لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 4 - الجزء 2

  إِسْت، بقطع الهمزة؛ قال: ونسب هذا القول إِلى أَبي زيد ولم يقله، وإِنما ذَكَر اسْتَ الدَّهْر مع أُسِّ الدهر، لاتفاقهما في المعنى لا غير، واللَّه أَعلم.

  أفت: أَفَتَه عن كذا كأَفَكَه أَي صَرَفَه.

  والإِفْتُ: الكريم من الإِبل، وكذلك الأُنثى.

  وقال أَبو عمرو: الإِفْتُ الكريم.

  وقال ثعلب: الأَفْتُ، بالفتح، الناقةُ السريعة، وهي التي تَغْلِبُ الإِبلَ على السير؛ وأَنشد لابن أَحمر:

  كأَنِّي لم أَقُلْ: عاجِ لأَفْتٍ ... تُراوِحُ بعد هِزَّتِها الرَّسِيما

  وفي نسخة: الإِفْتُ، بالكسر.

  التهذيب، وقول العجاج:

  إِذا بَناتُ الأَرْحَبِيِّ الأَفْتِ⁣(⁣١)

  قال ابن الأَعرابي: الأَفْتُ يعني الناقةَ التي عندها من الصبر والبقاءِ ما ليس عند غيرها، كما قال ابن أَحمر.

  وقال أَبو عمرو: الإِفْتُ الكريم؛ قال: كذا في نسخة قرئت على شمر:

  إِذا بنات الأَرْحَبِيِّ الإِفْتِ

  قال ابن الأَعرابي: فلا أَدري، أَهي لغة أَو خطأٌ.

  ألت: الأَلْتُ: الحَلِفُ.

  وأَلَتَه بيمينٍ أَلْتاً: شدَّد عليه.

  وأَلَتَ عليه: طلَب منه حَلِفاً أَو شهادةً، يقوم له بها.

  ورُوي عن عمر، ¥: أَن رجلاً قال له: اتَّق اللَّه يا أَمير المؤمنين، فسَمِعَها رجلٌ، فقال: أَتَأْلِتُ على أَمير المؤمنين؟ فقال عمر: دَّعْه، فلن يَزالُوا بخيرٍ ما قالوها لنا؛ قال ابن الأَعرابي: معنى قوله أَتَأْلِتُه أَتَحُطُّه بذلك؟ أَتَضَعُ منه؟ أَتُنَقِّصُه؟ قال أَبو منصور: وفيه وجه آخر، وهو أَشْبَه بما أَراد الرجل؛ روي عن الأَصمعي أَنه قال: أَلَتَه يميناً يَأْلِته أَلْتاً إِذا أَحْلَفه، كأَنه لما قال له: اتَّق اللَّه، فقد نَشَدَه بُاللَّه.

  تقول العرب: أَلَتُّكَ باللَّه لمَا فعلْتَ كذا، معناه: نَشَدْتُكَ باللَّه.

  والأَلْتُ: القَسَم؛ يقال: إِذا لم يُعْطِكَ حَقَّكَ فَقَيِّدْه بالأَلْت.

  وقال أَبو عمرو: الأُلْتَةُ اليمينُ الغَموسُ.

  والأُلْتةُ: العَطِيَّةُ الشَّقْنَةُ.

  وأَلَته أَيضاً: حَبَسَه عن وَجْهِه وصَرَفه مثل لاتَه يَلِيتُه، وهما لغتان، حكاهما اليزيدي عن أَبي عمرو ابن العلاء.

  وأَلتَه مالَه وحَقَّه يَأْلِتُه أَلْتاً، وأَلاتَه، وآلَتَه إِياه: نَقَصَه.

  وفي التنزيل العزيز: وما أَلَتْناهُمْ من عَمَلِهم من شيءٍ.

  قال الفراء: الأَلْتُ النَّقْص، وفيه لغة أُخرى: وما لِتْناهم، بكسر اللام؛ وأَنشد في الأَلْتِ:

  أَبْلِغْ بَني ثُعَلٍ، عَنِّي، مُغَلْغَلَةً ... جَهْدَ الرِّسالَةِ، لا أَلْتاً ولا كَذِبا

  أَلَتَه عن وَجْهِه أَي حَبَسه.

  يقول: لا نُقْصانَ ولا زيادة.

  وفي حديث عبد الرحمن بن عوف يوم الشُّورَى: ولا تَغْمِدُوا سيوفَكم عن أَعدائِكم، فُتولِتُوا أَعمالكم؛ قال القُتَيبي: أَي تَنْقُصُوها؛ يريد أَنهم كانت لهم أَعمال في الجهاد مع رسول اللَّه، ، فإِذا هم تَرَكوها، وأَغْمَدُوا سُيُوفَهم، واخْتَلَفوا، نَقَصُوا أَعمالَهم؛ يقال: لاتَ يَلِيتُ، وأَلَتَ يَأْلِتُ، وبها نزل القرآن، قال: ولم أَسمع أَوْلَتَ يُولِتُ، إِلَّا في هذا الحديث.


(١) قوله [إِذا بنات الخ] عجزه كما في التكملة

[قاربن أَقصى غوله بالمت]

والغول البعد، بالضم فيهما، والمت المد في السير.