لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 404 - الجزء 14

  وأَما قراءة من قرأَ: يكادُ سَناءُ بَرْقِه، ممدود، فليس السَّناءُ ممدوداً لغة في السَّنا المقصور، ولكن إنما عنى به ارتفاعَ البرق ولُمُوعَه صُعُداً كما قالوا بَرْق رافِع.

  وسَنَّاه أَي فتَحه وسَهَّله؛ وقال:

  وأَعْلَم عِلْماً، ليس بالظن، أَنه ... إذا الله سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا

  قال ابن بري: هذا البيت أَنشده أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه:

  فلا تَيْأَسا واسْتَغْوِرَا الله، إنه ... إذا الله سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا

  معنى قوله: استَغْوِرَا الله اطلبا منه الغِيرةَ، وهي المِيرةُ؛ وفي حديث معاوية أَنه أَنشد:

  إذا الله سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا

  يقال: سَنَّيْتُ الشيءَ إذا فتحته وسهَّلْته.

  وتسَنَّى لي كذا أَي تيَسَّر وتأَتَّى.

  وتسَنَّى الشيءَ: علاه؛ قال ابن أَحمر:

  تربى لها وهْوَ مَسْرُورٌ لغَفْلَتِها ... طَوراً، وطوراً تسَنَّاه فتَعْتَكِر⁣(⁣١)

  وتَسَنَّى البعيرُ الناقةَ إذا تسَدَّاها وقاعَ عليها ليضربها.

  الفراء: يقال تَسَنَّى أَي تغَيَّر.

  قال أَبو عمرو: لم يتَسَنَّ لم يتغير من قوله تعالى: من حَمإ مَسْنُون؛ أَي متغير، فأَبدل من إحدى النونات ياء مثل تقَضَّى من تقَضَّضَ.

  والمُسَنَّاةُ: العَرِمُ.

  وسَنا سُنُوّاً وسِنايةً وسِناوةً: سَقى.

  والسانِيَةُ: الغرْبُ وأَداته.

  والسانية: الناضحة، وهي الناقة التي يُسْتَقى عليها.

  وفي المثل: سَيْرُ السَّواني سَفَرٌ لا ينقطِع.

  الليث: السانية، وجمعها السَّواني، ما يُسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره.

  وقد سَنَتِ السانيةُ تسْنُو سُنُوّاً إذا اسْتَقت وسِنايةً وسِناوةً.

  وسَنتِ الناقةُ تسْنُو إذا سقت الأَرض، والسحابة تسْنُو الأَرضَ، والقومُ يَسْنُون لأَنفسهم إذا اسْتَقوْا، ويَسْتَنُون إذا سَنَوْا لأَنفسهم؛ قال رؤبة:

  بأَيِّ غَرْبٍ إذْ غَرفْنا نسْتَني

  وسَنِيَتِ الدابةُ وغيرُها تسْنَى إذا سُقِي عليها الماء.

  أَبو زيد: سَنَتِ السماءُ تسْنُو سُنُوّاً إذا مطَرَت.

  وسَنَوْتُ الدَّلْوَ سِناوَةً إذا جَرَرْتَها من البئر.

  أَبو عبيد: الساني المُسْتَقي، وقد سنا يَسْنُو، وجمْعُ الساني سُناةٌ؛ قال لبيد:

  كأَنَّ دُمُوعَه غَرْبا سُناةٍ ... يُحِيلونَ السِّجالَ على السِّجال

  جعلَ السُّناةَ الرجالَ الذين يَسْقُون بالسَّواني ويُقْبِلون بالغروب فيُحِيلونها أَي يَدْفُقُون ماءها.

  ويقال: هذه رَكِيَّة مَسْنَوِيَّة إذا كانت بعيدة الرِّشاء لا يُسْتَقى منها إلا بالسانية من الإِبل، والسانية تقع على الجَمل والناقة بالهاء، والساني، بغير هاءٍ، يقع على الجَمل والبقر والرَّجُلِ، وربما جعلوا السانية مصدراً على فاعلة بمعنى الاسْتِقاء؛ وأَنشد الفراء:

  يا مَرْحباه بحِمارٍ ناهِيَه ... إذا دَنا قَرَّبْتُه للسانِيَه

  الفراء: يقال سناها الغيثُ يَسْنُوها فهي مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ، يعني سقاها، قلبوا الواوَ ياءً كما قلبوها في قِنْية.

  وفي حديث الزكاة: ما سُقِيَ بالسَّواني ففيه نصف العُشْر؛ السَّواني: جمع سانِيةٍ وهي الناقة التي يُسْتقى عليها؛ ومنه حديث البعيرِ الذي شكا إليه فقال أَهلُه: إنّا كنا نَسْنُو عليه أَي نستَقي؛ ومنه حديث


(١) قوله [تربى الخ] هو هكذا في الأصل بدون نقط ولا شكل.