لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 86 - الجزء 14

  حفروا لها حفيرة وتركوها فيها إلى أَن تموت.

  وبَلِيَّة: بمعنى مُبْلاةٍ أَو مُبَلَّاة، وكذلك الرَّذِيَّة بمعنى مُرَذَّاة، فعِيلة بمعنى مُفْعَلة، وجمعُ البَلِيَّةِ الناقةِ بَلايا، وكان أَهل الجاهلية يفعلون ذلك.

  ويقال: قامت مُبَلِّيات فلان يَنُحْنَ عليه، وهن النساء اللواتي يقمن حول راحلته فيَنُحْنَ إذا مات أَو قُتل؛ وقال أَبو زُبيد:

  كالبَلايا رُؤُوسُها في الوَلايا ... مانِحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخُدود

  المحكم: ناقة بِلْوُ سفر قد بلاها السفر، وكذلك الرجل والبعير، والجمع أَبلاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لجَندَل بن المثنى:

  ومَنْهَلٍ من الأَنيس ناء ... شَبيه لَوْنِ الأَرْضِ بالسَّماءِ،

  داوَيْتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ

  ابن الأَعرابي: البَلِيُّ والبَلِيَّةُ والبَلايا التي قد أَعْيت وصارت نِضْواً هالكاً.

  ويقال: فاقتك بِلْوُ سفر إذا أَبلاها السفر.

  المحكم: والبَلِيَّة الناقة أَو الدابة التي كانت تُعْقَلُ في الجاهلية، تُشدّ عند قبر صاحبها لا تعلف ولا تسقى حتى تموت، كانوا يقولون إن صاحبها يحشر عليها؛ قال غَيْلان بن الرَّبعِي:

  باتَتْ وباتُوا، كَبَلايا الأَبْلاءُ ... مُطْلَنْفِئِينَ عِندَها كالأَطْلاءْ

  يصف حَلْبة قادها أَصحابها إلى الغاية، وقد بُلِيت.

  وأَبْلَيْت الرجلَ: أَحلفته.

  وابْتَلَى هو: استَحْلف واستَعْرَف؛ قال:

  تُبَغّي أَباها في الرِّفاقِ وتَبْتَلي ... وأَوْدَى به في لُجَّةِ البَحرِ تمسَحُ

  أَي تسأَلهم أَن يحلفوا لها، وتقول لهم: ناشدتكم الله هل تعرفون لأَبي خبراً؟ وأَبْلى الرجلَ: حَلَف له؛ قال:

  وإني لأُبْلي الناسَ في حُبّ غَيْرها ... فأَمَّا على جُمْلٍ فإنَي لا أُبْلي

  أَي أَحلف للناس إذا قالوا هل تحب غيرها أَني لا أُحب غيرها، فأَما عليها فإني لا أَحلف؛ قال أَبو سعيد: قوله تبتلي في البيت الأَول تختبر، والابتلاء الاختبار بيمين كان أَو غيرها.

  وأَبلَيْت فلاناً يميناً إبْلاء إذا حلفت له فطيَّبت بها نفسه، وقول أَوس بن حَجَر:

  كأَنَّ جديدَ الأَرضِ، يُبْليكَ عنهُمُ ... تَقِيُّ اليَمينِ، بعدَ عَهْدكَ، حالِفُ

  أَي يحلف لك؛ التهذيب: يقول كأَن جديد أَرض هذه الدار وهو وجهها لما عفا من رسومها وامَّحَى من آثارها حالفٌ تَقِيّ اليمين، يحلف لك أَنه ما حل بهذه الدار أَحد لِدُروس معاهدها ومعالمها.

  وقال ابن السكيت في قوله يبليك عنهم: أَراد كأَنّ جديد الأَرض في حال إبلائه إياك أَي تطييبه إياك حالفٌ تقيّ اليمين.

  ويقال: أَبْلى الله فلانٌ إذا حلف؛ قال الراجز:

  فَأَوْجِع الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا ... أَو يُبْلِيَ الله يَميناً صَبْرا

  ويقال: ابتَلَيْت أَي استَحْلَفتُ؛ قال الشاعر:

  تُسائِلُ أَسْماءُ الرِّفاقَ وتَبْتَلي ... ومنْ دُونِ ما يَهْوَيْنَ بابٌ وحاجبُ

  أَبو بكر: البِلاءُ هو أَن يقول لا أُبالي ما صَنَعْتُ مُبالاةً وبِلاءً، وليس هو من بَليَ الثوبُ.

  ومن كلام الحسن: لم يُبالِهِمُ الله بالَةً.

  وقولهم: لا أُباليه لا أَكْتَرِثُ له.

  ويقال: ما أُباليه بالةً وبالاً؛ قال ابن أَحمر: