لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 137 - الجزء 13

  طال فَثَنَيْتَه: قد خَبَنْته وغبَنْته وكَبَنْته.

  ابن الأَعرابي: أَخْبَنَ الرجلُ إذا خَبَأَ في خُبْنة سَراويلِه مما يلي الصُّلْبَ، وأَثْبَنَ إذا خَبَأَ في ثُبْنَتِه مما يلي البَطْنَ، وعَنى بثُبْنَتِه إزارَه.

  وفي حديث آخر: من أَصابَ بفِيه من ذي حاجةٍ غيرَ مُتَّخِذٍ خُبْنةَ فلا شيء عليه أَي لا يأْخذ منه في ثوبه.

  وخَبَنَ الشِّعْرَ يخْبِنه خَبْناً: حذَف ثانيه من غير أَن يَسْكُنَ له شيء إذا كان مما يجوز فيه الزحافُ، كحذْف السين من مُسْتَفعِلُن، والفاء من مَفْعولات، والأَلف من فاعِلاتن، وكله من الخَبْنِ الذي هو التَّقْليصُ.

  قال أَبو إسحق: إنما سُمِّيَ مَخْبُوناً لأَنك كأَنك عطَفتَ الجُزْءَ، وإن شئت أَتممتَ، كما أَنَّ كلَّ ما خَبَنْتَه من ثوبٍ أَمكَنَكَ إِرْسالُه، وإنما سمي خَبْناً لأَن حَذْفَه مع أَوَّله؛ هذا قول أَبي إسحق، وقول المُخبَّل أَنشده ابن الأَعرابي:

  وكانَ لها مِنَ حوْضِ سَيْحانَ فُرْصةٌ ... أَراغَ لها نَجْمٌ من القَيْظِ خابنُ

  أَي خَبَنَها القيظُ، وفسره ابن الأَعرابي فقال: خابِنٌ خَبَنَ من طول ظِمئها أَي قَصَّر، يقول: اشتَدَّ القيظُ ويَبِسَ البَقْلُ فقَصُر الظِّمءُ.

  ورجلٌ خُبُنٌّ: مُتقَبِّضٌ ككُبُنٍّ.

  وخَبَنَ الشيء يَخْبِنُه خَبْناً: أَخفاه.

  وخَبَنَ الطَّعامَ إذا غَيَّبَه واستَعَدَّه للشِّدَّة.

  والخُبْنُ في المزادة: ما بين الخَرَبِ⁣(⁣١).

  والفَمِ، وهو دون المِسْمَع، ولكل مِسْمَع خُبْنان.

  ويقال: خَبَنَتْه خَبُونُ مثل شَعَبَتْه شَعُوبُ إذا مات.

  والخُبْنة: موضعٌ.

  وإنه لذو خَبَناتٍ وخَنَباتٍ: وهو الذي يَصْلُحُ مرّةً ويَفْسُد أُخرى.

  خبعثن: الخُبَعْثِنة: الناقةُ الحَريزة.

  وتَيسٌ خُبَعْثِنٌ: غليظ شديد؛ قال:

  رأَيتُ تَيْساً راقَني لسَكَني ... ذا مَنْبِتٍ يَرْغَبُ فيه المُقْتَني،

  أَهْدَبَ مَعْقودَ القَرَى خُبَعْثِن

  والخُبَعْثِنُ أَيضاً من الرجال: القويُّ الشديد.

  أَبو عبيدة: الخُبَعْثِنة من الرجال الشديدُ الخَلْق العظيمة، وقيل: هو العظيم الشديد من الأُسد.

  الجوهري: الخُبَعْثِنة الضخم الشديد مثل القُذَعْمِلَةَ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

  خُبَعْثِنُ الخَلْقِ في أَخلاقه زَعَرٌ

  وقال أَبو زُبيدٍ الطائيّ في وصف الأَسد:

  خُبَعْثِنةٌ في ساعِدَيه تَزايُلٌ ... تقولَ وعَى من بعدِ ما قد تكَسَّرا

  وقال الفرزدق يصف إبَلاً:

  حُوَاساتُ العَشاءِ خُبَعْثناتٌ ... إذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشِّمَالا

  حُواسات: أَكُولات.

  يقال: حاسَ يَحُوسَ حَوْساً أَكل، والعَشاء، بفتح العين: الطعام بعينه، أَي هي أَكولاتٌ مستوفياتٌ لعشائهن، ومن روى العِشاء، بكسر العين، فمعنى حُواسات مجتمعات؛ وقال الليث: الخُبَعْثِنُ من كل شيء التارُّ البَدَنِ، وهذه الترجمة ذكرها الجوهري بعد ترجمة ختن، وكذلك ذكره ابن بري أَيضاً ولم ينتقده على الجوهري.

  ختن: خَتَنَ الغلامَ والجارية يَخْتِنُهما ويَخْتُنهما خَتْناً، والاسم الخِتانُ والخِتانةُ، وهو مَخْتون، وقيل: الخَتْن للرجال، والخَفْضُ للنساء.

  والخَتِين: المَخْتُونُ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء.

  والخِتانة: صناعة الخاتن.

  والخَتْنُ: فِعْل الخاتن الغُلامَ، والخِتان ذلك الأَمْرُ كُلُّه وعِلاجُه.

  والخِتانُ:


(١) قوله [ما بين الخرب] بالتحريك آخره باء موحدة كما في المحكم والتكملة.