لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 272 - الجزء 15

  أَلا ترى أَنها تُصادِمُ الأَجرام، وكلُّ ما صادَمَ الجِرْم جِرْمٌ لا مَحالة، فإِن قيل: ولم قَلَّتِ الأَعلام في المعاني وكثرت في الأَعيان نحو زيد وجعفر وجميع ما علق عليه علم وهو شخص؟ قيل: لأَن الأَعيان أَظهر للحاسة وأَبدى إِلى المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِية مما لا يُرى ولا يشاهد حسّاً، وإِنما يعلم تأَمُّلاً واستدلالاً، وليست من معلوم الضرورة للمشاهدة، وقيل: مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ؛ وقال الشاعر:

  سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ

  وقيل: هي الشَّمال.

  قال الأَصمعي وغيره: من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ، غير مصروفة.

  قال ابن السكيت: هَبَّتْ مَحْوةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة؛ وأَنشد:

  قَدْ بكَرَتْ مَحْوةُ

  بالعَجَاجِ ... فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ

  وقيل: هو الجَنوب، وقال غيره: سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو السحابَ وتَذْهَبُ بها.

  ومَحْوة: ريح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ بالسحاب، وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها أَلف ولام؛ قال ابن بري: أَنكر علي بن حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب به، قال: وهذا موجود في الجَنوب؛ وأَنشد للأَعشى:

  ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْرِ ... كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما

  ومَحْوٌ: اسم موضع بغير أَلف ولام.

  وفي المحكم: والمَحْوُ اسم بلد؛ قالت الخنساء:

  لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى ... الْمُغَادَرِ، بالمَحْو، أَذْلالهَا

  والأَذْلالُ: جمع ذِلّ، وهي المسالك والطُّرُق.

  يقال: أُمورُ الله تَجْري على أَذْلالها أَي على مجَاريها وطُرُقِها.

  والمِمْحاةُ: خِرْقة يزال بها المَنيُّ ونحوه.

  مخا: التهذيب عن ابن بزرج في نوادره: تَمَخَّيْتُ إِليه أَي اعتذرت، ويقال: امَّخَيتُ إِليه؛ وأَنشد الأَصمعي:

  قالت ولم تَقْصِدْ لَه ولم تَخِه ... ولم تُراقِبْ مَأْثَماً فتَمَّخِه

  مِنْ ظُلْمِ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِه ... أَشْهَبَ مثْلَ النَّسْرِ بَيْنَ أَفْرُخِه

  قال ابن بري: صواب إِنشاده:

  ما بالُ شَيْخِي آضَ مِن تَشَيُّخِه ... أَزْعَرَ مِثْلَ النَّسْرِ عِنْدَ مَسْلَخِه

  وقال الأَصمعي: امَّخَى من ذلك الأَمر امِّخاءً إِذا حَرِجَ منه تَأَثُّماً، والأَصل انْمَخى.

  الجوهري: تَمَخَّيتُ من الشيءِ وامَّخَيْتُ منه إِذا تبرّأَت منه وتَحَرّجت.

  مدى: أَمْدى الرجلُ إِذا أَسَنّ؛ قال أَبو منصور: هو من مَدَى الغاية.

  ومَدَى الأَجَل: منتهاه.

  والمَدى: الغاية؛ قال رؤبة:

  مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤه ... إِذا المَدَى لم يُدْرَ ما مِيداؤُه

  وقال ابن الأَعرابي: المِيداءُ مِفْعال من المَدَى، وهو الغاية والقَدْر.

  ويقال: ما أَدري ما مِيْداءُ هذا الأَمر يعني قدره وغايته.

  وهذا بِميداء أَرضِ كذا إِذا كان بحِذائها، يقول: إِذا سار لم يدرِ أَما مضى أَكثر أَم ما بقي.

  قال أَبو منصور: قول ابن الأَعرابي