[فصل الكاف]
  كتت: كَتَّتِ القِدْرُ والجَرَّةُ ونحوُهما تَكِتُّ كَتِيتاً إِذا غَلَتْ، وهو صوتُ الغَلَيان؛ وقيل: هو صوتُها إِذا قَلَّ ماؤُها، وهو أَقَلُّ صَوْتاً وأَخْفَضُ حالاً من غَلَيانها إِذا كثُر ماؤُها، كأَنها تقول: كَتْ كَتْ، وكذلك الجَرَّة الحديدُ إِذا صُبَّ فيها الماءُ.
  وكَتَّ النبيذُ وغيرُه كَتّاً وكَتِيتاً: ابْتَدأَ غَلَيانُه قبل أَن يَشْتَدَّ.
  والكَتِيتُ: صوتُ البَكْرِ، وهو فوق الكَشِيشِ.
  وكَتَّ البَكْرُ يَكِتُّ كَتّاً وكَتِيتاً إِذا صاحَ صِياحاً لَيِّناً، وهو صَوتٌ بين الكَشِيشِ والهَديرِ.
  وقيل: الكَتِيتُ ارتفاع البَكْرِ عن الكَشِيشِ، وهو أَوَّل هَديره.
  الأَصمعي: إِذا بلغ الذَّكَرُ من الإِبل الهَدير، فأَوّله الكَشِيشُ، فإِذا ارْتَفع قليلًا، فهو الكَتِيتُ؛ قال الليث: يَكِتُّ، ثم يَكِشُّ، ثم يَهْدِرُ.
  قال الأَزهري: والصواب ما قال الأَصمعي.
  والكَتِيتُ: صوتٌ في صَدْر الرجل يُشْبِه صوتَ البَكارة، من شدَّةِ الغَيْظ؛ وكَتَّ الرجُلُ من الغَضَب.
  وفي حديث وَحْشِيٍّ ومَقْتلِ حمزة، وهو مُكَبِّسٌ: له كَتِيتٌ أَي هديرٌ وغَطيط.
  وفي حديث أَبي قتادة: فتَكاتَّ الناسُ على المِيضَأَة، فقال: أَحْسِنُوا المَلْءَ، فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى.
  التَّكاتُّ: التَّزاحُمُ مع صَوتٍ، وهو من الكَتِيتِ الهَدير والغَطِيط.
  قال ابن الأَثير: هكذا رواه الزمخشري وشرحه، والمحفوظُ تَكابَّ، بالباء الموحدة، وقد مضى ذكره.
  وكَتَّ القومَ يَكُتُّهم كَتّاً: عَدَّهم وأَحْصاهم، وأَكثرُ ما يستعملونه في النفي، يقال: أَتانا في جَيشٍ ما يُكَتُّ أَي ما يُعْلَمُ عَدَدُهم ولا يُحْصَى؛ قال:
  إِلَّا بِجَيْشٍ، ما يُكَتُّ عَدِيدُه ... سُودِ الجُلُودِ، من الحديدِ، غِضابِ
  وفي المثل: لا تَكُتُّه أَو تَكُتُّ النجومَ أَي لا تَعُدُّه ولا تُحْصِيه.
  ابن الأَعرابي: جَيْشٌ لا يُكَتُّ أَي لا يُحْصَى، ولا يُسْهَى أَي لا يُحْزَرُ، ولا يُنْكَفُ أَي لا يُقْطَعُ.
  وفي حديث حُنَين: قد جاء جيش لا يُكَتُّ، ولا يُنْكَفُ أَي لا يُحْصى، ولا يُبْلَغُ آخِرُه.
  والكَتُّ: الإِحْصاءُ.
  وفَعَل به ما كَتَّه أَي ما ساءَه.
  ورجل كَتٌّ: قليلُ اللحم؛ ومَرْأَةٌ كَتٌّ، بغير هاء.
  ورجل كَتِيتٌ: بخيل؛ قال عمرو بن هُمَيْل اللحياني:
  تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أُناسٍ ... وأَوضَعَه، خُزاعِيٌّ كَتِيتُ
  إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال: أَوكي ... على ما في سِقائِكِ، قد رَوِيتُ
  وفي التهذيب: هو الكَتِيتة واللَّوِيَّة والمَعْصُودة والضَّويطَة؛ والكَتِيتُ: الرجلُ البخيلُ السيّء الخُلُق المُغْتاظُ؛ وأَورد هذين البيتين ونسبهما لبعض شعراء هُذَيل، ولم يُسَمِّه.
  ويقال: إِنه لكَتِيتُ اليَدَين أَي بخيلٌ؛ قال ابن جني: أَصلُ ذلك من الكَتيتِ الذي هو صَوتُ غَلَيانِ القِدْرِ.
  وكَتَّ الكلامَ في أُذنه يَكُتُّه كَتّا: سارَّه به، كقولك: قَرَّ الكلامَ في أُذُنِه.
  ويقال: كُتَّني الحديثَ وأَكِتَّنِيه، وقُرَّني وأَقِرَّنِيه أَي أَخْبرْنِيه كما سمعتَه.
  ومِثْله فِرَّني وأَفِرَّنِيه، وقُذَّنِيه.
  وتقول: اقْتَرَّه مني يا فلانُ، واقْتَذَّه، واكْتَتَّه أَي اسمعه مني كما سمِعتُه.
  التهذيب عن اللحياني عن أَعرابي فصيح، قال له: ما تَصْنَعُ بي؟ قال: ما كَتَّكَ وعَظاكَ وأَوْرَمَك وأَرْغَمكَ، بمعنى واحد.
  والكَتْكَتةُ: صَوْتُ الحُبَارَى.