لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل النون

صفحة 777 - الجزء 1

  صَيُود صُيُد، وفي بَيُوض بُيُض، لأَنهم لا يكرهون في الياءِ، من هذا الضرب، كما يكرهون في الواو، لخفَّتها وثقل الواو، فإِن لم يقولوا نُيُب، دليلٌ على أَن نِيباً جمعُ نابٍ، كما ذهب إِليه سيبويه، وكلا المذهبين قياسٌ إِذا صحت نَيُوب، وإِلَّا فنِيبٌ جمع نابٍ، كما ذهب إِليه سيبويه، قياساً على دُورٍ.

  ونابه يَنِيبُه أَي أَصابَ نابه.

  ونَيَّبَ سَهْمَه أَي عَجمَ عُودَه، وأَثَّرَ فيه بنابه.

  والنَّابُ: المُسِنَّة من النُّوق.

  وفي الحديث: لهم من الصَّدَقةِ الثِّلْبُ والنَّابُ.

  وفي الحديث، أَنه قال لقَيْسِ بن عاصمٍ: كيفَ أَنْتَ عِنْدَ القِرَى؟ قال: أُلْصِقُ بالنَّاب الفانيةِ، والجمع النِّيبُ.

  وفي المثل: لا أَفْعَلُ ذلك ما حَنَّتِ النِّيبُ؛ قال مَنْظُورُ ابنُ مَرْثَدٍ الفَقْعَسِيُّ:

  حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ ... فما تَكادُ نِيبُها تُوَلِّي

  أَي تَرْجِعُ من الضَّعْفِ، وهو فُعْلٌ، مِثْلُ أَسَدٍ وأُسْدٍ، وإِنما كَسروا النون لتسلم الياءُ؛ ومنه حديث عمر: أَعْطاه ثلاثةَ أَنيابٍ جَزائر؛ والتصغير نُيَيْبٌ؛ يقال: سُمِّيَتْ لطول نابِها، فهو كالصفة، فلذلك لم تَلْحقه الهاء، لأَن الهاءَ لا تَلحقُ تصغير الصفات.

  تقول منه: نَيَّبَتِ الناقةُ أَي صارت هَرِمَةً؛ ولا يقال للجمل نابٌ.

  قال سيبويه: ومن العرب من يقول في تصغير نابٍ: نُوَيْبٌ، فيجيءُ بالواو، لأَن هذه الأَلف يكثر انقلابُها من الواوات، وقال ابن السراج: هذا غلط منه.

  قال ابن بري: ظاهر هذا اللفظ أَن ابن السراج غلَّط سيبويه، فيما حكاه، قال: وليس الأَمر كذلك، وإِنما قوله: وهو غَلَطٌ منه، من تتمة كلام سيبويه، إِلَّا أَنه قال: منهم؛ وغَيَّره ابن السراج، فقال: منه، فإِن سيبويه قال: وهذا غلط منهم أَي من العرب الذين يقولونه كذلك.

  وقول ابن السراج غَلَطٌ منه، هو بمعنى غلط من قائله، وهو من كلام سيبويه، ليس من كلام ابن السراج.

  وقال اللحياني: النَّابُ من الإِبل مؤَنثة لا غير، وقد نَيَّبَتْ وهي مُنَيِّبٌ.

  وفي حديث زيد بن ثابتٍ: أَن ذِئباً نَيَّبَ في شاة، فذَبَحُوها بمَرْوَة أَي أَنْشَبَ أَنْيابَه فيها.

  والنَّابُ: السِّنُّ التي خلف الرَّباعِية.

  ونابُ القوم: سيدُهم.

  والنَّابُ: سيدُ القوم، وكبيرهم؛ وأَنشد أَبو بكر قولَ جَمِيلٍ:

  رَمَى اللَّه في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أَنْيابِها، بالقَوادِحِ

  قال: أَنْيابُها ساداتُها أَي رَمَى اللَّه بالهلاك والفساد في أَنيابِ قَومِها وساداتِها إِذ حالوا بينها وبين زيارتي؛ وقوله:

  رَمَى اللَّه في عَيْنَيْ بُثَيْنةَ بالقَذَى

  كقولك: سُبحانَ اللَّه ما أَحْسَنَ عَيْنَها.

  ونحوٌ منه: قاتَله اللَّه ما أَشْجَعه، وهَوَتْ أُمُّه ما أَرْجَلَه.

  وقالت الكِنْدِيَّة تَرْثي إِخْوَتَها:

  هَوَتْ أُمُّهُمْ، ما ذامُهُمْ يَوْمَ صُرِّعُوا ... بنَيْسانَ من أَنْيابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا

  ويقال: فلانٌ جَبَلٌ من الجِبالِ إِذا كان عزيزاً، وعِزُّ فلانٍ يُزاحِمُ الجِبالَ؛ وأَنشد:

  أَلِلبأْسِ، أَمْ لِلْجُودِ، أَمْ لمُقاوِمٍ ... من العِزِّ، يَزْحَمْنَ الجِبالَ الرَّواسِيا؟

  ونَيَّبَ النَّبْتُ وتَنَيَّبَ: خرجتْ أَرومَتُه، وكذلك الشَّيْبُ؛ قال ابن سيده: وأُراه على التَّشبيه بالنَّابِ؛ قال مُضَرِّسٌ: