لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 132 - الجزء 2

  وغَيَّرْتُها، ربما نَفَرُوا من ذلك.

  وفي حديث حُنَين: إِني لأُعْطِي رجالاً حَديثِي عَهْدٍ بكفر أَتَأَلَّفُهم، وهو جمعُ صحةٍ لحديثٍ، وهو فعيل بمعنى فاعل.

  ومنه الحديث: أُناسٌ حَديثةٌ أَسنانُهم؛ حَداثةُ السِّنِّ: كناية عن الشَّباب وأَوّلِ العمر؛ ومنه حديثُ أُم الفَضْل: زَعَمَت امرأَتي الأُولى أَنها أَرْضَعَت امرأَتي الحُدْثى؛ هي تأْنيثُ الأَحْدَث، يريد المرأَة التي تَزَوَّجَها بعد الأُولى.

  وحَدَثانُ الدَّهْر⁣(⁣١) وحَوادِثُه: نُوَبُه، وما يَحْدُث منه، واحدُها حادِثٌ؛ وكذلك أَحْداثُه، واحِدُها حَدَثٌ.

  الأَزهري: الحَدَثُ من أَحْداثِ الدَّهْرِ: شِبْه النازلة.

  والأَحْداثُ: الأَمْطارُ الحادثةُ في أَوّل السنة؛ قال الشاعر:

  تَرَوَّى من الأَحْداثِ، حتى تَلاحَقَتْ ... طَرائقُه، واهتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ

  أَي مع الشِّرْشِر؛ فأَما قول الأَعشى:

  فإِمَّا تَرَيْني ولِي لِمَّةٌ ... فإِنَّ الحَوادث أَوْدى بها

  فإِنه حذف للضرورة، وذلك لمَكان الحاجة إِلى الرِّدْف؛ وأَما أَبو علي الفارسي فذهب إِلى أَنه وضع الحَوادِثَ موضع الحَدَثانِ، كما وَضَع الآخرُ الحَدَثانَ موضعَ الحوادث في قوله:

  أَلا هَلَكَ الشِّهابُ المُسْتَنِيرُ ... ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ، إِذا نُغِيرُ

  ووَهَّابُ المِئِينَ، إِذا أَلَمَّتْ ... بنا الحَدَثانُ، والحامي النَّصُورُ

  الأَزهري: وربما أَنَّثت العربُ الحَدَثانَ، يذهبون به إِلى الحَوادث، وأَنشد الفراءُ هذين البيتين أَيضاً، وقال عِوَضَ قوله ووهَّابُ المِئين: وحَمَّالُ المِئين، قال: وقال الفراءُ: تقول العرب أَهلكتْنا الحَدَثانُ؛ قال: وأَما حِدْثانُ الشَّباب، فبكسر الحاءِ وسكون الدال.

  قال أَبو عمرو الشَّيباني: تقول أَتيته في رُبَّى شَبابه، ورُبَّانِ شَبابه، وحُدْثى شبابه، وحديثِ شبابه، وحِدْثان شبابه، بمعنى واحد؛ قال الجوهري: الحَدَثُ والحُدْثى والحادِثَةُ والحَدَثانُ، كله بمعنى.

  والحَدَثان: الفَأْسُ، على التشبيه بحَدَثان الدَّهْر؛ قال ابن سيده: ولم يَقُلْه أَحَدٌ؛ أَنشد أَبو حنيفة:

  وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فيه ... إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا، أَجابا

  الأَزهري: أَراد بِجَوْنٍ جَبَلًا.

  وقوله أَجابا: يعني صَدى الجَبل يَسْمَعُه.

  والحَدَثانُ: الفأْس التي لها رأْس واحدة.

  وسمى سيبويه المَصْدَر حَدَثاً، لأَن المصادرَ كلَّها أَعراضٌ حادِثة، وكَسَّره على أَحْداثٍ، قال: وأَما الأَفْعال فأَمثلةٌ أُخِذَتْ من أَحْداثِ الأَسماء.

  الأَزهري: شابٌّ حَدَث فَتِيُّ السِّنِّ.

  ابن سيده: ورجل حَدَثُ السِّنِّ وحَديثُها: بيِّن الحَداثة والحُدُوثة.

  ورجال أَحْداثُ السِّنِّ، وحُدْثانُها، وحُدَثاؤُها.

  ويقال: هؤُلاء قومٌ حُدْثانٌ، جمعُ حَدَثٍ، وهو الفَتِيُّ السِّنِّ.

  الجوهري: ورجلٌ حَدَثٌ أَي


(١) قوله [وحدثان الدهر الخ] كذا ضبط بفتحات في الصحاح والمحكم والتهذيب والتكملة والنهاية وصرح به صاحب المختار. فقول المجد: ومن الدهر نوبه، صوابه: والحدثان، بفتحات، من الدهر نوبه الخ ليوافق أصوله، ولكن نشأ له ذلك من الاختصار، ويؤيد ما قلناه أنه قال في آخر المادة. وأوس بن الحدثان محركة صحابي. فقال شارحه: منقول من حدثان الدهر أَي صروفه ونوائبه نعوذ بالله منها.