[فصل الميم]
  رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ ... يَظَلُّ على مِسْحاته يتَرَكَّلُ
  ابنُ مَدِينةٍ أَي العالم بأَمرها.
  ويقال للأَمة: مَدِينة أَي مملوكة، والميم ميم مَفْعُول، وذكر الأَحولُ أَنه يقال للأَمة ابنُ مَدِينة، وأَنشد بيت الأَخطل، قال: وكذلك قال ابن الأَعرابي ابنُ مَدِينة ابنُ أَمة، قال ابن خالويه: يقال للعبد مَدِينٌ وللأَمة مَدِينة، وقد فسر قوله تعالى: إِنا لمَدِينُون؛ أَي مملوكون بعد الموت، والذي قاله أَهل التفسير لمَجْزِيُّون.
  ومَدَنَ الرجلُ إِذا أَتى المدينة.
  قال أَبو منصور: هذا يدل على أَن الميم أَصلية.
  قال: وقال بعض من لا يوثق بعلمه مَدَن بالمكان أَي أَقام به.
  قال: ولا أَدري ما صحته، وإِذا نسبت إِلى مدينة الرسول، عليه الصلاة والسلام، قلت مَدَنيٌّ، وإِلى مدينة المنصور مَدِينيّ، وإِلى مدائن كِسْرَى مَدائِنيٌّ، للفرق بين النسب لئلا يختلط.
  ومَدْيَنُ: اسم أَعجمي، وإِن اشتققته من العربية فالياء زائدة، وقد يكون مَفْعَلاً وهو أَظهر.
  ومَدْيَنُ: اسم قرية شعيب، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام، والنسب إِليها مَدْيَنِيٌّ.
  والمَدَانُ: صنم.
  وبَنُو المَدَانِ: بطْنٌ، على أَن الميم في المَدَان قد تكون زائدة.
  وفي الحديث ذِكْرُ مَدَان، بفتح الميم، له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بني جُذَام، ويقال له فَيْفاءُ مَدَانَ؛ قال: وهو وادٍ في بلاد قُضاعَة.
  مذن: النهاية في حديث رافع بن خَدِيج: كنا نَكْرِي الأَرض بما على الماذِيانات والسواقي، قال: هي جمع ماذِيانٍ، وهو النهر الكبير، قال: وليست بعربية، وهي سَوَاديَّة، وتكرَّر في الحديث مفرداً ومجموعاً، والله أَعلم.
  مرن: مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً: وهو لِينٌ في صَلابة.
  ومَرَّنْتُه: أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه.
  ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ، وهو لَيِّنٌ في صلابة.
  ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ واستمَرَّتْ.
  والمَرَانةُ: اللِّينُ.
  والتَّمْرينُ: التَّلْيينُ.
  ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ.
  ورمْحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ لَيِّنٌ، وكذلك الثوبُ.
  والمُرّانُ، بالضم وهو فُعّالٌ: الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة.
  وقال أَبو عبيد: المُرّانُ نبات الرماح.
  قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت.
  ابن الأَعرابي: سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه، ولذلك يقال قناة لَدْنَةٌ.
  ورجل مُمَرَّنُ الوجه: أَسِيلُه.
  ومَرَنَ وجه الرجل على هذا الأَمر.
  وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجه أَي صُلْبُ الوجه؛ قال رؤبة:
  لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ
  قال ابن بري: صوابه مَعِكٍ، بالكاف.
  يقال: رجل مَعِكٌ أَي مماطل؛ وبعده:
  أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ
  والمصدر المُرُونة.
  ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم يَنْجَعْ فيه.
  ومَرَنَ على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة: تعوَّده واستمرَّ عليه.
  ابن سيده: مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ؛ قال:
  قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ ... وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ،
  وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ
  ومَرَّنه عليه فتمَرَّن: دَرَّبه فتدَرَّب.
  ولا أَدري أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ.
  والمَرْنُ: الأَديمُ المُلَيَّن المَدْلوك.
  ومَرَنْتُ