لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 725 - الجزء 1

  وأَرض كَلِبةٌ إِذا لم يَجِدْ نباتُها رِيّاً، فَيَبِسَ.

  وأَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر إِذا لم يُصِبْها الربيعُ.

  أَبو خَيْرة: أَرضٌ كَلِبةٌ أَي غَلِيظةٌ قُفٌّ، لا يكون فيها شجر ولا كَلأٌ، ولا تكونُ جَبَلاً، وقال أَبو الدُّقَيْشِ.

  أَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر أَي خَشِنَةٌ يابسةٌ، لم يُصِبْها الربيعُ بَعْدُ، ولم تَلِنْ.

  والكَلِبةُ من الشجر أَيضاً: الشَّوْكةُ العارِيةُ من الأَغْصان، وذلك لتعلقها بمن يَمُرُّ بها، كما تَفْعل الكِلابُ.

  ويقال للشجرة العارِدة الأَغْصانِ⁣(⁣١) والشَّوْكِ اليابسِ المُقْشَعِرَّةِ: كَلِبةٌ.

  وكَفُّ الكَلْبِ: عُشْبة مُنْتَشرة تَنْبُتُ بالقِيعانِ وبلاد نَجْدٍ، يقال لها ذلك إِذا يَبِسَتْ، تُشَبَّه بكَفِّ الكَلْبِ الحَيوانيِّ، وما دامتْ خَضْراء، فهي الكَفْنةُ.

  وأُمُّ كَلْبٍ: شُجَيْرَةٌ شاكةٌ؛ تَنْبُتُ في غَلْظِ الأَرض وجبالها، صفراءُ الورقِ، خَشْناء، فإِذا حُرِّكَتْ، سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحةٍ وأَخْبَثها؛ سُميت بذلك لمكانِ الشَّوْكِ، أَو لأَنها تُنْتِنُ كالكلب إِذا أَصابه المَطَرُ.

  والكَلُّوبُ: المِنْشالُ، وكذلك الكُلَّابُ، والجمع الكَلالِيبُ، ويسمى المِهْمازُ، وهو الحَديدةُ التي على خُفِّ الرَّائِضِ، كُلَّاباً؛ قال جَنْدَلُ بن الراعي يَهْجو ابنَ الرِّقاعِ؛ وقيل هو لأَبيه الراعي:

  خُنادِفٌ لاحِقٌ، بالرأْسِ، مَنْكِبُه ... كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلَّابِ

  وكَلَبه: ضَرَبه بالكُلَّابِ؛ قال الكُمَيْتُ:

  ووَلَّى بأجْرِيّا ولافٍ، كأَنه ... على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُساطُ ويُكلَبُ

  والكُلَّابُ والكَلُّوبُ: السَّفُّودُ، لأَنه يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّله، هذه عن اللحياني.

  والكَلُّوبُ والكُلَّابُ: حديدةٌ معطوفة، كالخُطَّافِ.

  التهذيب: الكُلَّابُ والكَلُّوبُ خَشَبةٌ في رأْسها عُقَّافَةٌ منها، أَو من حديدٍ.

  فأَمَّا الكَلْبَتانِ: فالآلةُ التي تكون مع الحَدَّادين.

  وفي حديث الرؤيا: وإِذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حديدٍ؛ الكَلُّوبُ، بالتشديد: حديدةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس.

  وكَلاليب البازي: مَخالِبُه، كلُّ ذلك على التَّشْبيه بمَخالِبِ الكِلابِ والسِّباعِ.

  وكلاليبُ الشجر: شَوْكُه كذلك.

  وكالَبَتِ الإِبلُ: رَعَتْ كلالِيبَ الشجر، وقد تكون المُكالَبةُ ارتِعاءَ الخَشِنِ اليابسِ، وهو منه؛ قال:

  إِذا لم يكن إِلا القَتادُ، تَنَزَّعَتْ ... مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ المُكالَب

  والكلْبُ: الشَّعِيرةُ.

  والكلْبُ: المِسْمارُ الذي في قائم السيف، وفيه الذُّؤابة لِتُعَلِّقَه بها؛ وقيل كَلْبُ السيف: ذُؤَابتُه.

  وفي حديث أُحُدٍ: أَنَّ فَرَساً ذبَّ بذَنبه، فأَصابَ كُلَّابَ سَيْفٍ، فاسْتَلَّه.

  الكُلَّابُ والكَلْبُ: الحَلْقَةُ أَو المِسمار الذي يكون في قائم السيف، تكون فيه عِلاقَتُه.

  والكَلْبُ: حديدةٌ عَقْفاءُ تكونُ في طَرَفِ الرَّحْل تُعَلَّق فيها المَزادُ والأَدَاوى؛ قال يصف سِقاء:

  وأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِيفٍ، رَمَتْ به ... على الماءِ، إِحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرامِسُ

  فأَصْبَحَ فوقَ الماءِ رَيَّانَ، بَعْدَما ... أَطالَ به الكَلْبُ السُّرَى، وهو ناعِسُ

  والكُلَّابُ: كالكَلْبِ، وكلُّ ما أُوثِقَ به شيءٌ،


(١) قوله [العاردة الأَغصان] كذا بالأَصل والتهذيب بدال مهملة بعد الراء، والذي في التكملة: العارية بالمثناة التحتية بعد الراء.