لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 180 - الجزء 14

  أَمرها أَن تغتسل فإِن رأَت شيئاً احْتَشتْ أَي اسْتَدْخلَتْ شيئاً يمنع الدم من القطن؛ قال الأَزهري: وبه سمي القُطْنُ الحَشْوَ لأَنه تُحْشَى به الفُرُش وغيرها.

  ابن سيده: وحَشا الوِسادة والفراشَ وغيرهما يَحْشُوها حَشْواً ملأَها، واسم ذلك الشيء الحَشْوُ، على لفظ المصدر.

  والحَشِيَّةُ: الفِراشُ المَحْشُوُّ.

  وفي حديث علي: من يَعْذِرُني من هؤلاءِ الضَّياطِرةِ يتَخَلَّفُ أَحدُهم يتَقَلَّبُ على حَشاياه أَي على فَرْشِه، واحدَتُها حَشِيَّة، بالتشديد.

  ومنه حديث عمرو بن العاص: ليس أَخو الحرب من يَضَعُ خُورَ الحَشَايا عن يمينه وشماله.

  وحَشْوُ الرجل: نفْسُه على المَثل، وقد حُشِيَ بها وحُشِيَها؛ وقال يزيد بن الحَكَم الثَّقَفِيُّ:

  وما بَرِحَتْ نفْسٌ لَجُوجٌ حُشِيتَها ... تُذِيبُكَ حتى قِيلَ: هل أَنتَ مُكْتَوي؟

  وحُشِيَ الرجلُ غيظاً وكِبْراً كلاهما على المَثَل؛ قال المَرَّارُ:

  وحَشَوْتُ الغَيْظَ في أَضْلاعِه ... فهو يَمْشِي حَظَلاناً كالنَّقِرْ

  وأَنشد ثعلب:

  ولا تَأْنَفا أَنْ تَسْأَلا وتُسَلِّما ... فما حُشِيَ الإِنسانُ شَرّاً من الكِبْرِ

  ابن سيده: وحُشْوَة الشاةِ وحِشْوَتُها جَوْفُها، وقيل: حِشْوة البطن وحُشْوَتُه ما فيه من كبد وطحال وغير ذلك.

  والمَحْشَى: موضع الطعام.

  والحَشا: ما في البطن، وتثنيته حَشَوانِ، وهو من ذوات الواو والياء لأَنه مما يثنى بالياء والواو، والجمع أَحْشاءٌ.

  وحَشَوْتُه: أَصَبْتُ حَشاه.

  وحَشْوُ البيت من الشِّعْر: أَجزاؤُه غير عروضه وضربه، وهو من ذلك.

  والحَشْوُ من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يعتمد عليه، وكذلك هو من الناس.

  وحُشْوةُ الناس: رُذالَتُهم.

  وحكى اللحياني: ما أَكثر حِشْوَةَ أَرْضِكم وحُشْوَتها أَي حَشْوَها وما فيها من الدَّغَل.

  وفلان من حِشْوَة بني فلان، بالكسر، أَي من رُذالهم.

  وحَشْوُ الإِبل وحاشِيَتُها: صِغارها، وكذلك حواشيها، واحدتها حاشِيةٌ، وقيل: صِغارها التي لا كِبار فيها، وكذلك من الناس.

  والحاشِيتانِ: ابنُ المَخاض وابن اللَّبُون.

  يقال: أَرْسَلَ بنو فلان رائداً فانْتَهى إِلى أَرض قد شَبِعَتْ حاشِيَتاها.

  وفي حديث الزكاة: خُذْ من حَوَاشي أَموالهم؛ قال ابن الأَثير: هي صِغارُ الإِبل كابن المَخاض وابن اللَّبُون، واحدتها حاشِيَةٌ.

  وحاشِيَةُ كل شيءٍ: جانبه وطَرَفُه، وهو كالحديث الآخر: اتَّقِ كرائمَ أَمْوالهم.

  وحَشِيَ السِّقاءُ حَشىً: صار له من اللَّبَن شِبْه الجِلْدِ من باطن فلَصِقَ بالجلد فلا يَعْدَمُ أَن يُنْتِنَ فيُرْوِحَ.

  وأَرضٌ حَشاةٌ: سَوْداء لا خير فيها.

  وقال في موضع آخر: وأَرض حَشاةٌ قليلة الخير سوداءُ.

  والحَشِيُّ من النَّبْتِ: ما فسَد أَصله وعَفِنَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  كأَنَّ صَوْتَ شَخْبِها، إِذا هَما ... صَوتُ أَفاعٍ في حَشِيٍّ أَعْشَما

  ويروى: في خَشِيٍّ؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

  وإِنَّ عِندي، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي ... سَمَّ ذَراريحَ رِطابٍ وحَشِي

  أَراد: وحَشِيٍّ فخفف المشدد.

  وتحَشَّى في بني فلان إِذا اضْطَمُّوا عليه وآوَوْه.

  وجاء في حاشِيَته أَي في قومه الذين في حَشاه.

  وهؤلاء حاشِيَتُه أَي أَهله