لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 342 - الجزء 14

  قالت: أَنا خُلَيْدةُ بنتُ الزِّبْرِقان، وقد كان هَجَاها وزوجَها هَزَّالاً في شعره فسماها رَهْواً؛ وذلك قوله:

  وأَنْكَحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدةً، بَعْدَما ... زَعَمْتَ برأْسِ العَيْنِ أَنك قاتِلُه

  فأَنْكَحْتُمُ رَهْواً، كأَنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إِهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُه

  فجعَل على نَفْسِه أَن لا يَهْجُوَها ولا يهجُوَ أَباها أَبداً، واسْتَحَى وأَنشأَ يقول:

  لقدْ زَلَّ رَأْيِي في خُلَيْدة زَلَّةً ... سأُعْتِبُ قَوْمِي بَعْدَها فأَتُوبُ

  وأَشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ الله، أَنَّني ... كذَبْتُ عليها، والهِجاءُ كَذُوبُ

  وقوله في حديث عليّ، كرم الله وجهه، يصفُ السماءَ: ونَظَمَ رَهَواتِ فُرَجِها أَي المواضعَ المُتَفَتِّحَةَ منها، وهي جمع رَهْوة.

  أَبو عمرو: أَرْهَى الرجلُ إِذا تَزَوَّج بالرَّهاء، وهي الخِجامُ الواسعة العَفْلَق.

  وأَرْهَى: دامَ على أَكْلِ الرَّهْوِ، وهو الكُرْكِيُّ.

  وأَرْهَى: أَدامَ لضِيفانِه الطَّعامَ سَخاءً.

  وأَرْهَى: صادَفَ مَوْضِعاً رَهَاءً أَي واسِعاً.

  وبِئرٌ رَهْوٌ: واسِعَة الفَمِ.

  والرَّهْوُ: مُسْتَنْقَع الماء، وقيل: هو مُسْتَنْقَع الماء من الجُوَبِ خاصَّة.

  أَبو سعيد: الرَّهْوُ مَا اطْمَأَنَّ من الأَرض وارْتَفَع ما حَوْلَه.

  والرَّهْوُ: الجَوْبَةُ تكون في مَحَلَّةِ القَوْمِ يسيلُ إِليها المَطَر، وفي الصحاح: يَسِيلُ فيها المَطَر أَو غيرُه.

  وفي الحديث: أَنَّه قَضَى أَنْ لا شُفْعَة في فِناءٍ ولا طَريقٍ ولا مَنْقَبَةٍ ولا رُكْحٍ ولا رَهْوٍ، والجمع رِهاءٌ.

  قال ابن بري: الفِنَاءُ فِنَاءُ الدار وهو ما امْتَدَّ مَعَها من جَوانِبها، والمَنْقَبةُ الطريقُ بينَ الدارَيْنِ، والرُّكْحُ ناحِيةُ البَيْتِ من وَرائِه ورُبَّما كانَ فَضَاءً لا بِناءَ فيه.

  والرَّهْوُ: الجَوْبَةُ التي تكون في مَحَلَّة القَوْم يسيلُ إِليها مِياهُهُم، قال: والمعنى في الحديث أَنَّ من لَمْ يكُن مشاركاً إِلَّا في واحدٍ من هؤلاء الخَمْسةِ لم يَسْتَحِقَّ بهذه المشارَكة شُفْعَة حتى يكون شريكاً في عَيْن العَقَار والدُّورِ والمَنازِلِ التي هذه الأَشْيَاءُ من حُقُوقِها، وأَنّ واحداً من هذه الأَشْياء لا يوجب له شُفْعة، وهذا قولُ أَهلِ المدينة لأَنَّهم لا يوجِبُون الشُّفْعَة إِلَّا للشَّرِيك المُخالِطِ، وأَما قوله، #: لا يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ ولا رَهْوُ الماءِ، ويُرْوى: لا يُباعُ، فإِن الرَّهْو هنا المُستَنْقَع، وقد يجوز أَن يكون الماءَ الواسِعَ المُتَفَجِّر، والحديث نَهَى أَن يُباعَ رَهْوُ الماءِ أَو يُمْنع رَهْوُ الماء؛ قال ابن الأَثير: أَراد مُجْتَمِعَه، سُمِّيَ رَهْواً باسمِ الموضعِ الذي هو فيه لانْخِفاضِه.

  والرَّهْوُ: حَفِيرٌ يُجْمَع فيه الماءُ.

  والرَّهْو: الواسِعُ.

  والرَّهَاءُ: الواسِعُ من الأَرضِ المُسْتَوِي قَلَّما تَخلُو منَ السَّرابِ.

  ورَهاءُ كلِّ شيء: مُسْتَواه.

  وطريقٌ رَهَاءٌ: واسع، والرَّهاءُ شبيه بالدُّخانِ والغَبَرة؛ قال:

  وتَحْرَجُ الأَبْصار في رَهائِه

  أَي تَحَارُ.

  والأَرْهاء: الجَوانِبُ؛ عن أَبي حنيفة، قال: وقيل لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ البِلادِ أَمْرَأُ؟ قالت: أَرْهاءُ أَجَإِ أَنَّى شَاءَتْ.

  قال ابن سيده: وإِنما قضينا أَن همزة الرَّهاء والأَرْهاءِ واوٌ لا ياءٌ لأَن ره وأَكثر من ر ه ي، ولولا ذلك لكانت الياء أَمْلَكَ بها لأَنها لام.

  ورَهَتْ ترْهُو رَهْواً: مَشَتْ مَشْياً خَفِيفاً في رِفْق؛ قال القطامي في نعت الركاب: