لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 325 - الجزء 13

  ولكنها كلمة على حِدَةٍ.

  ابن بُزُرْج: يقول بعض بني أَسدٍ يا فُلُ أَقبل ويا فُلُ أَقبلا ويا فُلُ أَقبلوا، وقالوا للمرأَة فيمن قال يا فُلُ أَقْبِلْ: يا فُلانَ أَقبلي، وبعض بني تميم يقول يا فُلانَةُ أَقبلي، وبعضهم يقول يا فُلاةً أَقبلي.

  وقال غيرهم: يقال للرجل يا فُلُ أَقبل، وللاثنين يا فُلانِ، ويا فُلُونَ للجمع أَقبلوا، وللمرأَة يا فُلَ أَقْبِلي، ويا فُلَتانِ، ويا فُلاتُ أَقْبِلْنَ، نصب في الواحدة لأَنه أَراد يا فُلَة، فنصبوا الهاء.

  وقال ابن بري: فلانٌ لا يثنى ولا يجمع.

  وفي حديث القيامة: يقول الله ø أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ؟ معناه يا فلانُ، قال: وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام، ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه: ليست ترخيماً وإِنما هي صيغة ارْتُجِلَتْ في باب النداء، وقد جاء في غير النداء؛ وأَنشد:

  في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

  فكسر اللام للقافية.

  قال الأَزهري: ليس بترخيم فُلانٍ، ولكنها كلمة على حدة، فبنو أَسد يُوقِعُونَها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث؛ وقال قوم: إِنه ترخيم فلان، فحذفت النون للترخيم والأَلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم.

  وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر: يُلْقى في النار فَتَنْدَلِقُ أَقْتابُه فيقال له أَي فُلْ أَين ما كنت تَصِفُ.

  وقوله ø: يا ويلَتا ليتني لم أَتَّخِذْ فلاناً خليلاً؛ قال الزجاج: لم أَتخذ فلاناً الشيطانَ خليلاً، قال: وتصديقُه: وكان الشيطان للإِنسان خَذُولاً؛ قال: ويروى أَن عُقْبة بن أَبي مُعَيْطٍ هو الظالم ههنا، وأَنه كان يأْكل يديه نَدَماً، وأَنه كان عزم على الإِسلام قبلغ أُمَيَّةَ ابن خَلَفٍ فقال له أُميةُ: وَجْهِي من وَجْهِك حرامٌ إِن أَسلمت وإِن كَلَّمْتُكَ أَبداً فامتنع عقبة من الإِسلام، فإِذا كان يوم القيامة أَكل يديه ندماً، وتمنى أَنه آمن واتخذ مع الرسول إِلى الجنة سبيلاً ولم يتخذ أُمية بن خلف خليلاً، ولا يمتنع أَن يكون قبوله من أُمية من عمل الشيطان وإِغوائه.

  وفُلُ بن فُلٍ: محذوف، فأَما سيبويه فقال: لا يقال فُل يعني به فلان إِلا في الشعر كقوله:

  في لجة، أَمسك فلاناً عن فُلِ

  وأَما يا فُلْ التي لم تحذف من فلان فلا يستعمل إِلا في النداء، قال: وإِنما هو كقولك يا هَناه، ومعناه يا رجل.

  وفلانٌ: اسم رجل.

  وبنو فُلان: بَطنٌ نسبوا إِليه، وقالوا في النسب الفُلانيّ كما قالوا الهَنِيّ، يَكْنُونَ به عن كل إِضافة.

  الخليلُ: فلانٌ تقديره فُعال وتصغيره فُلَيِّنٌ، قال: وبعض يقول هو في الأَصل فُعْلانٌ حذفت منه واو، قال: وتصغيره على هذا القول فُلَيَّانٌ، وكالإِنسان حذفت منه الياء أَصله إِنْسِيان، وتصغيره أُنَيْسِيانُ، قال: وحجة قولهم فُلُ بن فُلٍ كقولهم هَيُّ بن بَيٍّ وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ.

  وروي عن الخليل أَنه قال: فلانٌ نُقْصانُه ياء أَو واو من آخره، والنون زائدة، لأَنك تقول في تصغيره فُلَيَّانٌ، فيرجع إِليه ما نقص وسقط منه، ولو كان فلانٌ مثل دُخانٍ لكان تصغيره فُلَيِّنٌ مثل دُخَيِّنٍ، ولكنهم زادوا أَلفاً ونوناً على فُلَ؛ وأَنشد لأَبي النجم:

  إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ ... تُدافِعُ الشَّيبَ ولم تُقَتَّلِ،

  في لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

  فلسطن: فِلَسْطِينُ، بكسر الفاء وفتح اللام: الكورَةُ المعروفة فيما بين الأُرْدُنّ وديار مصر، حماها الله