لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 722 - الجزء 1

  كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ.

  وفي الحديث: أَمَا تخافُ أَن يأْكُلَكَ كَلْبُ اللَّه؟ فجاءَ الأَسدُ ليلاً فاقْتَلَعَ هامَتَه من بين أَصحابه.

  والكَلْب، معروفٌ، واحدُ الكِلابِ؛ قال ابن سيده: وقد غَلَبَ الكلبُ على هذا النوع النابح، وربما وُصِفَ به، يقال: امرأَةٌ كَلْبة؛ والجمع أَكْلُبٌ، وأَكالِبُ جمع الجمع، والكثير كِلابٌ؛ وفي الصحاح: الأَكالِبُ جمع أَكْلُبٍ.

  وكِلابٌ: اسمُ رجل، سمي بذلك، ثم غَلَبَ على الحيّ والقبيلة؛ قال:

  وإِنّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبطُنٍ ... وأَنتَ بَريءٌ من قَبائِلها العَشْرِ

  قال ابن سيده: أَي إِنَّ بُطُونَ كِلابٍ عَشْرُ أَبطُنٍ.

  قال سيبويه: كِلابٌ اسم للواحد، والنسبُ إِليه كِلابيٌّ، يعني أَنه لو لم يكن كِلابٌ اسماً للواحد، وكان جمعاً، لَقِيلَ في الإِضافة إِليه كَلْبيٌّ، وقالوا في جمع كِلابٍ: كِلاباتٌ؛ قال:

  أَحَبُّ كَلْبٍ في كِلاباتِ الناسْ ... إِليَّ نَبْحاً، كَلْبُ أُمِّ العباسْ

  قال سيبويه: وقالوا ثلاثةُ كلابٍ، على قولهم ثلاثةٌ من الكِلابِ؛ قال: وقد يجوز أَن يكونوا أَرادوا ثلاثة أَكْلُبٍ، فاسْتَغْنَوْا ببناءِ أَكثر العَدَدِ عن أَقلَّه.

  والكَلِيبُ والكالِبُ: جماعةُ الكِلابِ، فالكَليبُ كالعبيدِ، وهو جمع عزيز؛ وقال يصف مَفازة:

  كأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائِها ... مُكاءُ المُكَلِّبِ، يَدْعُو الكَلِيبَا

  والكالِبُ: كالجامِلِ والباقِر.

  ورجل كالِبٌ وكَلَّابٌ: صاحبُ كِلابٍ، مثل تامرٍ ولابِنٍ؛ قال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريُّ:

  سَدَا بيَدَيْه، ثم أَجَّ بسَيْرِه ... كأَجِّ الظَّليمِ من قَنيصٍ وكالِبِ

  وقيل: سائِسُ كِلابٍ.

  ومُكَلِّبٌ: مُضَرٍّ للكِلابِ على الصَّيْدِ، مُعَلِّمٌ لها؛ وقد يكونُ التَّكْليبُ واقعاً على الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْر.

  وفي التنزيل العزيز: وما عَلَّمتم من الجَوارِحِ مُكَلِّبِين؛ فقد دخَل في هذا: الفَهْدُ، والبازي، والصَّقْرُ، والشاهينُ، وجميعُ أَنواعِ الجَوارح.

  والكَلَّابُ: صاحبُ الكِلاب.

  والمُكَلِّبُ: الذي يُعَلِّم الكِلابَ أَخْذ الصيدِ.

  وفي حديث الصيد: إِنَّ لي كِلاباً مُكَلَّبةً، فأَفْتِني في صَيدها.

  المُكَلَّبةُ: المُسَلَّطة على الصيد، المُعَوَّدة بالاصطياد، التي قد ضَرِيَتْ به.

  والمُكَلِّبُ، بالكسر: صاحِبُها، والذي يصطادُ بها.

  وذو الكَلْبِ: رجلٌ؛ سُمي بذلك لأَنه كان له كلب لا يُفارقه.

  والكَلْبةُ: أُنْثى الكِلابِ، وجمعها كَلْباتٌ، ولا تُكَسَّرُ.

  وفي المثل: الكِلابُ على البقر، تَرْفَعُها وتَنْصِبُها أَي أَرسِلْها على بَقَر الوَحْش؛ ومعناه: خَلِّ امْرَأً وصِناعَتَه.

  وأُمُّ كَلْبةَ: الحُمَّى، أُضِيفَتْ إِلى أُنثى الكِلابِ.

  وأَرض مَكْلَبة: كثيرةُ الكِلابِ.

  وكَلِبَ الكَلْبُ، واسْتَكْلَبَ: ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أَكْلَ الناس.

  وكَلِبَ الكَلْبُ كَلَباً، فهو كَلِبٌ: أَكَلَ لَحْمَ الإِنسان، فأَخذه لذلك سُعارٌ وداءٌ شِبْه الجُنون.

  وقيل: الكَلَبُ جُنُونُ الكِلابِ؛ وفي الصحاح: الكَلَبُ شبيه بالجُنُونِ، ولم يَخُصَّ الكِلاب.