لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 46 - الجزء 14

  ولا يجمع فَعْلة بالتسكين على ذلك.

  التهذيب: قال ابن كيسان يقال جاءَتْني أَمَةُ الله، فإِذا ثنَّيت قلت جاءَتني أَمَتا الله، وفي الجمع على التكسير جاءَني إِماءُ الله وأُمْوانُ الله وأَمَواتُ الله، ويجوز أَماتُ الله على النقص.

  ويقال: هُنَّ آمٌ لزيد، ورأَيت آمِياً لزيد، ومرَرْت بآمٍ لزيد، فإِذا كَثُرت فهي الإِماء والإِمْوان والأُمْوان.

  ويقال: اسْتَأْمِ أَمَةً غير أَمَتِك، بتسكين الهمزة، أَي اتَّخِذ، وتَأَمَّيْتُ أَمةً.

  ابن سيده: وتَأَمَّى أَمَةً اتَّخَذها، وأَمَّاها جعلَها أَمَة.

  وأَمَتِ المرأَةُ وأَمِيَتْ وأَمُوَتْ؛ الأَخيرة عن اللحياني، أُمُوَّةُ: صارت أَمَةً.

  وقال مُرَّة: ما كانت أَمَةً ولقد أَمُوَت أُمُوَّة.

  وما كُنْتِ أَمَةً ولقد تَأَمَّيْتِ وأَمِيتِ أُمُوَّة.

  الجوهري: وتَأَمَّيتُ أَمَةً أَي اتَّخَذت أَمَة؛ قال رؤبة:

  يَرْضَوْن بالتَّعْبِيدِ والتَّآمي

  ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّة.

  قال ابن بري: وتقول هو يأْتَمِي بزيد أَي يَأْتَمُّ به؛ قال الشاعر:

  نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقي ... وأَمّا بفِعْل الصَّالحِينَ فَيَأْتَمِي

  والنسبة إِليها أَمَويٌّ، بالفتح، وتصغيرها أُمَيَّة.

  وبَنو أُمَيَّة: بطن من قريش، والنسبة إِليهم أُمَويٌّ، بالضم، وربما فَتَحوا.

  قال ابن سيده: والنسب إِليه أُمَويٌّ على القياس، وعلى غير القياس أَمَويٌّ.

  وحكى سيبويه: أُمَيِّيٌّ على الأَصل، أَجروه مُجْرى نُمَيْريّ وعُقَيْلَّي، وليس أُمَيِّيٌّ بأَكثر في كلامهم، إِنما يقولها بعضهم.

  قال الجوهري: ومنهم من يقول في النسبة إليهم أُمَيِّيٌّ، يجمع بين أَربع ياءَات، قال: وهو في الأَصل اسم رجل، وهما أُمَيَّتانِ: الأَكبر والأَصغر، ابنا عَبْدِ شمس بن عبد منافٍ، أَولاد عَلَّةٍ؛ فمِنْ أُمَيَّة الكُبْرى أَبو سفيان بن حرب والعَنابِسُ والأَعْياصُ، وأُمَيَّة الصُّغْرى هم ثلاثة إِخوة لأُم اسمها عَبْلَة، يقال هم العَبَلات، بالتحريك.

  وأَنشد الجوهري هذا البيت للأَحْوَص⁣(⁣١).

  وأَفرد عجزه:

  أَيْما إِلى جنة أَيما إِلى نار

  قال: وقد تكسر.

  قال ابن بري: وصوابه إِيما، بالكسر، لأَن الأَصل إِما، فأَما أَيْما فالأَصل فيه أَمّا، وذلك في مثل قولك أَمّا زيد فمنطلق، بخلاف إِمّا التي في العطف فإِنها مكسورة لا غير.

  وبنو أَمَة: بطن من بني نصر بن معاوية.

  قال: وأَمَا، بالفتح، كلمة معناها الاستفتاح بمنزلة أَلا، ومعناهما حقّاً، ولذلك أَجاز سيبويه أَمَا إِنَّه منطلق وأَما أنه، فالكسر على أَلا إِنَّه، والفتح حقّاً أَنَّه.

  وحكى بعضهم: هَما والله لقد كان كذا أَي أَما والله، فالهاء بدل من الهمزة.

  وأَمَّا أَما التي للاستفهام فمركبة من ما النافية وأَلف الاستفهام.

  الأَزهري: قال الليث أَمَا استفهام جحود كقولك أَمَا تستحي من الله، قال: وتكون أَمَا تأْكيداً للكلام واليمين كقولك أَما إِنَّه لرجلٌ كريم، وفي اليمين كقولك: أَمَا والله لئن سهرت لك ليلة لأَدَعَنَّكَ نادماً، أَمَا لو علمت بمكانك لأُزعجنك منه.

  وقال الفراء في قوله ø: مِمّا خَطاياهم، قال: العرب تجعل ما صِلَةً فيما ينوى به الجزاء كأَنه من خطيئاتهم ما أغرقوا، قال: وكذلك رأَيتها في مصحف عبد الله وتأْخيرها دليل على مذهب الجزاء، ومثلها في مصحفه:


(١) قوله [وأنشد الجوهري هذا البيت للأحوص] الذي في التكملة: أن البيت ليس للأحوص بل لسعد بن قرط بن سيار الجذامي يهجو أمه.