لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 172 - الجزء 14

  سيده: وحَذَى اللبنُ اللسانَ والخَلُّ فاه يَحْذيه حَذْياً قَرَصه، وكذلك النبيذُ ونحوه، وهذا شراب يَحْذِي اللسان.

  وقال في موضع آخر: وحَذَا الشرابُ اللسانَ يَحْذوه حَذْواً قَرَصه، لغة في حَذاه يَحْذِيه؛ حكاها أَبو حنيفة، قال: والمعروف حَذَى يَحْذِي.

  وحَذَى الإِهابَ حَذْياً: أَكثر فيه من التَخْرِيق.

  وحَذَا يده بالسكين حَذْياً: قطعها، وفي التهذيب: فهو يَحْذِيها إِذا حَزَّها، وحَذَيْتُ يَدَه بالسكين.

  وحَذَتِ الشفرة النعلَ: قطعتها.

  وحَذَاه بلسانه: قطعه على المَثَل.

  ورجل مِحْذَاءٌ: يَحْذِي الناسَ.

  وحَذِيَت الشاةُ تَحْذَى حَذىً، مقصور: فهو أَن يَنْقَطِعَ سَلاها في بَطْنها فتَشْتَكي.

  ابنُ الفَرَج: حَذَوْتُ التُّراب في وجوههم وحَثَوْتُ بمعنى واحد.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، أَبَدَّ يَده إِلى الأَرض عند انكشاف المسلمين، يومَ حُنَيْن، فأَخذ منها قَبْضَةً من تُرابٍ فَحَذا بها في وجوه المشركين فما زال حَدُّهم كَلِيلاً أَي حَثَى؛ قال ابن الأَثير: أَي حَثَى على الإِبدال أَو هما لغتان.

  والحَذِيَّةُ: اسم هَضْبة؛ قال أَبو قِلابةَ:

  يَئِسْتُ من الحَذِيَّةِ أُمَّ عَمْروٍ ... غَداةَ إِذ انْتَحَوْنِي بالجنَابِ

  حري: حَرَى الشيءُ يَحْرِي حَرْياً: نَقَصَ، وأَحْرَاه الزمانُ.

  الليث: الحَرْيُ النُّقصان بعد الزيادة.

  يقال: إِنه يَحْرِي كما يَحْرِي القمرُ حَرْياً يَنْقُصُ الأَوّل منه فالأَول؛ وأَنشد شمر:

  ما زَالَ مَجْنُوناً على اسْتِ الدَّهْرِ ... في بَدَنٍ يَنْمِي وعَقْلٍ يَحْرِي

  وفي حديث وفاة النبي، : فما زال جِسْمُه يَحْرِي أَي يَنْقُص.

  ومنه حديث الصِّديق، ¥: فما زال جِسْمُه يَحْرِي بعد وفاةِ رسول الله، ، حتى لَحِقَ به.

  وفي حديث عمرو بن عَبْسَة: فإِذا رسول الله، ، مُسْتَخْفِياً حِراءٌ عليه قومُه أَي غِضَابٌ ذَوُو هَمٍّ وغَمٍّ قد انْتَقَصَهم أَمْرُه وعِيلَ صَبْرُهم به حتى أَثَّر في أَجْسامهم.

  والحارِيَةُ: الأَفْعى التي قد كبِرتْ ونَقَص جسمها من الكِبَر ولم يبق إِلا رأْسُها ونَفَسُها وسَمُّها، والذَّكر حارٍ؛ قال:

  أَو حارِياً من القُتَيْراتِ الأُوَلْ ... أَبْتَرَ قِيدَ الشِّبرِ طُولاً أَو أَقَلْ

  وأَنشد شمر:

  انْعَتْ على الجَوْفاءِ في الصُّبْح الفَضِحْ ... حوَيْرِياً مثلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ

  والحَراة: الساحةُ والعَقْوَةُ والناحيةُ، وكذلك الحَرَا، مقصور.

  يقال: اذْهَبْ فلا أَرَيَنَّكَ بِحَرايَ وحَرَاتِي.

  ويقال: لا تَطُرْ حَرَانا أَي لا تَقْرَبْ ما حولنا.

  وفي حديث رجل من جُهَينة: لم يكن زيد بنُ خالد يَقْرَبه بِحَراه سُخْطاً لله ø؛ الحَرَا، بالفتح والقصر: جَنابُ الرجل.

  والحَرَا والحَرَاةُ: ناحيةُ الشيء.

  والحَرَا: موضع البَيْض؛ قال:

  بَيْضَةٌ ذادَ هَيْقُها عن حَرَاها ... كُلَّ طارٍ عليه أَن يَطْراها

  هو الأُفْحُوصُ والأُدْحِيُّ، والجمع أَحْراء.

  والحَرَا: الكِناسُ.

  التهذيب: الحَرَا كُلُّ موضع لظَبْيٍ يأْوِي إِليه.

  الأَزهري: قال الليث في تفسير الحَرَا إِنه مَبِيضُ النَّعام أَو مأْوَى الظَّبْي، وهو باطل، والحَرَا عند العرب ما رواه أَبو عبيد عن