لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 403 - الجزء 13

  رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ ... يَظَلُّ على مِسْحاته يتَرَكَّلُ

  ابنُ مَدِينةٍ أَي العالم بأَمرها.

  ويقال للأَمة: مَدِينة أَي مملوكة، والميم ميم مَفْعُول، وذكر الأَحولُ أَنه يقال للأَمة ابنُ مَدِينة، وأَنشد بيت الأَخطل، قال: وكذلك قال ابن الأَعرابي ابنُ مَدِينة ابنُ أَمة، قال ابن خالويه: يقال للعبد مَدِينٌ وللأَمة مَدِينة، وقد فسر قوله تعالى: إِنا لمَدِينُون؛ أَي مملوكون بعد الموت، والذي قاله أَهل التفسير لمَجْزِيُّون.

  ومَدَنَ الرجلُ إِذا أَتى المدينة.

  قال أَبو منصور: هذا يدل على أَن الميم أَصلية.

  قال: وقال بعض من لا يوثق بعلمه مَدَن بالمكان أَي أَقام به.

  قال: ولا أَدري ما صحته، وإِذا نسبت إِلى مدينة الرسول، عليه الصلاة والسلام، قلت مَدَنيٌّ، وإِلى مدينة المنصور مَدِينيّ، وإِلى مدائن كِسْرَى مَدائِنيٌّ، للفرق بين النسب لئلا يختلط.

  ومَدْيَنُ: اسم أَعجمي، وإِن اشتققته من العربية فالياء زائدة، وقد يكون مَفْعَلاً وهو أَظهر.

  ومَدْيَنُ: اسم قرية شعيب، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام، والنسب إِليها مَدْيَنِيٌّ.

  والمَدَانُ: صنم.

  وبَنُو المَدَانِ: بطْنٌ، على أَن الميم في المَدَان قد تكون زائدة.

  وفي الحديث ذِكْرُ مَدَان، بفتح الميم، له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بني جُذَام، ويقال له فَيْفاءُ مَدَانَ؛ قال: وهو وادٍ في بلاد قُضاعَة.

  مذن: النهاية في حديث رافع بن خَدِيج: كنا نَكْرِي الأَرض بما على الماذِيانات والسواقي، قال: هي جمع ماذِيانٍ، وهو النهر الكبير، قال: وليست بعربية، وهي سَوَاديَّة، وتكرَّر في الحديث مفرداً ومجموعاً، والله أَعلم.

  مرن: مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً: وهو لِينٌ في صَلابة.

  ومَرَّنْتُه: أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه.

  ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ، وهو لَيِّنٌ في صلابة.

  ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ واستمَرَّتْ.

  والمَرَانةُ: اللِّينُ.

  والتَّمْرينُ: التَّلْيينُ.

  ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ.

  ورمْحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ لَيِّنٌ، وكذلك الثوبُ.

  والمُرّانُ، بالضم وهو فُعّالٌ: الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة.

  وقال أَبو عبيد: المُرّانُ نبات الرماح.

  قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت.

  ابن الأَعرابي: سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه، ولذلك يقال قناة لَدْنَةٌ.

  ورجل مُمَرَّنُ الوجه: أَسِيلُه.

  ومَرَنَ وجه الرجل على هذا الأَمر.

  وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجه أَي صُلْبُ الوجه؛ قال رؤبة:

  لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ

  قال ابن بري: صوابه مَعِكٍ، بالكاف.

  يقال: رجل مَعِكٌ أَي مماطل؛ وبعده:

  أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ

  والمصدر المُرُونة.

  ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم يَنْجَعْ فيه.

  ومَرَنَ على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة: تعوَّده واستمرَّ عليه.

  ابن سيده: مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ؛ قال:

  قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ ... وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ،

  وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ

  ومَرَّنه عليه فتمَرَّن: دَرَّبه فتدَرَّب.

  ولا أَدري أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ.

  والمَرْنُ: الأَديمُ المُلَيَّن المَدْلوك.

  ومَرَنْتُ