لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 62 - الجزء 2

  ههنا، الهلاك؛ وقيل: الهلاك في الزنا؛ وأَنشد:

  أُحاولُ إِعْنَاتي بما قالَ أَو رَجا

  أَراد: أُحاولُ إِهلاكي.

  وروى المُنْذِرِيُّ عن أَبي الهَيْثَم أَنه قال: العَنَتُ في كلام العرب الجَوْرُ والإِثم والأَذى؛ قال: فقلت له التَّعَنُّتُ من هذا؟ قال: نعم؛ يقال: تَعَنَّتَ فلانٌ فلاناً إِذا أَدخَلَ عليه الأَذى؛ وقال أَبو إِسحق الزجاج: العَنَتُ في اللغة المَشَقَّة الشديدة، والعَنَتُ الوُقوع في أَمرٍ شاقٍّ، وقد عَنِتَ، وأَعْنَتَه غيره؛ قال الأَزهري: هذا الذي قاله أَبو إِسحق صحيح، فإِذا شَقَّ على الرجل العُزْبة، وغَلَبَتْه الغُلْمَة، ولم يجد ما يتزوّج به حُرَّة، فله أَن ينكح أَمة، لأِنَّ غَلَبَة الشهْوَة، واجتماعَ الماء في الصُّلْب، ربما أَدَّى إِلى العلَّة الصَّعبة، والله أَعلم؛ قال الجوهري: العَنَتُ الإِثم؛ وقد عَنِتَ الرجلُ.

  قال تعالى: عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم؛ قال الأَزهري: معناه عزيز عليه عَنَتُكم، وهو لقاءُ الشِّدَّة والمَشَقَّة؛ وقال بعضهم: معناه عزيز أَي شديدٌ ما أَعْنَتَكم أَي أَوْرَدَكم العَنَتَ والمَشَقَّة.

  ويقال: أَكَمةٌ عَنُوتٌ طويلةٌ شاقَّةُ المَصْعَد، وهي العُنْتُوتُ أَيضاً؛ قال الأَزهري: والعَنَتُ الكسرُ، وقد عَنِتَتْ يَدُه أَو رجْلُه أَي انْكَسرتْ، وكذلك كلُّ عَظْم؛ قال الشاعر:

  فَداوِ بها أَضْلاعَ جَنْبَيْكَ بَعْدما ... عَنِتنَ، وأَعْيَتْكَ الجَبائرُ مِنْ عَلُ

  ويقال: عَنِتَ العظمُ عَنَتاً، فهو عَنِتٌ: وَهَى وانكسر؛ قال رؤْبة:

  فأَرْغَمَ الله الأُنُوفَ الرُّغَّما: ... مَجْدُوعَها، والعَنِتَ المُخَشَّما

  وقال الليث: الوَثْءُ ليس بعَنَتٍ؛ لا يكون العَنَتُ إِلَّا الكَسْرَ؛ والوَثْءُ الضَّرْبُ حتى يَرْهَصَ الجِلدَ واللحمَ، ويَصِلَ الضربُ إِلى العظم، من غير أَن ينكسر.

  ويقال: أَعْنَتَ الجابرُ الكَسِيرَ إِذا لم يَرْفُقْ به، فزاد الكَسْرَ فَساداً، وكذلك راكبُ الدابة إِذا حَمَلَه على ما لا يَحْتَمِلُه من العُنْفِ حتى يَظْلَع، فقد أَعْنَته، وقد عَنِتَت الدابةُ.

  وجملةُ العَنَت: الضَّرَرُ الشاقُّ المُؤْذي.

  وفي حديث الزهريّ: في رجل أَنْعَلَ دابَّةً فَعَنِتَتْ؛ هكذا جاء في رواية، أَي عَرِجَتْ؛ وسماه عَنَتاً لأَنه ضَرَرٌ وفَساد.

  والرواية: فَعَتِبَتْ، بتاء فوقها نقطتان، ثم باء تحتها نقطة، قال القتيبي: والأَوَّلُ أَحَبُّ الوجهين إِليَّ.

  ويقال للعظم المجبور إِذا أَصابه شيء فَهاضَه: قد أَعْنَتَه، فهو عَنِتٌ ومُعْنِتٌ.

  قال الأَزهري: معناه أَنه يَهِيضُه، وهو كَسْرٌ بعدَ انْجِبارٍ، وذلك أَشَدُّ من الكَسر الأَوّلِ.

  وعَنِتَ عَنَتاً: اكتسب مَأْثَماً.

  وجاءَني فلانٌ مُتَعَنِّتاً إِذا جاءَ يَطْلُب زَلَّتَكَ.

  والعُنْتُوتُ: جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ في السماء، وقيل: دُوَيْنَ الحَرَّة؛ قال:

  أَدْرَكْتُها تَأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ ... تِلْكَ الهَلُوكُ والخَريعُ السُّلْحُوتْ

  الأَفْرُ: سَيْرٌ سريع.

  والعُنْتُوتُ: الحَزّ في القَوْس؛ قال الأَزهري: عُنْتُوتُ القَوْس هو الحزُّ الذي تُدْخَلُ فيه الغانةُ، والغانةُ: حَلْقةُ رأْس الوتر.

  عهت: روى أَبو الوازع عن بعض الأَعراب: فلان مُتَعَهِّتٌ: ذو نِيقَةٍ وتَخَيُّرٍ، كأَنه مقلوب عن المُتَعَتِّه.