لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[حرف الظاء المعجمة]

صفحة 23 - الجزء 15

  الظبية: جِراب صغير عليه شعر، وقيل: شِبْه الخَريطة والكِيس.

  وفي حديث أَبي سعيد مولى أَبي أُسيد قال: التَقَطْتُ ظَبْيةً فيها أَلف ومائتا درهم وقُلْبانِ من ذهب أَي وَجَدْت، وتُصَغَّر فيقال ظُبَيَّة، وجمعها ظِباء؛ وقال عَدِيّ:

  بَيْتِ جُلُوفٍ طَيِّبٍ ظِلُّه ... فيه ظِباءٌ ودَواخِيلُ خُوصْ

  وفي حديث زَمْزَم: قيل له أَحْفِرْ ظَبْية، قال: وما ظَبْيَةُ؟ قال: زَمْزَم؛ سميت به تشبيهاً بالظَّبية الخَريطة لجمعها ما فيها.

  الظَّبْيُ: الغزال، والجمع أَظْبٍ وظِباءٌ وظُبِيٌّ.

  قال الجوهري: أَظْبٍ أَفْعُلٌ، فأَبدلوا ضمة العين كسرة لتسلم الياء، وظُبِيٌّ على فُعُول مثل ثَدْيٍ وثُدِيّ، والأُنثى ظَبْية، والجمع ظَبَياتٌ وظِباء.

  وأَرض مَظْباةٌ: كثيرة الظِّباء.

  وأَظْبَتِ الأَرض: كثرَ ظِباؤها.

  ولك عندي مائةٌ سِنَّ الظَّبيِ أَي هنَّ ثُنْيان لأَن الظبي لا يزيد على الإِثْناء؛ قال:

  فجاءت كسِنِّ الظَّبْي، لم أَرَ مِثْلَها ... بَوَاءَ قَتيل، أَو حَلُوبَة جائع

  ومن أَمثالهم في صِحَّة الجسم: بفلان داء ظَبْيٍ؛ قال أَبو عمرو: معناه أَنه لا داء به، كما أَن الظَّبْيَ لا داء به؛ وأَنشد الأُموي:

  فلا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرٍو، فإِنما ... بِنا داءُ ظَبْيٍ، لم تَخُنه عَوامِلُه

  قال أَبو عبيد: قال الأُموي وداء الظَّبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِبَ مكث ساعة ثم وَثَب.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، أَمر الضحاك بن قيس أَن يأْتي قومه فقال إذا أَتَيْتَهم فارْبِضْ في دارهم ظَبْياً؛ وتأْويله أَنه بعثه إَلى قوم مشركين ليَتَبصَّر ما هم عليه ويتجسس أَخبارهم ويرجع إليه بخبرهم وأَمره أَن يكون منهم بحيث يراهم ويَتَبَيَّنُهُم ولا يستمكنون منه، فإِن أَرادوه بسوء أَو رابَه منهم رَيْبٌ تَهَيّأَ له الهَرَب وتَفَلَّتَ منهم، فيكون مثل الظَّبْي الذي لا يَرْبِض إِلا وهو متباعد متوحَش بالبلد القَفْر، ومتى ارتاب أَو أَحَسَّ بفَزَع نَفَر، ونصب ظَبْياً على التفسير لأَن الرُّبوض له، فلما حوّل فعله إِلى المخاطب خَرَج قوله ظبْياً مفسِّراً؛ وقال القتيبي: قال ابن الأَعرابي أَراد أَقِم في دارهم آمِناً لا تَبْرح كأَنك ظَبْيٌ في كِناسه قد أَمِن حيث لا يرى إنساً.

  ومن أَمثالهم: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ الظَّبْي ظِلَّه، وذلك أَن الظَّبْيَ إِذا تَرَك كِناسه لم يَعُد إِليه؛ يقال ذلك عند تأْكيد رفض الشيء، أَيَّ شيء كان.

  ومن دعائهم عند الشَّماتة: به لا بِظَبْيٍ أَي جَعَلَ الله تعالى ما أَصابه لازماً له؛ ومنه قول الفرزدق في زياد:

  أَقُولُ له لمَّا أَتانا نَعِيُّه: ... به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرَا

  والظَّبْيُ: سِمَةٌ لبعض العرب؛ وإِياها أَراد عنترة بقوله:

  عَمْرَو بْنَ أَسْوَدَ فَازَبَّاءَ قاربةٍ ... ماءَ الكُلابِ عليها الظَّبْيُ، مِعْناقِ⁣(⁣١)

  والظَّبْية: الحَيَاء من المرأَة وكلِّ ذي حافِرٍ.

  وقال الليث: والظَّبْيَة جَهاز المرأَة والناقة، يعني حَيَاءَها؛ قال ابن سيده: وبعضهم يجعل الظَّبْية للكَلْبة؛ وخَصَّ ابن الأَعرابي به الأَتانَ والشاةَ والبَقَرةَ.

  والظَّبْيةُ من الفَرس: مَشَقُّها وهو مَسْلَكُ الجرْدان فيها.

  الأًصمعي: يقال لكلِّ ذات خُفٍّ أَو ظِلْفٍ الحَيَاءُ، ولكلِّ ذات حافرٍ الظَّبْية؛ وللسباع كلَّها الثَّفْر.


(١) فا زبَّاء أي فم زباء.