لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 224 - الجزء 13

  يقول: يا معشر مَعَدٍّ لا يغُرَّنكم عزُّكم وأَنَّ أَصغر رجل منكم يرعى إِبله كيف شاء، فإِن الحرث ابن حِصْن الغَسّاني قد عَتب عليكم وعلى حِصْن بن حُذيفة فلا تأْمنوا سَطوَته.

  وقال المؤرّج: سَنُّوا المالَ إذا أَرسلوه في الرِّعْي.

  ابن سيده: سَنَّ الإِبلَ يَسُنُّها سَنّاً إذا رعاها فأَسْمنها.

  والسُّنّة: الوجه لصَقالتِه ومَلاسته، وقيل: هو حُرُّ الوجه، وقيل: دائرته.

  وقيل: الصُّورة، وقيل: الجبهة والجبينان، وكله من الصَّقالة والأَسالة.

  ووجه مَسْنون: مَخروطٌ أَسيلٌ كأَنه قد سُنَّ عنه اللحم، وفي الصحاح: رجل مَسْنون: المصقول، من سَننْتُه بالمِسَنِّ سَنّاً إذا أَمررته على المِسنِّ.

  ورجل مسنون الوجه: حَسَنُه سهْله؛ عن اللحياني.

  وسُنَّة الوجه: دوائره.

  وسُنَّةُ الوجه: صُورته؛ قال ذو الرمة:

  تُريك سُنَّةَ وَجْه غيرَ مُقْرِفةٍ ... مَلساءَ، ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ

  ومثله للأَعشى:

  كَريماً شَمائِلُه من بني ... مُعاويةَ الأَكْرَمِينَ السُّنَنْ

  وأَنشد ثعلب:

  بَيْضاءُ في المِرْآةِ، سُنَّتُها ... في البيت تحتَ مَواضعِ اللَّمْسِ

  وفي الحديث: أَنه حَضَّ على الصدقة فقام رجل قبيح السُّنَّة؛ السُّنَّةُ: الصورة وما أَقبل عليك من الوجه، وقيل: سُنّة الخدّ صفحته.

  والمَسْنونُ: المُصوَّر.

  وقد سَنَنْتُه أَسُنُّه سَنّاً إذا صوّرته.

  والمَسْنون: المُمَلَّس.

  وحكي أَن يَزيد بن معاوية قال لأَبيه: أَلا ترى إلى عبد الرحمن بن حسان يُشَبّبُ بابنتك؟ فقال معاوية: ما قال؟ فقال: قال:

  هي زَهْراءُ، مثلُ لُؤلؤةِ الغَوْوَاص ... مِيزَتْ من جوهرٍ مكنونِ

  فقال معاوية: صدق؛ فقال يزيد: إنه يقول:

  وإذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها ... في سَناءٍ، من المَكارم، دُونِ

  قال: وصدق؛ قال: فأَين قوله:

  ثم خاصَرْتُها إلى القُبَّةِ الخَضْراءِ ... تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسنونِ

  قال معاوية: كذب؛ قال ابن بري: وتُرْوَى هذه الأَبيات لأَبي دهبل، وهي في شعره يقولها في رَمْلةَ بنت معاوية؛ وأَول القصيد:

  طالَ لَيْلي، وبِتُّ كالمَحْزونِ ... ومَلِلْتُ الثَّواءَ بالماطِرُونِ

  منها:

  عن يَساري، إذا دخَلتُ من الباب ... وإن كنتُ خارجاً عن يَميني

  فلذاكَ اغْترَبْتُ في الشَّأْم، حتى ... ظَنَّ أَهلي مُرَجَّماتِ الظُّنونِ

  منها:

  تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوج والنَّدْدَ ... صلاءً لها على الكانُونِ

  منها:

  قُبَّةٌ منْ مَراجِلٍ ضَرَّبَتْها ... عندَ حدِّ الشِّتاءِ في قَيْطُونِ

  القَيْطُون: المُخْدَع، وهو بيت في بيت.

  ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كانَ ... قَرينٌ مُفارِقاً لقَرِينِ