[فصل الذال المعجمة]
  رنا: الرُّنُوُّ: إدامة النَّظَر مع سكونِ الطَّرْف.
  رنَوْتُه ورَنَوْتُ إليه أَرْنُو رَنْواً ورَنا له: أَدامَ النَّظَرَ.
  يقال: ظَلَّ رانِياً، وأَرْناه غيره.
  والرَّنا، بالفتح مقصورٌ: الشيءُ المَنْظُورُ إليه، وفي المحكم: الذي يُرْنَى إليه من حُسْنه، سمَّاه بالمصدر؛ قال جرير:
  وقد كان من شَأْنِ الغَوِيِّ ظَعائِنٌ ... رَفَعْنَ الرَّنا والعَبْقَرِيَّ المُرَقَّما
  وأَرْناني حُسْنُ المَنْظَر ورَنَّاني؛ الجوهري: أَرْناني حسنُ ما رأَيتُ أَي حَمَلَني على الرُّنُوِّ.
  والرُّنُوّ: اللَّهْوُ مع شَغْلِ القَلْبِ والبَصَرِ وغَلَبةِ الهَوَى.
  وفُلانٌ رَنُوُّ فلانة أَي يَرْنُو إلى حديثِها ويُعْجبُ به.
  قال مبتكر الأَعرابي: حدَّثني فلان فَ رَنَوْتُ إلى حديثه أَي لَهَوْتُ به، وقال: أَسأَلُ الله أَن يُرْنِيكُم إلى الطاعة أَي يُصَيِّرَكُمُ إليها حتى تَسْكُنوا وتَدُومُوا عليها.
  وإنَّه لَ رَنُوُّ الأَمَاني أَي صاحبُ أُمْنِيَّةٍ.
  والرَّنْوَة: اللَّحمة، وجمعُها رَنَوات.
  وكأْسٌ رَنَوْناةٌ: دائمةٌ على الشُّرْبِ ساكِنة، ووزنها فَعَلْعَلَة؛ قال ابن أَحمر:
  مَدَّت عليه المُلكَ أَطنابَها ... كأْسٌ رَنَوناةٌ وطِرفٌ طِمِرْ
  أَراد: مَدَّتْ كأْسٌ رَنَوْناةٌ عليه أَطْنابَ الملك، فذَكَرَ المُلْكَ ثمَّ ذكر أَطْنابَه؛ قال ابن سيده: ولم نسمع بالرَّنَوناةِ إلَّا في شِعْرِ ابن أَحمر، وجمعها رَنَوْنَيَاتٌ، وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه سَمِعَه رَوَى بيتَ ابنِ أَحمر:
  بَنَّتْ عليه الملْكُ أَطْنابَها
  أَي المُلْكُ، هي الكَأْسُ، ورَفَعَ المُلْكَ ببَنَّت، ورواه ابن السكيت بَنَتْ، بتخفيف النون، والمُلْكَ مفعولٌ له، وقال غيره: هو ظرفٌ، وقيل: حال على تقديره مصدراً مثل أَرْسَلَها العِراك، وتقديره بَنَتْ عليه كأْسٌ رَنَوْناة أَطْنابَها مُلْكاً أَي في حال كونه ملكاً، والهاء في أَطنابها في هذه الوجوه كلها عائدة على الكأْس، وقال ابن دريد: أَطنابها بدل من الملك فتكون الهاء في أَطنابها على هذا عائدة على الملك، وروى بعضهم: بَنَتْ عليه الملكُ، فرفَعَ الملكَ وأَنَّثَ فعله على معنى المَمْلَكة؛ وقبل البيت:
  إنَّ امرَأَ القَيْس على عَهْدِه ... في إرْثِ ما كان أَبوه حِجِرْ
  يَلْهو بِهِنْدٍ فَوْقَ أَنْماطِها ... وفَرْثَنى يعْدُو إليه وَهِرْ
  حتَّى أَتَتْه فَيْلَقٌ طافِحٌ ... لا تَتَّقي الزَّجْرَ، ولا تَنْزَجِرْ
  لمَّا رأَى يَوْماً، له هَبْوةٌ ... مُرّاً عَبُوساً، شَرُّه مُقْمَطِرْ
  أَدَّى إلى هِنْدٍ تَحِيَّاتها ... وقال: هذا من دَواعي دبرْ
  إنَّ الفَتى يُقْتِرُ بعدَ الغِنى ... ويَغْتَني مِنْ بَعْدِ ما يَفْتَقِرْ
  والحَيُّ كالمَيْتِ ويَبْقى التُّقى ... والعَيْشُ فَنَّانِ: فحُلْوٌ، ومُرْ
  ومثله قوله:
  فوَرَدَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مائِها
  أَراد: وَرَدَتْ بَرْدَ ماءٍ تَقْتَدَ؛ ومثله قول الله ø: أَحْسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَه؛ أَي أَحْسَنَ خَلْقَ كُلِّ شيءٍ، ويُسَمَّى هذا البَدَل.
  وقولهم