لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 222 - الجزء 15

  وأَكْرَيْت العَشاء إِلى سُهَيْلٍ ... أَو الشِّعْرَى، فطالَ بي الأَناءُ

  قيل: هو يَطْلُع سَحَراً وما أُكل بعده فليس بعَشاء، يقول: انتظرت معروفك حتى أَيِسْت.

  وقال فقيه العرب: من سَرَّه النِّساء ولا نَساء، فَلْيُبَكِّر العَشاء، وليُباكِر الغَداء، وليُخَفِّف الرِّداء، وليُقِلَّ غِشْيانَ النساء.

  وأَكْرَيْنا الحديث الليلة أَي أَطَلْناه.

  وفي حديث ابن مسعود: كنا عند النبي، ، ذات ليلة فأَكْرَيْنا في الحديث أَي أَطَلْناه وأَخَّرناه.

  وأَكْرَى من الأَضداد، يقال: أَكْرَى الشيءُ يُكْرِي إِذا طالَ وقَصُرَ وزادَ ونَقَص؛ قال ابن أَحمر:

  وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً ... والظِّلُّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِي

  أَي ولم ينقص، وذلك عند انتصاف النهار.

  وأَكْرى الرجل: قلَّ ماله أَو نَفِد زادُه.

  وقد أَكرى زادُه أَي نقص؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للبيد:

  كذِي زادٍ مَتى ما يُكْرِ مِنْه ... فليس وراءه ثِقَةٌ بزادِ

  وقال آخر يصف قِدْراً:

  يُقَسِّمُ ما فيها، فإَنْ هِيَ قَسَّمَتْ ... فَذاكَ، وإِنْ أَكْرَتْ فعن أَهلها تُكْرِي

  قَسَّمَتْ: عَمَّت في القَسْم، أَراد وإِن نقَصت فعن أَهلها تَنْقُص، يعني القِدْر.

  أَبو عبيد: المُكَرِّي السَّيرُ⁣(⁣١) اللَّيِّن البَطِيء، والمُكَرِّي من الإِبل التي تَعْدُو، وقيل: هو السير البطيء؛ قال القطامي:

  وكلُّ ذلك منها كُلَّما رَفَعَتْ ... مِنْها المُكَرِّي، ومِنها اللَّيِّن السَّادِي

  أَي رفَعَتْ في سيرها؛ قال ابن بري وقال الراجز:

  لمَّا رأَتْ شَيْخاً له دَوْدَرَّى ... ظَلَّتْ على فِراشِها تَكَرَّى⁣(⁣٢)

  دَوْدَرَّى: طَويل الخُصيتين.

  وقال الأَصمعي: هذه دابة تُكَرِّي تَكْرِيةً إِذا كان كأَنه يتلقف بيده إِذا مشى.

  وكَرَت الناقةُ برجليها: قلَبتهما في العَدْوِ، وكذلك كَرَى الرجلُ بقدميه، وهذه الكلمات يائية لأَن ياءها لام وانقلاب الأَلف ياء عن اللام أَكثر من انقلابها عن الواو.

  والكَرِيُّ: نبت.

  والكَرِيّةُ، على فعِيلة: شجرة تنبت في الرمل في الخَصب بنجد ظاهرة، تنبت على نِبْتة الجَعْدة.

  وقال أَبو حنيفة: الكَرِيُّ، بغير هاء، عُشبة من المَرْعى، قال: لم أَجد من يصفها، قال: وقد ذكرها العجاج في وصف ثور وحش فقال:

  حتى عَدا، واقْتادَه الكَرِيُّ ... وشَرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَضْرِيُّ⁣(⁣٣)

  وهذه نُبوت غَضَّة، وقوله: اقتادَه أَي دَعاه، كما قال ذو الرمة:

  يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ⁣(⁣٤)

  والكَرَوْيا: من البرز، وزنها فَعَوْلَلٌ، أَلفها منقلبة عن ياء ولا تكون فَعَولَى ولا فَعَلْيا لأَنهما بِناءَان لم يثبُتا في الكلام، إِلا أَنه قد يجوز أَن تكون فَعَوْلٌ في قول من ثبت عنده قَهَوْباة.

  وحكى أَبو حنيفة: كَرَوْياء، بالمد، وقال مرة: لا أَدر أَيمد الكَرَوْيا أَم لا، فإَن مدّ فهي أُنثى، قال: وليست


(١) قوله [المكرّي السير الخ] هذه عبارة التهذيب، وعبارة الجوهري: والمكرّي من الإبل اللين السير والبطيء.

(٢) قوله [لما رأت الخ] لم يقدّم المؤلف المستشهد عليه، وفي القاموس: تكرّى نام، فتكرّى في البيت تتكرّى.

(٣) قوله [نضري] هو الصواب وتصحف في شرشر بنصري.

(٤) قوله [يدعو] أَوّله كما في شرح القاموس في مادة ربب:

أمسى بوهبين مجتازاً لمرتعه بذي الفوارس يدعو أنفه الربب