لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 93 - الجزء 14

  وَلَدْنا بَني العَنقاءِ وابْنَيْ مُحَرِّقٍ ... فأَكْرِم بنا خالاً، وأَكْرِم بنا ابْنَما

  وزيادة الميم فيه كما زادوها في شَدْقَمٍ وزُرْقُمٍ وشَجْعَمٍ لنوع من الحيات؛ وأَما قول الشاعر:

  ولم يَحْمِ أَنْفاً عند عِرْسٍ ولا ابْنِمِ

  فإنه يريد الابن، والميم زائدة.

  ويقال فيما يعرف ببنات: بناتُ الدَّمِ بنات أَحْمَرَ، وبناتُ المُسْنَدِ صُروفُ الدَّهْر، وبناتُ معًى البَعَرُ، وبناتُ اللَّبَن ما صَغرَ منها، وبناتُ النَّقا هي الحُلْكة تُشبَّه بِهنَّ بَنانُ العَذارَى؛ قال ذو الرمة:

  بناتُ النَّقا تَخْفَى مِراراً وتَظْهَرُ

  وبنات مَخْرٍ وبناتُ بَخْرٍ سحائبُ يأْتين قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصباتٍ، وبناتُ غَيرٍ الكَذِبُ، وبناتُ بِئْسَ الدواهي، وكذلك بناتُ طَبَقٍ وبناتُ بَرْحٍ وبناتُ أَوْدَكَ وابْنةُ الجَبَل الصَّدَى، وبناتُ أَعْنَقَ النساءُ، ويقال: خيل نسبت إلى فَحل يقال له أَعنَقُ، وبناتُ صَهَّالٍ الخَيلُ، وبنات شَحَّاجٍ البِغالُ، وبناتُ الأَخْدَرِيّ الأُتُنُ، وبناتُ نَعْش من الكواكب الشَّمالِيَّة، وبناتُ الأَرض الأَنهارُ الصِّغارُ، وبناتُ المُنى اللَّيْلُ، وبناتُ الصَّدْر الهُموم، وبناتُ المِثالِ النِّساء، والمِثالُ الفِراش، وبناتُ طارِقٍ بناتُ المُلوك، وبنات الدَّوِّ حمير الوَحْشِ، وهي بناتُ صَعْدَة أَيضاً، وبناتُ عُرْجُونٍ الشَّماريخُ، وبناتُ عُرْهُونٍ الفُطُرُ، وبنتُ الأَرضِ وابنُ الأَرضِ ضَرْبٌ من البَقْلِ، والبناتُ التَّماثيلُ التي تلعب بها الجَواري.

  وفي حديث عائشة، ^: كنت أَلعب مع الجواري بالبَناتِ أَي التماثيل التي تَلْعَبُ بها الصبايا.

  وذُكِرَ لرؤبة رجلٌ فقال: كان إحدَى بَناتِ مَساجد الله، كأَنه جعله حَصاةً من حَصَى المسجد.

  وفي حديث عمر، ¥، أَنه سأَل رجلاً قَدِمَ من الثَّغْر فقال: هل شَرِبَ الجيشُ في البُنَيَّاتِ الصِّغار؟ قال: لا، إن القوم لَيُؤْتَوْنَ بالإِناء فيَتَداولوه حتى يشربوه كلُّهم؛ البُنَيَّاتُ ههنا: الأَقْداح الصِّغار، وبناتُ الليلِ الهُمومُ؛ أَنشد ثعلب:

  تَظَلُّ بَناتُ الليلِ حَوْليَ عُكَّفاً ... عُكُوفَ البَواكي، بينَهُنَّ قَتِيلُ

  وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهُذَليّ:

  فسَبَتْ بَناتِ القَلْبِ، فهي رَهائِنٌ ... بِخِبائِها كالطَّيْر في الأَقْفاصِ

  إنما عنى ببناته طوائفه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  يا سَعْدُ يا ابنَ عمَلي يا سَعْدُ

  أَراد: من يَعْملُ عَمَلي أَو مِثْلَ عمَلي، قال: والعرب تقول الرِّفْقُ بُنَيُّ الحِلْمِ أَي مثله.

  والبَنْيُ: نَقيضُ الهَدْم، بَنى البَنَّاءُ البِناءَ بَنْياً وبِنَاءً وبِنًى، مقصور، وبُنياناً وبِنْيَةً وبِنايةً وابتَناه وبَنَّاه؛ قال:

  وأَصْغَر من قَعْبِ الوَليدِ، تَرَى به ... بُيوتاً مُبَنَّاةً وأَودِيةً خُضْرا

  يعني العين، وقول الأَعْوَرِ الشَّنِّيِّ في صفة بعير أَكراه:

  لما رَأَيْتُ مَحْمِلَيْه أَنَّا ... مُخَدَّرَيْنِ، كِدْتُ أَن أُجَنَّا

  قَرَّبْتُ مِثْلَ العَلَمِ المُبَنَّى

  شبه البعير بالعَلَمِ لعِظَمِه وضِخَمِه؛ وعَنى بالعَلَمِ