لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 510 - الجزء 13

  وربما كُنِيَ بالشاة عن المرأَة أَيضاً؛ قال الأَعشى:

  فَرمَيْتُ غُفْلَةَ عَيْنِه عن شاتِه ... فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها

  ويقال للثور الوحشي: شاةٌ.

  الجوهري: تشَوَّهْتُ شاةٌ إِذا اصْطَدْته.

  والشاةُ: أَصلها شاهَةٌ، فحذفت الهاء الأَصلية وأُثبتت هاء العلامة التي تَنْقلِبُ تاءَ في الإِدْراج، وقيل في الجمع شِيَاه كما قالوا ماء، والأَصل ماهَة وماءة، وجمعوها مِياهاً.

  قال ابن سيده: والجمع شاءٌ، أَصله شاه وشِياه وشِوَاه وأَشاوِه وشَوِيٌّ وشِيْه وشَيِّه كسَيِّدٍ، الثلاثةُ اسمٌ للجمع، ولا يجمع بالأَلف والتاء كان جنساً أَو مسمى به، فأَما شِيْه فعلى التوفية، وقد يجوز أَن يكون فُعُلاً كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُه، ثم وقع الإِعلال بالإِسكان، ثم وقع البدل للخفة كعِيدٍ فيمن جعله فُعْلاً، وأَما شَوِيٌّ فيجوز أَن يكون أَصله شَوِيه على التوفية، ثم وقع البدل للمجانسة لأَن قبلها واواً وياءً، وهما حرفا علة، ولمشاكلة الهاء الياء، أَلا ترى أَن الهاء قد أُبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم: ذِه في ذِي؟ وقد يجوز أَن يكون شَوِيٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في الجمع، فيكون من باب لأْآلٌ في التغيير، إِلَّا أَن شَوِيّاً مغير بالزيادة ولأْآلٍ بالحذف، وأَما شَيِّه فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِه، فأُبدلت الواو ياءً لانكسارها ومجاورَتها الياء.

  غيره: تصغيره شُوَيْهة، والعدد شِياه، والجمع شاءٌ، فإِذا تركوا هاء التأْنيث مدّوا الأَلف، وإِذا قالوها بالهاء قصروا وقالوا شاةٌ، وتجمع على الشَّوِيِّ.

  وقال ابن الأَعرابي: الشاءُ والشَّويُّ والشَّيِّه واحدٌ؛ وأَنشد:

  قالتْ بُهَيَّةُ: لا يُجاوِرُ رَحْلَنا ... أَهلُ الشَّوِيِّ، وعابَ أَهلُ الجامِلِ⁣(⁣١)

  ورجل كثيرُ الشاةِ والبعير: وهو في معنى الجمع لأَن الأَلف واللام للجنس.

  قال: وأَصل الشاة شاهَةٌ لأَن تصغيرها شُوَيْهة.

  وذكر ابن الأَثير في تصغيرها شُوَيَّةٌ، فأَما عينها فواو، وإِنما انقلبت في شِياه لكسرة الشين، والجمعُ شِياه بالهاء أَدنى في العدد، تقول ثلاثُ شِياه إِلى العشر، فإِذا جاوَزْتَ فبالتاء، فإِذا كَثَّرْتَ قلت هذه شاءٌ كثيرة.

  وفي حديث سوادَةَ بنِ الرَّبيع: أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لها بشِياه غنمٍ.

  قال ابن الأَثير: وإِنما أَضافها إلى الغنم لأَن العرب تسمي البقرة الوحشية شاة فميزها بالإِضافة لذلك، وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ.

  وفي حديث الصدقة: وفي الشَّوِيِّ في كل أَربعين واحدة؛ الشَّوِيُّ: اسم جمع للشاة، وقيل: هو جمع لها نحو كلْبٍ وكَلِيبٍ، ومنه كتابُه لقَطَنِ بن حارثة: وفي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ مُسِنَّة.

  وفي حديث ابن عمر: أَنه سئل عن المُتَعة أَيُجْزئُ فيها شاةٌ، فقال: ما لي وللشَّوِيِّ أَي الشَّاءِ، وكان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة إِلى الحج تجب عليه بدنة.

  وتَشَوَّه شاةً: اصْطادَها.

  ورجل شاوِيٌّ: صاحبُ شاء؛ قال:

  ولَسْتُ بشاويٍّ عليه دَمامَةٌ ... إِذا ما غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ

  وأَنشد الجوهري لمُبَشِّرِ بن هُذَيْلٍ الشَّمْخِيِّ:

  ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُه ... لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه

  ولا حِماراه ولا عَلاتُه ... إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُه


(١) قوله [لا يجاور رحلنا أهل الشويّ وعاب الخ] هكذا في الأصل يجاور بالراء، وعاب بالعين المهملة. وفي شرح القاموس: لا يجاوز بالزاي.