لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 68 - الجزء 1

  يا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا

  أَي إذْ أَخْطَأْنَ كاهِلا؛ قال: ووَجْه الكَلامِ فيه: أَخْطَأْنَ بالأَلف، فردّه إلى الثلاثي لأَنه الأَصل، فجعل خَطِئنَ بمعنى أَخْطَأْنَ، وهذا الشعر عَنَى به الخَيْلَ، وإن لم يَجْرِ لها ذِكْر، وهذا مثل قوله ø: حتى تَوارَتْ بالحِجاب.

  وحكى أَبو علي الفارس عن أَبي زيد: أَخْطَأَ خاطِئةً، جاءَ بالمصدر على لفظ فاعِلةٍ، كالعافيةِ والجازيةِ.

  وفي التنزيل: والمُؤْتَفِكات بالخاطِئة.

  وفي حديث ابن عمر، ®، أَنهم نصبوا دَجاجةً يَتَرامَوْنَها وقد جَعلُوا لِصاحِبها كُلَّ خاطئةٍ من نَبْلِهم، أَي كل واحِدةٍ لا تُصِيبُها، والخاطَئةُ ههنا بمعنى المُخْطِئة.

  وقولُهم: ما أَخْطَأَه إنما هو تَعَجُّبٌ مِن خَطِئَ لا مِنْ أَخطَأَ.

  وفي المَثل: مع الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ، يُضْرَبُ للذي يُكثر الخَطَأَ ويأْتي الأَحْيانَ بالصَّواب.

  وروى ثعلب أَن ابنَ الأَعرابي أَنشده:

  ولا يَسْبِقُ المِضْمارَ، في كُلِّ مَوطِنٍ ... مَنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ، إلَّا عِرابُها

  لِكُلِّ امْرئٍ ما قَدَّمَتْ نَفْسُه له ... خطاءَاتُها، إذا أَخْطأَتْ، أَو صَوابُها⁣(⁣١)

  ويقال: خَطِيئةُ يومٍ يمُرُّ بِي أَن لا أَرى فيه فلاناً، وخَطِيئةُ لَيْلةٍ تمُرُّ بي أَن لا أَرى فلاناً في النَّوْم، كقوله: طِيل ليلة وطيل يوم⁣(⁣٢)

  خفأ: خَفَأَ الرَّجُلَ خَفْأً: صَرَعَه، وفي التهذيب: اقْتَلعه وضَرب به الأَرضَ.

  وخَفَأَ فلان بَيْتَه: قوَّضَه وأَلْقاه.

  خلأَ: الخِلاءُ في الإِبل كالحِرانِ في الدَّوابِّ.

  خَلأَتِ الناقةُ تَخْلأُ خَلأَ وخِلاءً، بالكسر والمدّ، وخُلُوءًا، وهي خَلُوءٌ: بَرَكَتْ، أَو حَرَنَتْ مِنْ غير علةٍ؛ وقيل إذا لم تَبْرَحْ مَكانَها، وكذلك الجَمَلُ، وخص بعضُهم به الاناثَ من الإبل، وقال في الجمل: أَلَحَّ، وفي الفرس: حَرَنَ؛ قال: ولا يقال للجمل: خَلأَ؛ يقال: خَلأَتِ الناقةُ، وأَلَحَّ الجَمَلُ، وحَرَنَ الفرسُ؛ وفي الحديث: أَن ناقة النبي، ، خَلأَتْ به يومَ الحُدَيْبِية، فقالوا: خَلأَتِ القَصْواءُ؛ فقال رسولُ اللَّه، : ما خَلأَتْ، وما هُو لها بِخُلُقٍ، ولكن حَبَسَها حابِسُ الفِيلِ.

  قال زهير يصف ناقة:

  بآرِزةِ الفَقارةِ لم يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكاب، ولا خِلاءُ

  قال الراجز يصف رَحَى يَدٍ فاسْتعارَ ذلك لها:

  بُدِّلْتُ، مِن وَصْلِ الغَوانِي البِيضِ ... كَبْداءَ مِلْحاحاً على الرَّضيضِ،

  تَخْلأُ إلَّا بيدِ القَبِيضِ

  القَبِيضُ: الرَّجلُ الشديدُ القَبْضِ على الشيء؛ والرَّضِيضُ: حِجارةُ المَعادِن فيها الذهبُ والفضة؛ والكَبْداءُ الضَخْمةُ الوَسطِ: يعني رَحًى تَطْحَنُ حجارةَ المَعْدِنِ؛ وتَخْلأُ: تَقُومُ فلا تجري.

  وخَلأَ الانسانُ يَخْلأُ خِلُوءًا: لَمْ يَبْرَحْ مكانَه، وقال اللحياني: خَلأَتِ الناقةُ تَخْلأُ خِلاءَ، وهي ناقةٌ خالِئٌ بغير هاء، إذا بَرَكَتْ فلم تَقُمْ، فإذا قامت ولم تَبْرَحْ قيل: حَرَنَتْ تَحْرُنُ حِراناً، وقال أَبو منصور: والخِلاء لا يكون الا للناقة، وأَكثر ما يكون


(١) قوله [خطاءاتها] كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس خطاءتها بالأَفراد ولعل الخاء فيهما مفتوحة.

(٢) قوله [كقوله طيل ليلة الخ] كذا في النسخ وشرح القاموس.