لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 284 - الجزء 15

  قال: فإِنما ردَّه إِلى أَصله للضرورة لأَنه يجوز في الشعر أَن يُجرى الحرفُ المُعتلُّ مُجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه لأَنه الأَصل؛ قال ابن بري: وروي يُجارِينَ، بالراء ومُجاراتُهنَّ الهَوى يعني بأَلسِنَتِهنَّ أَي يُجاريِنَ الهَوى بأَلسنتهنَّ ولا يُمْضِينَه، قال: ويروى غيرَ ما صِباً أَي من غير صِباً منهن إِليَّ؛ وقال ابن القطاع: الصحيح غير ما صباً، قال: وقد صحَّفه جماعة.

  ومَضَيْتُ على الأَمر مُضِيّاً ومَضَوْتُ على الأَمر مَضُوًّا ومُضُوًّا مثل الوَقُودِ والصعودِ، وهذا أَمرٌ مَمْضُوٌّ عليه، والتَّمَضِّي تَفَعُّل منه، قال:

  أَصْبَحَ جِيرانُكَ، بَعْدَ الخَفْضِ ... يُهْدِي السَّلامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ

  وقَرَّبوا، لِلْبَيْنِ والتَّمَضِّي ... جَوْلَ مَخاضٍ كالرَّدَى المُنْقَضِّ

  الجَوْلُ: ثلاثون من الإِبل.

  والمُضَواء: التَّقدُّم؛ قال القطامي:

  فإِذا خَنَسْنَ مَضى على مُضَوائِه ... وإِذا لَحِقْنَ به أَصَبْنَ طِعانا

  وذكر أَبو عبيد مُضَواء في باب فُعَلاء وأَنشد البيت، وقال بعضهم: أَصلها مُضَياء فأَبدلوه إِبدالاً شاذّاً، أَرادوا أَن يُعَوَّضوا الواو من كثرة دخول الياء عليها.

  ومَضى وتَمَضَّى: تقدَّم؛ قال عمرو بن شاس:

  تَمَضَّتْ إِليْنا لم يرِبْ عَيْنَها القَذى ... بكَثْرةِ نِيرانٍ، وظَلْماءَ حِنْدِسِ

  يقال: مَضَيْت بالمكان ومَضَيْتُ عليه.

  ويقال: مَضَيْتُ بَيْعِي⁣(⁣١) أَجَزْتُه.

  والمَضاءُ: اسم رجل، وهو المَضاء بن أَبي نُخَيْلةَ يقول فيه أَبوه:

  يا رَبِّ مَنْ عابَ المَضاءَ أَبَدا ... فاحْرِمْه أَمْثالَ المَضاءِ ولدا

  والفرس يكنى أَبا المَضاء.

  مطا: المَطْوُ: الجِدُّ والنَّجاء في السير، وقد مَطا مَطْواً؛ قال امرؤُ القيس:

  مَطَوْتُ بهم حتَّى يَكِلَّ غَرِيُّهُمْ ... وحتَّى الجِيادُ ما يُقَدْنَ بأَرْسانِ⁣(⁣٢)

  ومَطا إِذا فتح عينيه، وأَصل المَطْو المدّ في هذا.

  ومَطا إِذا تَمَطَّى.

  ومَطا الشيءَ مَطْواً: مدَّه.

  ومَطا بالقوم مَطْواً: مدَّ بهم.

  وتَمَطَّى الرجل: تَمدَّد.

  والتَّمَطِّي: التبختر ومَدُّ اليدين في المشي، ويقال التَّمَطِّي مأْخوذ من المَطِيطةِ وهو الماءُ الخاثر في أَسفل الحوض لأَنه يَتَمَطَّطُ أَي يتمَدَّد، وهو مثل تَظَنَّيْتُ من الظَّنَّ وتَقَضَّيْتُ من التَّقَضُّض، والمُطَواءُ من التَّمَطِّي على وزن الغُلَواءِ، وذكر ابن بري المَطا التَّمَطِّي؛ قال ذَرْوةُ بن جُحْفةَ الصَّمُوتي:

  شَمَمْتُها إِذْ كَرِهَتْ شَمِيمِي ... فَهْيَ تَمَطَّى كمَطا المَحْمُومِ

  وإِذا تَمَطَّى على الحُمَّى فذلك المُطَواءُ، وقد تقدَّم تفسير المَطِيطاء وهو الخُيَلاءُ والتَّبَخْتُر.

  وفي الحديث: إِذا مَشَتْ أُمَّتي المُطَيْطا، بالمد والقصر؛


(١) قوله [ويقال مضيت بيعي الخ] كذا بالأصل. وعبارة التهذيب: ويقال أمضيت بيعي ومضيت على بيعي أي الخ.

(٢) قوله [غريهم] كذا في الأصل. وعبارة القاموس: الغريّ كغني الحسن منا ومن غيرنا، وبعد هذا فالذي في الديوان: حتى تكل مطيهم.