لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 522 - الجزء 13

  ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها ... فَخَرَّت كما تَتابَعَ الرِّيحُ بالقَفْلِ

  ويروى: كما تَتايَع.

  والفارِه: الحاذِقُ بالشيء.

  والفُرُوهَةُ والفَراهةُ والفَراهِيةُ: النَّشاطُ.

  وفَرِه، بالكسر: أَشِرَ وبَطِرَ.

  ورجل فَرِه: نَشيطٌ أَشِرٌ.

  وفي التنزيل العزيز: وتَنْحِتُون من الجبال بيوتاً فَرِهينَ؛ فمن قرأَه كذلك فهو منْ هذا شَرِهين بَطِرين، ومن قرأَه فارِهينَ فهو من فَرُه، بالضم؛ قال ابن بري عند هذا الموضع: قال ابن وادع العَوْفي:

  لا أَسْتَكِينُ، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ ... ولن تَراني بخيرٍ فاره الطَّلَبِ

  قال الفراء: معنى فارِهِين حاذقِين، قال: والفَرِحُ في كلام العرب، بالحاء، الأَشِرُ البَطِر.

  يقال: لا تَفْرحْ أَي لا تَأْشَرْ.

  قال الله ø: لا تَفْرَحْ إن الله لا يُحِبُّ الفَرِحينَ؛ فالهاء ههنا كأَنها أُقِيمت مُقام الحاء.

  والفَرَه: الفَرَحُ.

  والفَرِه: الفَرِحُ.

  ورجل فارِه: شديدُ الأَكل؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن يَشْتَرِيَه: لا تَشْتَرني، آكُلُ فارِهاً وأَمْشِي كارهاً.

  فطه: فَطِه الظهرُ فَطَهاً: كفَزِرَ.

  فقه: الفِقْه: العلم بالشيء والفهمُ له، وغلبَ على عِلْم الدين لسِيادَتِه وشرفه وفَضْلِه على سائر أَنواع العلم كما غلب النجمُ على الثُّرَيَّا والعُودُ على المَنْدَل؛ قال ابن الأَثير: واشْتِقاقه من الشَّقِّ والفَتْح، وقد جَعَله العُرْفُ خاصّاً بعلم الشريعة، شَرَّفَها الله تعالى، وتَخْصيصاً بعلم الفروع منها.

  قال غيره: والفِقْه في الأَصل الفَهْم.

  يقال: أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً في الدين أَي فَهْماً فيه.

  قال الله ø: ليَتفَقَّهوا في الدين؛ أَي ليَكونوا عُلَماء به، وفَقَّهَه الله؛ ودعا النبي، ، لابن عباس فقال: اللهم عَلِّمْه الدِّينَ وفَقِّهْه في التأْويل أَي فَهِّمْه تأْويلَه ومعناه، فاستجاب الله دُعاءه، وكان من أَعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى.

  وفَقِه فِقْهاً: بمعنى عَلِم عِلْماً.

  ابن سيده: وقد فَقُه فَقاهَةً وهو فَقِيه من قوم فُقَهاءَ، والأُنثى فَقِيهة مِنْ نِسْوةٍ فقائِه.

  وحكى اللحياني: نسوة فُقَهاء، وهي نادرة، قال: وعندي أَن قائل فُقَهاء من العرب لم يَعْتَدَّ بهاء التأْنيث، ونظيرها نسوة فُقَراء.

  وقال بعضهم: فَقُه الرجل فَقَهاً وفِقْهاً وفَقِه⁣(⁣١).

  وفَقِه الشيءَ: عَلِمَه.

  وفَقَّهَه وأَفْقَهَه: عَلَّمه.

  وفي التهذيب: وأَفْقَهْتُه أَنا أَي بَيَّنْتُ له تَعَلُّم الفِقْه.

  ابن سيده: وفَقِه عنه، بالكسر، فَهِمَ.

  ويقال: فَقِه فلانٌ عني ما بَيَّنْتُ له يَفْقَه فِقْهاً إذا فَهِمَه.

  قال الأَزهري: قال لي رجل من كلاب وهو يَصِف لي شيئاً فلما فرغ من كلامه قال أَفَقِهْتَ؟ يريد أَفَهِمْتَ.

  ورجل فَقُه: فَقِيه، والأُنثى فَقُهةٌ.

  ويقال للشاهد: كيف فَقاهَتُك لما أَشْهَدْناك، ولا يقال في غير ذلك.

  الأَزهري: وأَما فَقُه، بضم القاف، فإنما يستعمل في النعوت.

  يقال: رجل فَقِيه، وقد فَقُه يَفْقُه فَقاهةَ إذا صارَ فَقيهاً وسادَ الفُقَهاءَ.

  وفي حديث سَلْمان: أَنه نزل على نَبَطِيَّةٍ بالعراق فقال لها: هل هنا مكانٌ نَظيف أُصَلي فيه؟ فقالت: طَهِّرْ قَلْبَك وصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ، فقال سلمان: فَقِهَتْ أَي فَهِمَتْ وفَطِنَتْ للحقِّ والمَعْنى الذي أَرادَتْ، وقال شمر: معناه أَنها فَقِهَتْ هذا المعنى الذي خاطَبَتْه، ولو قال فَقُهَتْ كان معناه


(١) قوله [وفقه] بعد قوله [وفقهاً] كذا بالأَصل. وبالوقوف على عبارة ابن سيده تعلم أن فقه كعلم ليس من كلام البعض وان كان لغة في فقه بالضم ولعلها تكررت من النساخ.