لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 401 - الجزء 13

  وهل أَرِدَنْ يوماً مِياه مَجَنَّةٍ؟ ... وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ؟

  قال ابن الأَثير: مَجَنَّة موضع بأَسفل مكة على أَميال، وكان يُقام بها للعرب سُوق، قال: وبعضهم يكسر ميمها، والفتح أَكثر، وهي زائدة.

  والمُماجِنُ من النوق: التي يَنْزُو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلْقَح.

  وطريق مُمَجَّنٌ أَي ممدود.

  والمِيجَنَة: المِدَقَّة، تذكر في وجن، إِن شاء الله ø.

  مجشن: ذكر ابن سيده في الرباع ما صورته: الماجُشُون اسم رجل؛ حكاه ثعلب.

  وابن الماجُشُون: الفقيه المعروفُ منه، والله أَعلم.

  محن: المِحْنة: الخِبْرة، وقد امتَحنه.

  وامتَحن القولَ: نظر فه ودَبَّره.

  التهذيب: إِن عُتْبة بن عبدٍ السُّلَمي، وكان من أَصحاب سيدنا رسول الله، ، حَدَّث أَن رسول الله، ، قال: القَتْلى ثلاثة، رجل مؤمن جاهَدَ بنفسه وماله في سبيل الله حتى إِذا لقي العَدُوَّ قاتَلَهم حتى يُقْتَل، فذلك الشهيد المُمْتَحَن في جنة الله تحت عرشه⁣(⁣١).

  لا يَفْضُله النبيون إِلا بدرجة النبوَّة؛ قال شمر: قوله فذلك الشهيد المُمْتحَن هو المُصفَّى المُهذَّب المخلَّصُ من مَحَنتُ الفضةَ إِذا صفيتها وخلصتها بالنار.

  وروي عن مجاهد في قوله تعالى: أُولئك الذين امتَحَنَ الله قلوبَهم، قال: خَلَّصَ الله قلوبهم، وقال أَبو عبيدة: امتَحنَ الله قلوبهم صَفَّاها وهَذَّبها، وقال غيره: المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ، وقيل: معنى قوله أُولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى شَرَحَ الله قلوبهم، كأَنَّ معناه وَسَّع الله قلوبَهم للتقوى.

  ومَحَنْتُه وامتَحْنتُه: بمنزلة خَبَرْتُه واختبرته وبَلَوْتُه وابتَلَيْتُه.

  وأَصل المَحْنِ: الضَّرْبُ بالسَّوْط.

  وامتَحَنتُ الذهب والفضة إِذا أَذبتهما لتختبرهما حتى خَلَّصْتَ الذهب والفضة، والاسم المِحْنة.

  والمَحْنُ: العطية.

  وأَتيتُ فلاناً فما مَحَنَني شيئاً أَي ما أَعطاني.

  والمِحْنة: واحدة المِحَنِ التي يُمتَحَنُ بها الإِنسانُ من بلية، نستجير بكرم الله منها.

  وفي حديث الشَّعْبي: المِحْنة بِدْعَة، هي أَن يأْخذ السلطانُ الرجلَ فيَمْتحِنه ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا، فلا يزال به حتى يقول ما لم يفعله أَو ما لا يجوز قوله، يعني أَن هذا القول بدعة؛ وقولُ مُليح الهُذَليِّ:

  وحُبُّ ليلى، ولا تَخْشى مَحُونتَه ... صَدْعٌ لنَفْسِكَ مما ليس يُنْتقَدُ

  قال ابن جني: مَحُونته عاره وتِباعَتُه، يجوز أَن يكون مشتقّاً من المِحْنَة لأَن العارَ من أَشدِّ المِحْن، ويجوز أَن يكون مَفْعُلة من الحَيْنِ، وذلك أَن العار كالقتل أَو أَشد.

  الليث: المِحْنة معنى الكلام الذي يُمتحَنُ به ليعرف بكلامه ضمير قلبه، تقول امتحَنْتُه، وامتَحنْتُ الكلمة أَي نظرت إِلى ما يَصِيرُ إِليه صَيُّورُها.

  والمَحْنُ: النكاح الشديد.

  يقال: مَحَنها ومَخَنها ومسَحَها إِذا نكحها.

  ومَحَنه عشرين سَوْطاً: ضربه.

  ومحن السَّوْطَ: لَيَّنَه.

  المُفَضَّلُ: مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لبسته حتى تُخْلِقه.

  ابن الأَعرابي: مَحَنْته بالشَّدِّ والعَدْو وهو التليين بالطَّرْد، والمُمْتحَن والمُمَحَّص واحد.

  أَبو سعيد: مَحَنْتُ الأَديم مَحْناً إِذا مددته حتى توسعه.

  ابن الأَعرابي: المَحْنُ اللَّيِّنُ من كل شيء.

  ومَحْنت البئر مَحْناً إِذا أَخرجت تُرابها


(١) قوله [في جنة الله تحت عرشه] الذي في نسخة التهذيب: في خيمة الله.