لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 428 - الجزء 14

  يمُدُّه.

  وشاراه مُشاراةً وشِراءً: بايَعه، وقيل: شاراه من الشِّراءِ والبيع جميعاً وعلى هذا وجَّه بعضهم مَدَّ الشِّراءِ.

  أَبو زيد: شَرَيْتُ بعْتُ، وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ.

  قال الله ø: ولَبِئْسَما شَرَوْا به أَنفسَهم؛ قال الفراء: بئْسَما باعُوا به أَنفسَهم، وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر منهما أَن يكون شَرَوا باعُوا، واشْتَرَوا ابْتاعوا، وربما جعلُوهما بمَعنى باعوا.

  الجوهري: الشِّراءُ يمَدُّ ويُقْصَر.

  شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِراءً إذا بعْتَه وإذا اشْتَرَيْتَه أَيضاً، وهو من الأَضداد؛ قال ابن بري: شاهد الشِّراء بالمدّ قولهم في المثل: لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها ولا بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قال: وشاهِدُ شَرَيتُ بمعنى بعتُ قول يزيد بن مُفَرِّع:

  شَرَيْتُ بُرْداً، ولولا ما تكَنَّفَني ... من الحَوادِث، ما فارَقْتُه أَبدا

  وقال أَيضاً:

  وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني ... من بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَه

  وفي حديث الزبير قال لابْنه عبد الله: والله لا أَشْري عَملي بشيٍ وللدُّنيا أَهوَنُ عليّ من منحةٍ ساحَّةٍ؛ لا أَشْري أَي لا أَبيعُ.

  وشَرْوى الشيء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَن الشيءَ إنما يُشْرى بمثله ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها.

  أَبو سعيد: يقال هذا شَرْواه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه؛ وأَنشد:

  وتَرَى هالِكاً يَقُول: أَلا تبصر ... في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا؟

  وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواه أَي مِثْلِ الثَّوبِ الذي أَخَذه وأَهْلَكَه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: ادْفَعُوا شَرْواها من الغنم أَي مِثْلَها.

  وفي حديث عمر، ¥، في الصدقة: فلا يأْخذ إلَّا تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ إبله.

  وفي حديث شريح: قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له شَرْواها.

  وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال: له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ.

  وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال: فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَريّاً؛ قال أَبو عبيد: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً يَسْتَشْرِي في سيره أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا انكسارٍ، ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر: قد شَريَ فيه واسْتَشْرى؛ قال أَبو عبيد: معناه جادُّ الجَرْي.

  يقال: شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِه واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ.

  وقال ابن السكيت: رَكِبَ شَرِيّاً أي فرَساً خِياراً فائقاً.

  وشَرَى المالِ وشَراتُه: خياره.

  والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى: وهما رُذالُ المال، فهو حرف من الأَضداد.

  وأَشراءُ الحَرَمِ: نواحِيه، والواحِد شَرىً، مقصور.

  وشَرَى الفُراتِ: ناحيته؛ قال القطامي:

  لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني ... بِشَرَى الفُراتِ، وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ

  وفي حديث ابن المسيب: قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه وجَوانِبَه، الواحدُ شَرىً.

  وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ.

  ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها: قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً إذا كثُر اضطرابه.

  وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً: اسْتَطارَ.

  وشَرِيَ