لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 748 - الجزء 1

  وقال العجاج يصف ورُودَ العَيْر الماءَ:

  بكُلِّ أُنْبُوبٍ له امْتِثالُ

  وقال ذو الرمة:

  إِذا احْتَفَّتِ الأَعْلامُ بالآلِ، والْتَقَتْ ... أَنابيبُ تَنْبُو بالعُيونِ العَوارِفِ⁣(⁣١)

  أَي تُنْكِرُها عَينٌ كانَتْ تَعْرِفُها.

  الأَصمعي: يقال الْزَم الأُنْبُوبَ، وهو الطريقُ، والزَم المَنْحَر، وهو القَصْدُ.

  نتب: الجوهري: نَتَبَ الشيءُ نُتُوباً، مثل نَهَدَ؛ وقال:

  أَشْرَفَ ثَدْياها على التَّريبِ؛ ... لم يَعْدُوَا التَّفْلِيكِ في النُّتُوبِ

  نجب: في الحديث: إِنَّ كلَّ نَبِيٍّ أُعْطِيَ سبعة نُجَباءَ رُفَقاءَ.

  ابن الأَثير: النَّجيبُ الفاضلُ من كلِّ حيوانٍ؛ وقد نَجُبَ يَنْجُبُ نجابةً إِذا كان فاضلاً نَفيساً في نوعه؛ ومنه الحديث: إِن اللَّه يُحِبُّ التاجِرَ النَّجِيبَ أَي الفاضل الكَريم السَّخِيَّ.

  ومنه حديث ابن مسعود: الأَنعامُ من نَجائبِ القُزَانِ، أَو نواجِبِ القرآن أَي من أَفاضل سُوَره.

  فالنَّجائِبُ جمع نَجيبةٍ، تأْنيثُ النَّجِيبِ.

  وأَما النَّواجِبُ، فقال شَمِر: هي عِتاقُه، من قولهم: نَجَبْتُه إِذا قَشَرْتَ نَجَبَه، وهو لِحاؤُه وقِشْرُه، وتَرَكْتَ لُبابَه وخالصَه.

  ابن سيده: النَّجِيبُ من الرجال الكريمُ الحَسِيبُ، وكذلك البعيرُ والفرسُ إِذا كانا كريمين عَتِيقين، والجمع أَنجاب ونُجَباءُ ونُجُبٌ.

  ورجل نَجِيبٌ أَي كريم، بَيِّنُ النَّجابة.

  والنُّجَبةُ، مثالُ الهُمَزة: النَّجِيبُ.

  يقال: هو نُجَبَةُ القَوم إِذا كان النَّجِيبَ منهم.

  وأَنْجَبَ الرجلُ أَي ولَدَ نَجِيباً؛ قال الشاعر:

  أَنْجَبَ أَزْمانَ والداه به ... إِذ نَجَلاه، فنِعْمَ ما نَجَلا

  والنَّجيبُ من الإِبل، والجمع النُّجُبُ والنَّجائبُ.

  وقد تكرر في الحديث ذِكْرُ النَّجِيبِ من الإِبل، مفرداً ومجموعاً، وهو القويُّ منها، الخفيف السريع، وناقَةٌ نَجِيبٌ ونجيبةٌ.

  وقد نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً، وأَنجَبَ، وأَنجَبَتِ المرأَةُ، فهي مُنْجِبةٌ، ومِنْجابٌ.

  وَلَدَتِ النُّجَبَاءَ؛ ونسوةٌ مَناجِيبُ، وكذلك الرجلُ.

  يقال: أَنجَبَ الرجلُ والمرأَةُ إِذا ولدا ولداً نَجِيباً أَي كَرِيماً.

  وامرأَة مِنْجابٌ.

  ذات أَولادٍ نجَباء.

  ابن الأَعرابي: أَنجَبَ الرجلُ جاءَ بولد نَجِيبٍ.

  وأَنجَبَ: جاءَ بولد جَبانٍ، قال: فمن جعله ذَمّاً، أَخَذَه من النَّجَب، وهو قِشْرُ الشجر.

  والنَّجابةُ: مَصْدَرُ النَّجِيبِ من الرِّجال، وهو الكريم ذو الحَسَب إِذا خَرَج خُروجَ أَبيه في الكَرَم؛ والفِعْلُ نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً، وكذلك النَّجابةُ في نجائبِ الإِبل، وهي عِتاقُها التي يُسابَقُ عليها.

  والمُنْتَجَبُ: المُختارُ من كل شيءٍ؛ وقد انْتَجَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اسْتَخْلَصَه، واصْطَفاه اخْتياراً على غيره.

  والمِنْجابُ: الضعيف، وجمعه مَناجيبُ؛ قال عُرْوة بنُ مُرَّة الهُذَليُّ:

  بَعَثْتُه في سَوادِ اللَّيلِ يَرْقُبُني ... إِذ آثر النَّومَ والدِّفْءَ المَناجيبُ

  ويروى المَناخِيبُ، وهي كالمَناجيب، وهو مذكور


(١) قوله [وقال ذو الرمة إذا احتفت الخ] وبعده كما في التكملة:

عسفت اللواتي تهلك الريح بينها كلالا وجنّان الهبلّ المسالف

أي البلاد اللواتي. وجنان، بكسر أوله وتشديد ثانيه. والهبل كهجف أي الشياطين الضخام، والمسالف اسم فاعل الذي قد تقدم.