لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 32 - الجزء 14

  ظَلَّ لها يَوْمٌ مِنَ الشِّعْرى أَزي ... نَعُوذُ منه بِزرانِيقِ الرَّكي

  قال ابن بري: يقال يَوْمٌ آزٍ وأَزٍ مثل آسِنٍ وأَسِنٍ أَي ضَيِّق قليل الخير؛ قال عمارة:

  هذا الزَّمانُ مُوَلّ خَيْرُه آزي

  وأَزى مالُه: نَقَصَ.

  وأَزى له أَزْياً: أَتاه لِيَخْتِلَه.

  الليث: أَزَيْتُ لفلان آزي له أَزْياً إذا أَتَيته من وجه مَأْمَنِه لِتَخْتِله.

  ويقال: هو بإزاء فلان أَي بِحِذائه ممدوادن.

  وقد آزَيْتُه إذا حاذَيْتَه، ولا تقل وازَيْتُه.

  وقعَدَ إزاءه أَي قُبالَتَه.

  وآزاه: قابَلَه.

  وفي الحديث: اختلف مَنْ كان قَبْلنا ثنتين وسبعين فِرْقةً نَجا منها ثَلاثٌ وهلك سائرُها.

  وفِرْقةٌ آزَتِ الملُوكَ فقاتَلَتْهم على دِين الله أَي قاوَمَتْهم، مِنْ آزَيْتُه إذا حاذَيْتَه.

  يقال: فلان إزاءٌ لفلان إذا كان مُقاوماً له.

  وفي الحديث: فرَفَع يديه حتى آزَتا شَحْمة أُذُنيه أَي حاذَتا.

  والإِزاءُ: المُحاذاةُ والمُقابَلة؛ قال: ويقال فيه وازَتا.

  وفي حديث صلاة الخوف: فَوازَيْنا العَدوَّ أَي قابلناهم، وأَنكر الجوهري أَن يقال وازَيْنا.

  وتَآزى القَوْمُ: دَنا بعضُهم إلى بعض؛ قال اللحياني: هو في الجلوس خاصة؛ وأَنشد:

  لَمَّا تآزَيْنا إلى دِفْءِ الكُنُفْ

  وأَنشد ابن بري لشاعر:

  وإنْ أَزى مالُه لم يَأْزِ نائِلُه ... وإنْ أَصابَ غِنىً لم يُلْفَ غَضْبانا⁣(⁣١)

  والثوب يَأْزي إذا غُسِل، والشَّمْسُ أُزِيّاً: دَنَتْ للمَغيب.

  والإِزاء: سبب العيش، وقيل: هو ما سُبِّبَ من رَغَدِه وفَضْلِه.

  وإنَّه لإِزاءُ مالٍ إذا كان يُحْسِنُ رِعْيَته ويَقُومُ عليه؛ قال الشاعر:

  ولَكِني جُعِلْت إزاءَ مالٍ ... فأَمْنَع بَعْدَ ذلك أَو أُنِيل

  قال ابن جني: هو فِعالٌ من أَزى الشيءُ يأْزي إذا تَقَبَّض واجتمع، فكذلك هذا الراعي يَشُحُّ عليها ويمنع مِنْ تَسَرُّبِها، وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال حُمَيْدٌ يصف امرأَة تقوم بمعاشها:

  إزاءٌ مَعاشٍ لا يَزالُ نِطاقُها ... شَديداً، وفيها سَوْرةٌ وهي قاعِدُ

  وهذا البيت في المحكم:

  إزاءُ مَعاشٍ ما تَحُلُّ إزارَها ... مِنَ الكَيْس، فيها سَوْرَةٌ وهْي قاعد

  وفلان إزاءُ فلان إذا كان قِرْناً له يُقاوِمه.

  وإزاءُ الحَرْب: مُقِيمُها؛ قال زهير يمدح قوماً:

  تَجِدْهُمْ على ما خَيَّلَتْ هم إزاءَها ... وإن أَفْسَدَ المالَ الجماعاتُ والأَزْلُ

  أَي تجدهم الذين يقومون بها.

  وكلُّ من جُعِل قَيِّماً بأَمر فهو إزاؤه؛ ومنه قول ابن الخَطِيم:

  ثَأَرْتُ عَدِيّاً والخَطِيمَ، فلم أُضِعْ ... وَصِيَّةَ أَقوامٍ جُعِلْتُ إزاءَها

  أَي جُعِلْتُ القَيِّم بها.

  وإنِّه لإِزاءُ خير وشرّ أَي صاحبه.

  وهم إزاءٌ لقومهم أَي يُصْلِحُون أَمرهم؛ قال الكميت:

  لقدْ عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّا لهم ... إزاءٌ، وأَنَّا لهُم مَعْقِلُ


(١) قوله [وإن أزى ماله الخ] كذا وقع هذا البيت هنا في الأَصل، ومحله كما صنع شارح القاموس بعد قوله فيما تقدم: وأزى ماله نقص، فلعله هنا مؤخر من تقديم.