لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 335 - الجزء 14

  غيره: ورِكاءٌ، ممدود، موضع؛ قال:

  إذ بالرِّكاء مَجالِسٌ فُسُحُ

  قال ابن سيده: وقضيت على هذه الكلمات بالواو لأَنه ليس في الكلام ر ك ي، وقد ترى سعة باب رَكَوْت.

  ابن الأَعرابي: رَكاه إذا جاوَبَ رَوْكَه، وهو صوتُ الصَّدَى من الجَبل والحَمَّام.

  والرَّكِيُّ: الضَّعِيف مثلُ الرَّكِيكِ، وقيل: ياؤُه بدل من كاف الرَّكِيكِ، قال: فإذا كان ذلك فليس من هذا الباب.

  وهذا الأَمرُ أَرْكَى من هذا أَي أَهْوَنُ منه وأَضْعَف؛ قال القُطامي:

  وغيرُ حَرْبيَ أَرْكَى مِن تَجَشمِها ... إجَّانَةٌ مِن مُدامٍ شَدَّ ما احْتَدَما

  رمي: الليث: رَمى يَرْمي رَمْياً فهو رامٍ.

  وفي التنزيل العزيز: وما رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ ولكنّ الله رَمى؛ قال أَبو إسحق: ليس هذا نَفْيَ رَمْيِ النبي، ، ولكن العرب خُوطِبَت بما تَعْقِل.

  وروي أَنّ النبي، ، قال لأَبي بكر، ¥: ناوِلْني كَفّاً من تُرابِ بَطْحاءِ مكةَ، فناولَه كفّاً فرَمى به فلم يَبقَ منهم أَحدٌ من العدُوّ إلا شُغِلَ بعَيْنه، فأَعْلَمَ الله ø أَن كَفّاً من تُرابٍ أَو حَصًى لا يَمْلأُ به عُيونَ ذلك الجيش الكثير بَشَرٌ، وأَنه سبحانه وتعالى توَلَّى إيصالَ ذلك إلى أَبصارهم فقال: وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكنّ الله رَمى؛ أَي لم يُصِبْ رَمْيُك ذلك ويبْلُغ ذلك المَبْلَغ، بل إنما الله ø تولى ذلك، فهذا مَجازُ وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكنّ الله رَمى، وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس أَنه قال: معناه وما رَمَيْتَ الرُّعْبَ والفَزَعَ في قلوبهم إذْ رَمَيْتَ بالحَصى ولكنّ الله رَمى؛ وقال المبرد: معناه ما رميت بقوتك إذ رميت ولكن بقوة الله رميت.

  ورَمى الله لفلان: نَصَره وصنَع له؛ عن أَبي علي، قال: وهو معنى قوله تعالى وما رميت إذْ رميت ولكنّ الله رمى، قال: وهذا كله من الرَّمْيِ لأَنه إذا نصره رَمى عدُوَّه.

  ويقال: طَعَنه فأَرْماه عن فَرسه أَي أَلقاه عن ظهر دابته كما يقال أَذْراه.

  وأَرْمَيْتُ الحجَرَ من يدي أَي أَلقيت.

  ابن سيده: رَمى الشيءَ رَمْياً ورَمى به ورَمى عن القوْس ورَمى عليها، ولا يقال رَمى بها في هذا المعنى؛ قال الراجز:

  أَرْمي عليها فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وهي ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ

  قال ابن بري: إنما جاز رَمَيْتُ عليها لأَنه إذا رَمى عنها جعَلَ السهمَ عليها.

  ورَمى القَنَصَ رَمْياً لا غير.

  وخرجتُ أَرْتَمِي وخرج يَرْتَمي إذا خرج يَرْمي القنَصَ؛ وقال الشماخ:

  خَلَتْ غيرَ آثارِ الأَراجِيلِ تَرْتَمِي ... تَقَعْقَع في الآباطِ منها وِفاضُها

  قال: ترْتمي أَي تَرْمي الصَّيدَ، والأَراجِيلُ رجالةٌ لُصوصٌ.

  أَبو عبيدة: ومن أَمثالهم في الأَمر يُتقدَّم فيه قَبْلَ فِعْلِه: قبل الرِّماءِ تُمْلأُ الكَنائنُ.

  والرِّماءُ: المُراماةُ بالنَّبْلِ.

  والتِّرْماءُ: مثل الرِّماءِ والمُراماةِ.

  وخرجْت أَتَرَمَّى وخرجَ يتَرَمَّى إذا خرج يَرْمي في الأَغْراضِ وأُصُول الشجر.

  وفي حديث الكسوف: خرجتُ أَرْتَمي بأَسْهُمي، وفي رواية: أَتَرامى.

  يقال رَمَيْت بالسَّهْمِ رَمْياً وارْتَمَيْت وترامَيْت تَرامِياً ورامَيْت مُراماةً إذا رَمَيْت بالسهام عن القِسِيّ، وقيل: خرجتُ أَرْتَمِي إذا رَمَيْت