لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 29 - الجزء 15

  عَثا فيه المَشيبُ أَي أَفسد.

  قال ابن سيده: عَثا عُثُواً وعَثِيَ عُثُوّاً أَفْسَدَ أَشَدَّ الإِفسادِ، وقال: وقد ذكرت هذه الكلمة في المعتل بالياء على غير هذه الصيغة من الفعل، وقال في الموضع الذي ذكره: عَثِيَ في الأَرضِ عُثِيًّا وعِثيّاً وعِثَياًناً وعَثى يَعْثَى؛ عن كراع نادرٌ، كلُّ ذلك أَفسد.

  وقال كراع: عَثَى يَعْثَى مَقلوبٌ من عاث يَعيثُ، فكان يجب على هذا يَعْثي إلَّا أَنه نادرٌ، والوجه عَثِيَ في الأَرض يَعْثَى.

  وفي التنزيل: ولا تَعْثَوْا في الأَرض مُفسِدين؛ العُّرَاء كلُّهم قرؤوا ولا تَعْثَوْا، بفتح الثاء، من عَثِيَ يَعْثَى عُثُوّاً وهو أَشدُّ الفساد، وفيه لغتان أُخْرَيان لم يُقْرأْ بواحدة منهما: إحداهما عَثَا يَعْثُو مثل سمَا يَسْمُو؛ قال ذلك الأَخفش وغيره، ولو جازت القراءة بهذه اللغة لقرئ ولا تَعْثُوا، ولكن القراءة سُنَّة ولا يُقْرأُ إلَّا بما قَرأَ به القرَّاء، واللغة الثانية عاثَ يَعِيثُ، وتفسيره في بابه.

  ابن بزرج: وهم يَعْثَوْنَ مثْل يَسْعَوْن، وعَثَا يَعْثُو عُثُوّاً.

  قال الأَزهري: واللغة الجيدة عَثِيَ يَعْثَى لأَن فَعَل يَفْعَل لا يكون إلَّا فيما ثانيه أو ثالثُه أحدُ حروف الحلق؛ أَنشد أَبو عمرو:

  وحاصَ مِنِّي فَرَقاً وطَحْرَبا ... فأَدْرَكَ الأَعْثَي الدَّثُّورَ الخُنْتُبا،

  فَشَدّ شَدّاً ذا نَجاءٍ مُلْهبا

  ابن سيده: الأَعْثَى الأَحْمَقُ الثَّقِيلُ، لامُه ياءٌ لقولهم في جَمْعِه عُثْيٌ؛ قال ابن بري: شاهده قول الراجز: فوَلَدتْ أَعْثَى ضَروطاً عُنْبُجا والعَثَوْثَى: الجافي الغليظ.

  عجا: الأُمُّ تَعْجُو ولَدَها: تُؤخِّرُ رَضاعَه عن مَواقِيته ويورثُ ذلك ولدها وَهْناً؛ قال الأَعشى:

  مُشْفِقاً قَلْبُها عَلَيْه، فما تَعْجُوه ... إلَّا عُفافةٌ أَو فُواقُ

  قال الجوهري: عَجَتِ الأُمُّ وَلَدها تَعْجُوه عَجْواً إذا سَقَتْه اللَّبن، وقيل: عَجَتِ المرأة ابْنَها عَجْواً أَخَّرَتْ رَضاعَه عن وَقْتِه، وقيل: داوَتْه بالغِذاء حتى نَهَض.

  والعُجْوَة والمُعاجاةُ: أَن لا يكون للأُمِّ لبنٌ يُرْوِي صَبِيَّها فتُعاجِيه بشيءٍ تعلِّلُه به ساعةً، وكذلك إن ولِيَ ذلك منه غير أُمِّه، والاسمُ منه العُجْوة، والفعل العَجْوُ، واسم ذلك الوَلد العَجِيُّ، والأُنثى عجيَّةٌ، وقد عَجتْه.

  وعجاه اللَبنُ: غَذاه؛ وأَنشد بيت الأَعشى.

  وتَعادَى عنه النهارُ، فما تَعَجُوه ... إلَّا عُفافةٌ أَو فُواقُ

  وأَما من مُنِع اللبنَ فغُذِي بالطَّعام فيقال: عُوجِيَ.

  والعَجيُّ: الفَصِيلُ تموتُ أُمُّه فيُرْضِعُه صاحبه بلبَنِ غيرها ويقوم عليه، وكذلك البَهْمة؛ وقال ثعلب: هو الذي يُغَذَّى بغير لَبَنٍ، والأُنثى عَجِيَّة، وقيل: الذكر والأُنثى جميعاً بغير هاءٍ، والجمع من كلِّ ذلك عُجايا وعَجايا، والأَخيرة أَقيس؛ قال الشاعر:

  عَداني أَنْ أَزُورَك أَنْ بَهْمي ... عَجايا، كلُّها، إلا قَلِيلَا

  ويقال للَّبَنِ الذي يُعاجَى به الصَّبيُّ اليَتيم أَي يُغَذَّى به: عُجاوَةٌ، ويقال لذلك اليتيم الذي يُغَذَّى بغير لبن أُمِّه: عَجِيٌّ.

  وفي الحديث: كنتُ يَتِيماً ولم أَكُنْ عَجِيّاً؛ قال ابن الأَثير: هو الذي لا لَبنَ لأُمِّه، أَو ماتَتْ أُمُّه فعُلِّلَ بلَبن غيرها أَو بشيءٍ آخر فأَورثه ذلك وَهْناً.

  وعاجيْتُ الصّبيَّ إذا أَرْضَعْتَه بلَبن غَير أُمّه أَو مَنَعْته اللَّبنَ وغَذَّيْته