لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 238 - الجزء 15

  لأْوائهن كُنَّ له حجاباً من النار؛ اللأْواء الشدة وضيق المعيشة؛ ومنه الحديث: قال له أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُك اللأْواء؟ ومنه الحديث الآخر: مَن صبر على لأْوء المَدينة؛ واللأْواء المشَقة والشدة، وقيل: القَحْط، يقال: أَصابتهم لأْواء وشَصاصاء، وهي الشدة، قال: وتكون اللأْواء في العلة؛ قال العجاج:

  وحالَتِ اللأْواء دون نسعي

  وقد أَلأَى القومُ، مثل أَلعى، إِذا وقعوا في اللأْواء.

  قال أَبو عمرو: اللأْلاء الفرح التام.

  والْتَأَى الرجل: أَفلَسَ واللأَى، بوزن اللَّعا: الثَّوْر الوحشيّ؛ قال اللحياني: وتثنيته لأَيان، والجمع أَلآء مثل أَلْعاعٍ مثل جبَل وأَجبال، والأُنثى لآة مثل لَعاةٍ ولأَىً، بغير هاء، هذه عن اللحياني، وقال: إِنها البقرة من الوحش خاصة.

  أَبو عمرو: اللأَى البقرة، وحكي: بكَمْ لآك هذه أَي بقرتُك هذه؛ قال الطرماح:

  كظَهْرِ اللأَى لو يُبْتَغى رَيَّةٌ بها ... لَعَنَّتْ وشَقَّتْ في بُطُون الشَّواجِنِ

  ابن الأَعرابي: لآةٌ وأَلاة بوزن لَعاة وعَلاة.

  وفي حديث أَبي هريرة، ¥: يَجِيء من قِبَل المَشْرِق قَوم وصفَهم، ثم قال: والرّاوية يَومئذٍ يُسْتَقى عليها أَحَبُّ إِليَّ من لاءٍ وشاءٍ؛ قال ابن الأَثير: قال القتيبي هكذا رواه نَقَلة الحديث لاء بوزن ماء، وإِنما هو أَلآء بوزن أَلْعاع، وهي الثِّيران، واحدها لأَىً بوزن قَفاً، وجمعه أَقْفاء، يريد بَعِير يُسْتقى عليه يومئذ خير من اقتناء البقر والغنم، كأَنه أَراد الزراعة لأَن أَكثر من يَقْتَني الثيران والغنم الزرَّاعون.

  ولأْيٌ ولُؤَيُّ: اسمان، وتصغير لأْي لُؤَيٌّ، ومنه لؤيّ بن غالب أَبو قريش.

  قال أَبو منصور: وأَهل العربية يقولون هو عامر بن لُؤيّ، بالهمز، والعامة تقول لُوَيّ، قال علي بن حمزة: العرب في ذلك مختلفون، من جعله من اللأْي همزه، ومن جعله من لِوَى الرَّمْل لم يهمزه.

  ولأْيٌ: نهر من بلاد مُزَيْنةَ يدفع في العقيق؛ قال كثير عزة:

  عَرَفْتُ الدَّار قدْ أَقْوَتْ برِيمِ ... إِلى لأْيٍ، فمَدْفَعِ ذِي يَدُومِ⁣(⁣١)

  واللَّائي: بمعنى اللَّواتي بوزن القاضي والدَّاعي.

  وفي التنزيل العزيز: واللَّائي يَئِسْنَ من المَحِيض.

  قل ابن جني: وحكي عنهم اللَّاؤو فعلوا ذلك يريد اللَّاؤون، فحذف النون تخفيفاً.

  لبي: اللُّبايةُ: البَقِيَّةُ من النبت عامة، وقيل: البَقِيَّةُ من الحَمض، وقيل: هو رقيق الحَمْض، والمَعْنَيان متقاربان.

  ابن الأَعرابي: اللُّباية شَجر الأُمْطِيّ؛ قال الفراء وأَنشد:

  لُبايةً من هَمِقٍ عَيْشُومِ

  والهَمِقُ: نبت.

  والعَيْشُوم: اليابس.

  والأُمْطِيُّ: الذي يعمل منه العلك.

  وحكى أَبو ليلى: لبَيت الخُبْزة في النار أَنضجتها.

  ولَبَّيْتُ بالحج تَلْبِية.

  قال الجوهري: وربما قالوا لبَّأْت، بالهمز، وأَصله غير الهمز.

  ولَبَّيت الرجل إِذا قلت له لَبَّيْك.

  قال يونس بن حبيب الضبي: لَبَّيك ليس بمثنى وإِنما هو مثال عَلَيك وإِليك، وحكى أَبو عبيد عن الخليل أَن أَصل التلبية الإِقامة بالمكان، يقال: أَلْبَبْت بالمكان ولَبَّبْت لغتان إِذا أَقمت به، قال: ثم قلبوا


(١) قوله [إلى لأَي] هذا ما في الأصل، وفي معجم ياقوت: ببطن لأَي بوزن اللعا، ولم يذكر لأَي بفتح فسكون.