لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 106 - الجزء 2

  كما بنيت حيث؛ وقراءةُ عليّ، #: هِيتُ لك، بمنزلة هَيْتُ لك، والحجة فيهما واحدة.

  الفراء في هَيْتَ لك: يقال إِنها لغة، لأَهل حَوْرانَ، سَقَطَتْ إِلى مكة فتكلموا بها، قال: وأَهلُ المدينة يقرؤُون هِيتَ لكَ، يكسرون الهاء ولا يهمزون؛ قال: وذُكِرَ عن عليّ وابن عباس، ®، أَنهما قرآ: هِئْتُ لك، يراد به في المعنى: تَهَيَّأْتُ لك، وأَنشد الفراء في القراءة الأُولى لشاعر في أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب، #:

  أَبْلِغْ أَميرَ المُؤمِنِينَ ... أَخا العراقِ إِذا أَتَيْتا:

  إِنَّ العِراقَ وأَهْلَه ... سِلْمٌ إِليكَ، فهَيْتَ، هَيْتا

  ومعناه: هَلُمَّ، هَلُمَّ وهَلُمَّ وتَعالَ، يستوي فيه الواحدُ والجمع والمؤَنث والمذكر إِلَّا أَن العدد فيما بعده، تقول: هَيْتَ لكما، وهَيْتَ لكنَّ.

  قال ابن بري: وُجِدَ الشعرُ بخط الجوهري إِن العراق، بكسر إِنَّ، ويروى بفتحها؛ ويروى: عُنُقٌ إِليك، بمعنى مائلون إِليك؛ قال: وذكر ابن جني أَن هَيْتَ في البيت بمعنى أَسْرِعْ، قال: وفيه أَربع لغات: هَيْتَ، بفتح الهاء والتاء، وهِيتَ، بكسر الهاء وفتح التاء، وهَيْتُ بفتح الهاء وضم التاء، وهِيتُ بكسر الهاء وضم التاء.

  الفراء في المصادر: مَن قرأَ هَيْتَ لكَ: هَلُمَّ لكَ، قال: ولا مصدر لِهَيْتَ، ولا يُصَرَّفُ.

  الأَخفش: هَيْتَ لكَ، مفتوحة، معناها: هَلُمَّ لكَ؛ قال: وكَسَرَ بعضُهم التاء، وهي لغة، فقال: هَيْتِ لك، ورفع بعضٌ التاء، فقال: هَيْتُ لك، وكسر بعضهم الهاء وفتح التاء، فقال: هِيتَ لك، كلُّ ذلك بمعنى واحد.

  وروى الأَزهري عن أَبي زيد، قال: هَيْتَ لكَ، بالعِبرانية هَيْتالَجْ أَي تعالَ؛ أَعربه القرآن.

  وهَيَّتَ بالرجل، وهَوَّتَ به: صَوَّتَ به وصاح، ودعاه، فقال له: هَيْتَ هَيْتَ؛ قال:

  قد رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا ... لو كان مَعْنِيّاً بها لَهَيَّتَا

  وقال آخر:

  تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ ... وأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ،

  يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيَّاتِ

  وفي الحديث أَنه لما نزل قوله تعالى: وأَنْذِرْ عشيرتَكَ الأَقرَبينَ؛ باتَ النبيُّ، ، يُفَخِّذُ عَشيرتَه، فقال المشركون: لقد باتَ يُهَوِّتُ أَي يُنادي عَشيرتَه.

  والتَهْييتُ: الصوتُ بالناس، وهو فيما قال أَبو زيد: أَن يقول يا هَياه.

  ويقال: هَيَّتَ بالقوم تَهْييتاً، وهَوَّتَ بهم تَهْويتاً إِذا ناداهم؛ وهَيَّتَ النذيرُ، والأَصلُ فيه حكايةُ الصوت، كأَنهم حَكَوْا في هَوَّتَ: هَوْتَ هَوْتَ، وفي هَيَّتَ: هَيْتَ هَيْتَ.

  يقال: هَوَّتَ بهم، وهَيَّتَ بهم إِذا ناداهم، والأَصل فيه حكاية الصوت؛ وقيل هو أَن يقول: ياه ياه، وهو نداءُ الراعي لصاحبه من بعيد.

  ويَهْيَهْتُ بالإِبل إِذا قلتَ لها: ياه ياه.

  والعربُ تقول للكلب إِذا أَغْرَوْه بالصيد: هَيْتاه هَيْتاه؛ قال الراجز يذكر الذئب:

  جاءَ يُدِلُّ كَرشاءِ الغَرْبِ ... وقُلْتُ: هَيْتاه، فَتاه كَلْبي