لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 276 - الجزء 14

  فعَلَ فِعْلَ الدُّهاةِ، وهو يَدْهَى ويَدْهُو ويَدْهي، كل ذلك للرجل الدَّاهي؛ قال العجاج:

  وبالدَّهاءِ يُخْتَلُ المَدْهِيُّ

  وقال:

  لا يَعْرِفونَ الدَّهْيَ من دَهْيائِها ... أَو يَأْخُذَ الأَرْض على مِيدائِها

  ويروى: الدَّهْوَ من دَهائِها.

  والدَّهْيُ، ساكنة الهاء: المُنْكَرُ وجَوْدَةُ الرأْيِ.

  يقال: رجل داهِيَة بيِّنُ الدَّهْيِ والدَّهاءِ، ممدودٌ والهمزة فيه منقلبة من الياء لا من الواو، وهما دَهْياوان.

  ودَهاه يَدْهاه دَهْياً: عابَه وتَنَقَّصَه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  وقُوَّلٌ إِلَّا دَه فلا دَه

  قال: معناه إِن لم تَتُب الآنَ فلا تَتُوبُ أَبداً.

  وكذلك قول الكاهن لبعضهم وقد سأَله عن شيء يمكن أَن يكون كذا وكذا فقال له: لا، فقال: فكذا؟ فقال له: لا، فقال له الكاهن: إِلا دَه فلا دَه أَي إِن لم يكن هذا الذي أَقول لك فإِني لا أَعرِف غيره.

  ويقال: غَرْبٌ دَهْيٌ أَي ضَخْم؛ وقال الراجز:

  والغَرْبُ دَهْيٌ غَلْفَقٌ كَبِيرُ ... والحَوْضُ من هَوْذَلِه يَفُورُ

  ويوْمُ دَهْوٍ: يومٌ تَناهَضَ فيه بنو المُنْتَفِقِ، وهم رَهْطُ الشَّنَآنِ بن مالك وله حديثٌ.

  وبنو دَهْيٍ: بَطْنٌ.

  دهدي: يقال: دَهْدَيْتُ الحَجَر ودَهْدَهْتُه فتَدَهْدَى وتَدَهْدَه.

  ويقال: ما أَدري أَيُّ الدَّهْداء هُو أَي أَيُّ الخَلْقِ هو؛ وقال:

  وعِنْدي الدَّهْدَهاءُ⁣(⁣١)

  دوا: الدَّوُّ: الفَلاةُ الواسِعَة، وقيل: الدَّوُّ المُسْتوية من الأَرض.

  والدَّوِّيَّة: المنسوبة إِلى الدَّوِّ؛ وقال ذو الرمة:

  ودوّ ككَفِّ المُشْتري غيرَ أَنَّه ... بساطٌ، لأَخْماسِ المَراسِيلِ، واسعُ⁣(⁣٢)

  أَي هي مُستويةٌ ككَفِّ الذي يُصافِقُ عند صَفْقَة البيع، وقيل: دَوِّيَّة وداوِيَّة إِذا كانت بعيدةَ الأَطرافِ مُستوية واسعة؛ وقال العجاج:

  دَوِّيَّةٌ لهَوْلها دَوِيُّ ... للرِّيحِ في أَقْرابِها هُوِيُّ⁣(⁣٣)

  قال ابن سيده: وقيل الدَّوُّ والدَّوِّيَّة والدَّاوِيَّة والداويَة المفازة، الأَلف فيه منقلبة عن الواو الساكنة، ونظيره انقلابه عن الياء في غاية وطاية، وهذا القلب قليل غير مقيس عليه غيره.

  وقال غيره: هذه دعوى من قائلها لا دلالة عليها، وذلك أَنه يجوز أَن يكون بَنَى من الدوِّ فاعِلةً فصار داوِيَة بوزن راوِية، ثم إِنه أَلْحق الكلمة ياءَ النَّسَب وحذَفَ اللام كما تقول في الإِضافة إِلى ناحية ناحِيٌّ، وإِلى قاضية قاضِيٌّ؛ وكما قال علقمة:

  كأْسَ عَزِيزٍ من الأَعْنابِ عَتَّقَها ... لبَعْضِ أَرْبابِها، حانِيَّةٌ حُومُ

  فنسبها إِلى الحاني بوزن القاضِي؛ وأَنشد الفارسي لعمرو ابن مِلْقَط:

  والخيلُ قد تُجْشِمُ أَرْبابَها الشِّقَّ ... وقَدْ تَعْتَسِفُ الداوِيَه

  قال: فإِن شئت قلت إِنه بنى من الدِّوِّ فاعِلَة، فصار التقدير داوِوَة، ثم قلب الواو التي هي لام ياءً


(١) قوله [الدهدهاء] هكذا في الأصل.

(٢) قوله [لأَخماس المراسيل الخ] هو بالخاء المعجمة في التهذيب.

(٣) قوله [في أقرابها هوي] كذا بالأصل والتهذيب ولعله في أطرافها.