لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الظاء المعجمة]

صفحة 272 - الجزء 13

  أَو تُصْبِحي في الظاعن المُوَلِّي

  فعلى إرادة الجنس.

  والظِّعْنَة: الحال، كالرِّحْلة.

  وفرس مِظْعانٌ: سَهْلة السَّير، وكذلك الناقة.

  وظاعِنَةُ بن مُرٍّ: أَخو تميم، غلبهم قومهم فرَحَلُوا عنهم.

  وفي المثل: على كُرْه ظَعَنَتْ ظاعِنَةٌ.

  وذو الظُّعَيْنَةِ: موضع.

  وعثمان بن مَظْعُونٍ: صاحب النبي، .

  ظنن: المحكم: الظَّنُّ شك ويقين إلَّا أَنه ليس بيقينِ عِيانٍ، إنما هو يقينُ تَدَبُّرٍ، فأَما يقين العِيَانِ فلا يقال فيه إلَّا علم، وهو يكون اسماً ومصدراً، وجمعُ الظَّنِّ الذي هو الاسم ظُنُون، وأَما قراءة من قرأَ: وتَظُنُّونَ بالله الظُّنُونا، بالوقف وترك الوصل، فإِنما فعلوا ذلك لأَن رؤُوس الآيات عندهم فواصل، ورؤُوس الآي وفواصلها يجري فيها ما يجري في أَواخِرِ الأَبياتِ والفواصل، لأَنه إنما خوطب العرب بما يعقلونه في الكلام المؤَلف، فيُدَلُّ بالوقف في هذه الأَشياء وزيادة الحروف فيها نحو الظُّنُونا والسَّبيلا والرَّسولا، على أَنَّ ذلك الكلام قد تمَّ وانقطع، وأَنَّ ما بعده مستأْنف، ويكرهون أَن يَصلُوا فيَدْعُوهم ذلك إلى مخالفة المصحف.

  وأَظَانِينُ، على غير القياس؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعيةً ... فاقْعُد لها ودَعَنْ عنك الأَظَانِينا

  قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يكون الأَظَانين جمع أُظْنُونة إلَّا أَني لا أَعرفها.

  التهذيب: الظَّنُّ يقينٌ وشَكّ؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

  ظَنِّي بهم كعَسَى، وهم بتَنُوفَةٍ ... يَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ

  يقول: اليقين منهم كعسى، وعسى شك؛ وقال شمر: قال أَبو عمرو معناه ما يُظَنُّ بهم من الخير فهو واجب وعسى من الله واجب.

  وفي التنزيل العزيز: إني ظَنَنْتُ أَني مُلاقٍ حِسَابيه؛ أَي علمت، وكذلك قوله ø: وظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا؛ أَي علموا، يعني الرسل، أَنَّ قومهم قد كذبوهم فلا يصدقونهم، وهي قراءة أَبي عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر بالتشديد، وبه قرأَت عائشة وفسرته على ما ذكرناه.

  الجوهري: الظن معروف، قال: وقد يوضع موضع العلم، قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة:

  فقلت لهم: ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج ... سَرَاتُهُمُ في الفارِسِيِّ المُسَرِّدِ

  أَي اسْتَيْقِنُوا، وإِنما يخوِّف عدوّه باليقين لا بالشك.

  وفي الحديث: إياكم والظَّنَّ فإنَّ الظَّنِّ أَكذبُ الحديث؛ أَراد الشكَّ يَعْرِضُ لك في الشيء فتحققه وتحكم به، وقيل: أَراد إياكم وسوء الظَّن وتحقيقَه دون مبادي الظُّنُون التي لا تُمْلَكُ وخواطر القلوب التي لا تُدْفع؛ ومنه الحديث: وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُحَقِّقْ؛ قال: وقد يجيء الظَّن بمعنى العلم؛ وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْر: وظَنَنَّا أَنْ لم يَجُدْ عليهما أَي عَلِمْنا.

  وفي حديث عُبَيدة: قال أَنس سأَلته عن قوله تعالى: أَو لامَسْتُم النساء؛ فأَشار بيده فظَنَنْتُ ما قال أَي علمت.

  وظَنَنْتُ الشيءَ أَظُنُّه ظَنّاً واظَّنَنْتُه واظْطَنَنْتُه وتَظَنَّنْته وتَظَنَّيْتُه على التحويل؛ قال:

  كالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه ... إلَّا تَرَه تَظَنَّه

  أَراد تَظَنَّنْه، ثمَّ حَوَّلَ إِحدى النونين ياء، ثم حذف للجزم، ويروى تَطَنَّه.

  وقوله: تَرَه أَراد