لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل النون

صفحة 766 - الجزء 1

  ¥: أَتاه أَعرابيّ فقال: إِني على ناقة دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ، واسْتَحْمَله فظنه كاذباً، فلم يَحْمِلْه، فانطَلَقَ وهو يقول:

  أَقْسَمَ باللَّه أَبو حَفْصٍ عُمَرْ: ... ما مَسَّها من نَقَبٍ ولا دَبَرْ

  أَراد بالنَّقَبِ ههنا: رِقَّةَ الأَخْفافِ.

  نَقِبَ البعيرُ يَنْقَبُ، فهو نَقِبٌ.

  وفي حديثه الآخر قال لامرأَةٍ حَاجَّةٍ: أَنْقَبْتِ وأَدْبَرْتِ أَي نَقِبَ بعيرُك ودَبِرَ.

  وفي حديث علي، #: ولْيَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ والظَّالِع أَي يَرْفُقْ بهما، ويجوز أَن يكون من الجَرَب.

  وفي حديث أَبي موسى: فنَقِبَتْ أَقْدامُنا أَي رَقَّتْ جُلودُها، وتَنَفَّطَتْ من المَشْيِ.

  ونَقِبَ الخُفُّ الملبوسُ نَقَباً: تَخَرَّقَ، وقيل: حَفِيَ.

  ونَقِبَ خُفُّ البعير نَقَباً إِذا حَفِيَ حتى يَتَخَرَّقَ فِرْسِنُه، فهو نَقِبٌ؛ وأَنْقَبَ كذلك؛ قال كثير عزة:

  وقد أَزْجُرُ العَرْجاءَ أَنْقَبُ خُفُّها ... مَناسِمُها لا يَسْتَبِلُّ رَثِيمُها

  أَراد: ومَناسِمُها، فحذف حرف العطف، كما قال: قَسَمَا الطَّارِفَ التَّلِيدَ؛ ويروى: أَنْقَبَ خُفِّها مَناسِمُها.

  والمَنْقَبُ من السُّرَّة: قُدَّامُها، حيث يُنْقَبُ البَطْنُ، وكذلك هو من الفرس؛ وقيل: المَنْقَبُ السُّرَّةُ نَفْسُها؛ قال النابغة الجعدي يصف الفرس:

  كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ

  فالمَنْقَبِ، لُطِمْنَ بتُرْسٍ، شديد الصِّفَاقِ ... من خَشَبِ الجَوْز، لم يُثْقَبِ

  والمِنْقَبةُ: التي يَنْقُب بها البَيْطارُ، نادرٌ.

  والبَيْطارُ يَنْقُبُ في بَطْنِ الدابة بالمِنْقَبِ في سُرَّته حتى يَسيل منه ماء أَصْفر؛ ومنه قول الشاعر:

  كالسِّيدِ لم يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه ... ولم يَسِمْه، ولم يَلْمِسْ له عَصَبا

  ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّة الدابة؛ وتلك الحديدةُ مِنْقَبٌ، بالكسر؛ والمكان مَنْقَبٌ، بالفتح؛ وأَنشد الجوهري لمُرَّة بن مَحْكَانَ:

  أَقَبّ لم يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه ... ولم يَدِجْه، ولم يَغْمِزْ له عَصَبا

  وفي حديث أَبي بكر، ¥: أَنه اشْتَكَى عَيْنَه، فكَرِه أَنْ يَنْقُبَها؛ قال ابن الأَثير: نَقْبُ العَيْنِ هو الذي تُسَمِّيه الأَطباءُ القَدْح، وهو مُعالجةُ الماءِ الأَسْودِ الذي يَحْدُثُ في العين؛ وأَصله أَن يَنْقُر البَيْطارُ حافر الدابة ليَخْرُجَ منه ما دَخل فيه.

  والأَنْقابُ: الآذانُ، لا أَعْرِفُ لها واحداً؛ قال القَطامِيُّ:

  كانتْ خُدُودُ هِجانِهِنَّ مُمالةً ... أَنْقابُهُنَّ، إِلى حُداءِ السُّوَّقِ

  ويروى: أَنَقاً بِهنَّ أَي إِعْجاباً بِهنَّ.

  التهذيب: إِن عليه نُقْبةً أَي أَثَراً.

  ونُقْبةُ كُلِّ شيءٍ: أَثَرُه وهَيْأَتُه.

  والنُّقْبُ والنُّقَبُ: القِطَعُ المتفرّقَةُ من الجَرَب، الواحدة نُقْبة؛ وقيل: هي أَوَّلُ ما يَبْدُو من الجَرَب؛ قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ:

  مُتَبَذِّلاً، تَبدُو مَحاسِنُه ... يَضَعُ الهِناءَ مواضِعَ النُّقْبِ

  وقيل: النُّقْبُ الجَرَبُ عامّةً؛ وبه فسر ثعلب قولَ أَبي محمدٍ، الحَذْلَمِيِّ:

  وتَكْشِفُ النُّقْبةَ عن لِثامِها