لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي]

صفحة 354 - الجزء 14

  العَجَبُ من السير والنَّشاط؛ قال منظور بن حَبَّةَ:

  بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ ... أَرْأَمْتُها الأَنْساعَ قَبْلَ السَّقْبِ،

  حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ

  والأُزبيُّ: ضَرْبٌ من سير الإِبل.

  والأَزَابِيُّ: ضُروب مختلفة من السَّير، واحدها أُزْبِيٌّ.

  وحكى ابن بري عن ابن جني قال: مَرَّ بنا فلان وله أَزابِيُّ منكرة أَي عَدْوةٌ شديد، وهو مُشْتَقٌ من الزُّبْية.

  والأُزْبِيُّ: الصَّوْت؛ قال صخر الغيّ:

  كأَنَّ أُزْبِيَّها، إِذا رُدِمَتْ ... هَزْمُ بُغاةٍ في إِثْرِ ما فَقَدُوا

  وزَبَى الشّيءَ يَزْبِيه: ساقَه؛ قال:

  تِلْكَ اسْتَفِدْها، وأَعْطِ الحُكْمَ والِيَهَا ... فَإِنَّها بَعْضُ ما تَزْبي لَكَ الرَّقِمُ

  وفي حديث كعب بن مالك: جَرَتْ بينه وبين رَجل مُحاوَرةٌ قال كعب: فقلت له كَلِمةً أُزْبِيه بها أَي أُزْعِجُه وأُقْلِقُه، من قولهم أَزْبَيْتُ الشَّيءَ أُزْبِيه إِذا حَمَلْتَه، ويقال فيه زَبَيْتُه لأَن الشَّيءَ إِذا حُمِل أُزْعِجَ وأُزِيلَ عن مكانه.

  وزَبَى الشَّيءَ: حمله: قال الكميت:

  أَهَمْدانُ مَهْلاً لا تُصَبِّحْ بُيُوتَكُمْ ... بِجَهْلِكُمْ، أُمُّ الدُّهَيْمِ وما تَزْبي

  يُضرب الدُّهَيْمُ وما تَزْبي للدّاهِية إِذا عَظُمَت وتَفَاقَمَتْ.

  وزَبَيْتُ الشَّيءَ أَزْبِيه زَبْياً: حَمَلْتُه.

  وازْدَباه: كزَباه.

  وتَزابى عنه: تَكَبَّر؛ هذه عن ابن الأَعرابي؛ قال: وأَنشدني المفضل:

  يا إِبِلي ما ذامُه فَتِيبَيْه ... (⁣١). ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْه،

  هَذا بأَفْواهِك حتَّى تَأْبَيْه ... حتى تُرُوحِي أُصُلاً تَزابَيْه

  تَزابيَ العانةِ فَوْقَ الزَّازَيْه

  قال: تَزابَيْه تَرَفَّعي عنه تكبراً أَي تكَبَّرِين عنه فلا تُريدينَه ولا تَعْرِضِينَ له لأَنكِ قد سَمِنْتِ، وقوله: فوق الزَّازَيْه المكانُ المرتفع، أَراد على الزَّيْزاءَةِ فغيَّره.

  والتَّزابي أَيضاً: مِشْيَةٌ فيها تَمَدُّد وبُطْءٌ؛ قل رؤْبة:

  إِذَا تَزَابى مِشيةً أَزائِبَا

  أَراد بالأَزائِبِ الأَزَابيَّ، وهو النَّشاطُ.

  ويقال: أَزَبَتْه أَزْبَةٌ وأَزَمَتْه أَزْمة أَي سَنَة.

  ويقال: لَقِيتُ منه الأَزابيَّ؛ واحدُها أُزْبيٌّ، وهو الشرُّ والأَمرُ العظيم.

  زجا: زَجَا الشَّيءُ يَزْجُو زَجْواً وزُجُوّاً وزَحاءً: تَيَسَّر واسْتقام.

  وزَجا الخرَاجُ يَزْجُو زَجاءً: هو تيَسُّر جِبايتِه.

  والتَّزْجِيةُ: دَفْعُ الشيء كما تُزَجِّي البَقَرةُ ولَدَها أَي تَسُوقُه؛ وأَنشد:

  وصاحِبٍ ذِي غِمْرةٍ داجَيْتُه ... زَجَّيْتُه بالقَوْلِ وازْدَجَيْتُه

  ويقال: أَزْجَيْتُ الشيءَ إِزْجاءً أَي دافَعْت بقليله.

  ويقال: أَزْجَيْتُ أَيامي وزَجَّيْتُها أَي دافَعْتها بقُوتٍ قليل.

  قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً من بني فزارة يقول أَنتم معاشِرَ الحاضِرَة قَبِلْتُم دُنْياكُم بِقُبْلانٍ⁣(⁣٢).

  ونحن نُزَجِّيها زَجاةً أَي نَتَبَلَّغ بقليل القُوت فنَجْتَزِئُ به.

  ويقال: زَجَّيْت الشَّيءَ تَزْجِيةً إِذا دفَعته بِرِفْقٍ يقال: كيف تُزَجِّي الأَيَّامَ


(١) قوله [يا إبلي الخ] هكذا ضبطت القوافي في التهذيب والتكملة والصحاح، ووقع لنا ضبطه في عدة مواضع من اللسان تبعاً للأَصل بخلاف ما هنا.

(٢) قوله [قبلتم دنياكم بقبلان] هكذا في الأَصل، وضبط في التهذيب بهذا الضبط.