال ابن السكيت: أُمُّ