لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الألف]

صفحة 113 - الجزء 2

  للفرزدق، قال والمشهور في الرواية:

  وكنا إِذا الجَبَّار صَعَّرَ خَدَّه

  كما أَورده ابن سيده.

  والكَرْدُ: أَصل العُنق؛ وقول العجاج:

  وكلُّ أُنْثى حَمَلَتْ أَحجارا

  يعني المِنْجَنيقَ لأَنها مؤَنثة؛ وقولها⁣(⁣١) في صفة فرس:

  تَمَطَّقَتْ أُنْثَياها بالعَرَقْ ... تَمَطُّقَ الشَّيْخِ العَجُوزِ بالمَرَقْ

  عَنَتْ بأُنْثَييها: رَبَلَتَيْ فَخِذَيْها.

  والأُنْثَيان: من أَحياءِ العرب بَجيلة وقُضاعة، عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي؛ وأَنشد للكميت:

  فيا عَجَبا للأُنْثَيَيْن تَهادَنا ... أَذانيَ، إِبْراقَ البَغايا إِلى الشَّرْبِ

  وآنَثَتِ المرأَةُ، وهي مُؤْنِثٌ: وَلَدَتِ الإِناثَ، فإِن كان ذلك لها عادةً، فهي مِئْناثٌ، والرجلُ مِئْناثٌ أَيضا، لأَنهما يستويان في مِفْعال.

  وفي حديث المُغيرةِ: فُضُلٌ مِئْناثٌ.

  المئْناثُ: التي تَلِدُ الإِناثَ كثيراً، كالمِذْكارِ: التي تَلِدُ الذكور.

  وأَرض مِئْناثٌ وأَنيثةٌ: سَهْلة مُنْبِتة، خَلِيقةٌ بالنَّبات، ليست بغليظة؛ وفي الصحاح: تُنْبتُ البَقْلَ سَهْلةٌ.

  وبلدٌ أَنِيثٌ: لَيِّنٌ سَهْل؛ حكاه ابن الأَعرابي.

  ومكانٌ أَنِيثٌ إِذا أَسْرَع نباتُه وكَثُر؛ قال امرؤ القيس:

  بمَيْثٍ أَنيثٍ في رياضٍ دَمِيثةٍ ... يُحيلُ سَوافِيها بماءِ فَضِيضِ

  ومن كلامهم: بلد دَمِيثٌ أَنِيثٌ طَيِّبُ الرَّيْعةِ، مَرْتُ العُودِ.

  وزعم ابن الأَعرابي أَني المرأَة إِنما سميت أُنثى، من البلد الأَنيث، قال: لأَن المرأَة أَلْيَنُ من الرجل، وسميت أُنثى للينها.

  قال ابن سيده: فأَصْلُ هذا الباب، على قوله، إِنما هو الأَنيثُ الذي هو اللَّيِّنُ؛ قال الأَزهري: وأَنشدني أَبو الهيثم:

  كأَنَّ حِصانا وفِضُّها التينُ، حُرَّةً ... على حيثُ تَدْمى بالفِناءِ حَصيرُها

  قال، يقوله الشماخ: والحَصانُ ههنا الدُّرَّة من البحر في صَدَفَتِها تُدْعَى التِّينَ.

  والحَصِيرُ: موضعُ الحَصِير الذي يُجْلَس عليه، شَبَّه الجاريةَ بالدُّرَّة.

  والأَنِيثُ: ما كان من الحَديد غيرَ ذَكَر.

  وحديدٌ أَنيثٌ: غير ذَكِير.

  والأَنيثُ من السُّيوف: الذي من حديدٍ غير ذَكَر؛ وقيل: هو نحوٌ من الكَهام؛ قال صَخْرُ الغَيِّ:

  فيُعْلِمه بأَنَّ العَقْل عِنْدي ... جُرازٌ، لا أَفَلُّ، ولا أَنِيثُ

  أَي لا أُعْطِيه إِلا السَّيْفَ القاطعَ، ولا أُعْطيه الدِّيةَ.

  والمُؤَنَّثُ: كالأَنِيث؛ أَنشد ثعلب:

  وما يَسْتَوي سَيْفانِ: سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ ... وسَيْفٌ، إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّما

  وسيفٌ أَنِيثٌ: وهو الذي ليس بقاطع.

  وسيف مِئْناثٌ ومِئناثة، بالهاءِ، عن اللحياني إِذا كانت حَديدتُه لَيِّنة، بالهاء، تأْنِيثُه على إِرادة الشَّفْرة، أَو الحديدة، أَو السلاح.

  الأَصمعي: الذَّكَرُ من السُّيوف شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ، ومَتْناه أَنيثٌ، يقول الناسُ إِنها من عَمَل الجن.

  وروى إِبراهيم النحعي أَنه قال: كانوا يَكْرَهُون المُؤَنَّثَ من الطِّيب،


(١) هكذا وردت مؤنثةً.