لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 792 - الجزء 1

  وثب: الوَثْبُ: الطَّفْرُ.

  وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً، ووثَباناً، ووُثوباً، ووِثاباً، ووَثيباً: طَفَرَ؛ قال:

  وَزَعْتُ بكالهِراوة أَعْوَجِيّاً ... إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثابا

  ويروى وَثابا، على أَنه فَعَلَ، وقد تَقدَّم؛ وقال يصف كبره:

  وما أُمِّي وأُمُّ الوحْش، لمَّا ... تَفَرَّعَ في مَفارِقِيَ المَشِيبُ؟

  فَما أَرْمِي، فأَقْتُلَها بسَهْمِي ... ولا أَعْدُو، فأُدْرِكَ بالوَثِيب

  يقول: ما أَنا والوحشُ؟ يعني الجَواريَ، ونصب أَقْتُلَها وأَدْركَ، على جواب الجَحْد بالفاءِ.

  وفي حديث علي، #، يومَ صِفِّينَ: قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً، وأَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلاً، أَي إِنْ أَصابَ فُرْصَةً نَهَضَ إِليها، وإِلَّا رَجَعَ وتَرَك.

  وفي حديث هُذَيْل: أَيَتَوَثَّبُ أَبو بكر على وَصِيِّ رسول اللَّه، ؟ وَدَّ أَبو بكر أَنه وَجَدَ عَهْداً من رسول اللَّه، ، وأَنه خُزِم أَنفُه بخِزامةٍ أَي يَسْتَوْلي عليه ويظلِمه معناه: لو كان عَليٌّ، #، مَعْهوداً إِليه بالخلافة، لكان في أَبي بكر، ¥، من الطاعة والانْقياد إِليه، ما يكون في الجَمَل الذليل، المُنْقاد بخِزامَته.

  ووَثَبَ وثْبةً واحدة، وأَوْثَبْتُه أَنا، وأَوْثَبَه الموضعَ: جَعله يَثِبُه.

  وواثبَه أَي ساوَرَه.

  ويقال: تَوَثَّبَ فلانٌ في ضَيْعةٍ لي أَي اسْتَوْلى عليها ظلماً.

  والوَثَبَى: من الوَثْب.

  ومَرَةٌ وثَبى: سريعةُ الوَثْبِ.

  والوَثْبُ: القُعُود، بلغة حِمْير.

  يقال: ثِبْ أَي اقْعُدْ.

  ودَخَلَ رَجُل من العَرب على مَلِكٍ من ملوك حِمْيَر، فقال له الملكُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ، فوَثَبَ فتَكَسَّر، فقال الملك: ليس عندنا عَرَبِيَّتْ؛ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تكلَّم بالحِمْيَرية؛ وقوله: عَرَبِيَّت، يُريد العربيةَ، فوقف على الهاءِ بالتاءِ.

  وكذلك لغتهم، ورواه بعضُهم: ليس عندنا عَرَبيَّة كعَرَبِيَّتكُم.

  قال ابن سيده: وهو الصواب عندي، لأَنَّ الملك لم يكن لِيُخْرِجَ نَفْسَه من العرب، والفعل كالفعل.

  والوِثابُ: الفِراشُ، بلغتهم.

  ويقال وثَّبْتُه وِثاباً أَي فرَشْت له فِراشاً.

  وتقول: وَثَّبَه تَوْثِيباً أَي أَقْعَدَه على وِسادة، وربما قالوا وثَّبَه وسادةً إِذا طَرَحها له، ليَقْعُدَ عليها.

  وفي حديث فارعة، أُخت أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْتِ، قالت: قَدِمَ أَخي من سَفَرٍ، فوَثَبَ على سريري أَي قَعَدَ عليه واسْتَقَرَّ.

  والوُثوبُ، في غير لغةِ حِمْيَرَ: النُّهوضُ والقيامُ.

  وقَدِمَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ على سيدنا رسول اللَّه، ، فوَثَّبَ له وِسادةً أَي أَقعَدَه عليها؛ وفي رواية: فوَثَّبَه وِسادةً أَي أَلقاها له.

  والمِيثَبُ: الأَرضُ السَّهْلة؛ ومنه قول الشاعر يصفُ نَعامة:

  قَرِيرَةُ عَينٍ، حينَ فَضَّتْ بخَطْمِها ... خَراشِيَّ قَيْضٍ، بين قَوْزٍ ومِيثَبِ

  ابن الأَعرابي: المِيثَبُ: الجالسُ، والمِيثَبُ: القافِزُ.

  أَبو عمرو: المِيثَبُ الجَدْوَلُ.

  وفي نوادر الأَعراب: المِيثَبُ ما ارتفع من الأَرض.

  والوِثابُ: السَّريرُ؛ وقيل: السرير الذي لا يَبْرَحُ المَلِكُ عليه.

  واسم الملِك: مُوثَبَان.

  والوِثابُ، بكسر الواو: المَقاعِدُ؛ قال أُمية:

  بإِذنِ اللَّه، فاشْتَدَّتْ قُواهُمْ ... على مَلْكين، وهْي لهُمْ وِثابُ