لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 174 - الجزء 14

  الأَواخِر أَي تعَمَّدوا طلبها فيها.

  والتَّحَرِّي: القَصْدُ والاجتهادُ في الطلب والعزمُ على تخصيص الشيء بالفعل والقول؛ ومنه الحديث: لا تتَحَرَّوْا بالصلاة طلوعَ الشمسِ وغروبَها.

  وتحَرَّى فلانٌ بالمكان أَي تمكَّث.

  وقوله تعالى: فأُولئك تحرَّوْا رَشَداً؛ أَي توَخَّوْا وعَمَدُوا، عن أَبي عبيد؛ وأَنشد لامرئ القيس:

  دِيمةٌ هَطْلاء فيها وطَفٌ ... طَبَقُ الأَرضِ تحَرَّى وتَدُرْ

  وحكى اللحياني: ما رأَيتُ من حَرَاتِه وحَرَاه، لم يزد على ذلك شيئاً.

  وحَرَى أَن يكون ذاك: في معنى عسَى.

  وتحَرَّى لك: تعَمَّده.

  وحِرَاء، بالكسر والمد: جبل بمكة معروف، يذكر ويؤَنث.

  قال سيبويه: منهم من يصرفه ومنهم من لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة؛ وأَنشد:

  ورُبَّ وَجْه مِن حِرَاءٍ مُنْحَن

  وأَنشد أَيضاً:

  ستَعْلم أَيَّنا خيراً قديماً ... وأَعْظَمَنا ببَطْنِ حِرَاءَ نارا

  قال ابن بري: هكذا أَنشده سيبويه.

  قال: وهو لجرير؛ وأَنشده الجوهري:

  أَلسْنا أَكرَمَ الثَّقَلَيْنِ طُرّاً ... وأَعْظَمَهم ببطْن حِراءَ نارا

  قال الجوهري: لم يصرفه لأَنه ذهب به إِلى البلدة التي هو بها.

  وفي الحديث: كان يتَحَنَّثُ بحِراءٍ، هو بالكسر والمد جبل من جبال مكة.

  قال الخطابي: كثير من المحدّثين يَغْلَطون فيه فيفْتَحون حاءه ويَقْصُرونه ويُميلونه، ولا تجوز إِمالته لأَن الراء قبل الأَلف مفتوحة، كما لا تجوز إِمالة راشد ورافع.

  ابن سيده: الحَرْوةُ حُرْقةٌ يَجِدُها الرجلُ في حَلْقه وصَدْره ورأْسه من الغَيْظ والوَجَع.

  والحَرْوة: الرائحة الكريهة مع حِدَّةٍ في الخَياشِيم.

  والحَرْوَةُ والحَراوةُ: حَرَافةٌ تكون في طَعْم نحو الخَرْدل وما أَشبهه حتى يقالُ: لهذا الكُحْل حَرَاوة ومَضاضَة في العين.

  النضر: الفُلْفُل له حَرَاوة، بالواو، وحَرَارة، بالراء.

  يقال: إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوة وحَرَاوة أَي حَرارة، وذلك من حَرافةِ شيء يؤْكل.

  قال الأَزهري: ذكر الليث الحِرَّ في المعتل ههنا، وبابُ المضاعف أَولى به، وقد ذكرناه في ترجمة حرح وفي ترجمة رحا.

  يقال: رَحَاه إِذا عَظَّمه، وحَرَاه إِذا أَضاقَه، والله أعلم.

  حزا: التَّحَزِّي: التَّكَهُّنُ.

  حَزَى حَزْياً وتَحَزَّى تكَهَّنَ؛ قال رؤْبة:

  لا يأْخُذُ التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي ... فينا، ولا قوْلُ العِدَى ذو الأَزِّ

  والحازِي: الذي ينظر في الأَعضاء وفي خِيلانِ الوجْه يتَكَهَّنُ.

  ابن شميل: الحازِي أَقَلُّ علماً من الطارق، والطارقُ يكاد أَنْ يكون كاهِناً، والحازِي يقول بظَنٍّ وخَوْف، والعائِفُ العالم بالأُمور، ولا يُسْتَعافُ إِلا مَنْ عَلِمَ وجَرَّبَ وعرَفَ، والعَرّافُ الذي يَشُمُّ الأَرض فيعرف مَواقِعَ المياه ويعْرِفُ بأَيِّ بلد هو ويقول دَواءُ الذي بفلان كذا وكذا، ورجل عَرّافٌ وعائِفٌ وعنده عِرَافة وعِيافَةٌ بالأُمور.

  وقال الليث: الحازِي الكاهِنُ، حَزَا يَحْزُو ويَحْزِي ويتَحَزَّى؛ وأَنشد:

  ومن تحَزَّى عاطِساً أَوطَرَقا

  وقال:

  وحازِيَةٍ مَلْبُونَةٍ ومُنَجِسٍ ... وطارقةٍ في طَرْقِها لم تُسَدِّدِ