لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 51 - الجزء 2

  شَخْتُ الجُزارةِ، مثلُ البيتِ، سائرُه ... من المُسُوح، خِدَبٌّ، شَوْقَبٌ، خَشِبُ

  وإِنه لَشَخْتُ العَطاءِ أَي قليل العطاء.

  والشَّخِيتُ والشِّخْتِيتُ: الغُبارُ الساطِعُ، فِعْلِيلٌ من الشَّخْتِ الذي هو الضاويُّ الدقيقُ؛ وقيل: هو فارسي مُعَرَّب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  وهي تُثِيرُ الساطع الشِّخْتِيتا

  والذي رواه يعقوب: السِّخِّيتا والسِّخْتِيتا، لأَن العجم تقول: سَخْتٌ.

  شرت: الشَرَنْتى: طائر.

  شمت: الشَّماتة: فَرَحُ العدوّ؛ وقيل: الفَرَحُ بِبلِيَّة العَدُوِّ؛ وقيل: الفَرَحُ ببليَّة تنزل بمن تعاديه، والفعل منهما شَمِتَ به، بالكسر، يَشْمَتُ شَماتةً وشَماتاً، وأَشْمَتَه الله به.

  وفي التنزيل العزيز: فلا تُشَمِتْ بي الأَعْداءَ؛ وقال الفراءُ: هو من الشَّمْتِ.

  ورُوي عن مجاهد أَنه قرأَ: فلا تُشَمِّتْ بي الأَعْداءَ؛ قال الفراءُ: لم نسمعها من العرب، فقال الكسائي: لا أَدري لعلهم أَرادوا فلا تُشْمِتْ بي الأَعْداءَ؛ فإِن تكن صحيحة، فلها نظائر.

  العرب تقول: فَرِغْتُ وفَرَغْتُ؛ فمن قال فَرِغْتُ، قال أَفْرَغُ، ومن قال فَرَغْتُ، قال أَفْرُغُ.

  وفي حديث الدعاءِ: أَعوذُ بك من شَماتة الأَعداءِ؛ قال: شَماتةُ الأَعداء فَرَح العَدُوِّ ببليَّةٍ تنزل بِمَن يعاديه.

  ورَجَعُوا شَماتى أَي خائبين؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: ولا أَعْرِفُ ما واحدُ الشَّماتى.

  وشَمَّتَه الله: خَيَّبه؛ عنه أَيضاً: وأَنشد للشَّنْفَرى:

  وباضِعةٍ، حُمْرِ القِسِيِّ، بَعَثْتُها ... ومن يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ

  ويقال: خَرَجَ القوم في غَزاة، فقَفَلوا شَماتى ومتَشَمّتين؛ قال: والتَّشَمُّتُ أَن يَرجِعُوا خائبين، لم يَغْنَموا.

  يقال: رجع القوم شِماتاً من مُتُوَجِّههم، بالكسر، أَي خائبين، وهو في شعر ساعدة.

  قال ابن بري: ليس هو في شعر ساعدة، كما ذكر الجوهري، وإِنما هو في شعر المُعَطَّل الهُذَليِّ، وهو:

  فأُبْنا، لنا مَجْدُ العَلاءِ وذِكْرُه ... وآبوا، عليهم فَلُّها وشِماتُها

  ويروى:

  لنا رِيحُ العَلاءِ وذِكْرُه

  والرِّيحُ: الدّوْلَة، هنا، ومنه قوله تعالى: وتَذْهَبَ رِيحُكم؛ ويروى: لنا مَجْدُ الحياةِ وذِكْرُها والفَلُّ: الهَزيمةُ.

  والشِّماتُ: الخَيْبة؛ واسم الفاعل: شامِتٌ، وجمعُ شامِتٍ شُمَّاتٌ.

  ويقال: شُمَّتَ الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى الخَيْبة.

  والشَّوامِتُ: قوائم الدابةِ، وهو اسم لها، واحدتُها شامِتةٌ.

  قال أَبو عمرو: يقال لا تَرَك الله لَه شامتَةً أَي قائمةً؛ قال النابغة:

  فارْتاعَ من صَوْتِ كَلَّابٍ، فباتَ لَه ... طَوْعَ الشَّوامِتِ، من خَوْفٍ، ومن صَرَدِ

  ويروى: طَوْعُ الشَّوامِتِ، بالرفع؛ يعني باتَ له ما شَمِتَ به من أَجله شُمَّاتُه؛ قال ابن سيده: وفي بعض نسخ المُصَنَّفِ: بات له ما شَمِتَ به شُمَّاتُه.

  قال ابن السكيت في قوله: فباتَ له طَوْعُ الشَّوامِتِ، يقول: باتً له ما أَطاعَ شامِتَه من