[فصل الحاء المهملة]
  ابن المنذر:
  بكَى حارِثُ الجَوْلانِ من فَقْدِ رَبِّه ... وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتضَائِلُ
  قوله: من فَقْد رَبِّه، يعني النعمان؛ قال ابن بري وقوله:
  وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتَضائل
  كقول جرير:
  لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ، تَوَاضَعَتْ ... سُورُ المدينة، والجِبالُ الخُشَّعُ
  والحارثان: الحارثُ بن ظالم بن حَذيمةَ بن يَرْبُوع بن غَيْظِ بنِ مُرَّة، والحارثُ بن عوفِ بن أَبي حارثة ابن مُرَّة بن نُشْبَة بن غَيْظِ بنِ مرَّة، صاحب الحَمَالة.
  قال ابن بري: ذكر الجوهري في الحارثين الحارِثَ بن ظالم بن حَذيمة بالحاء غير المعجمة.
  ابن يَرْبُوع قال: والمعروف عند أَهل اللغة جَذيمة، بالجيم.
  والحارِثان في باهلة: الحارِثُ بن قُتَيْبة، والحارثُ بن سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قُتَيْبة.
  وقولهم: بَلْحَرث، لبَني الحرث بن كَعْب، مِن شواذِّ الإِدغام، لأَن النون واللام قريبا المَخْرَج، فلما لم يمكنهم الإِدغامُ بسكون اللام، حذفوا النون كما قالوا: مَسْتُ وظَلْتُ، وكذلك يفعلون بكل قبيلة تَظْهَر فيها لام المعرفة، مثل بَلْعنبر وبَلْهُجَيم، فأَما إِذا لم تَظْهَر اللامُ، فلا يكون ذلك.
  وفي الحديث: وعليه خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّة؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في بعض طُرُق البخاري ومسلم؛ قيل: هي منسوبة إلى حُرَيْثٍ، رجلٍ من قُضاعة؛ قال: والمعروف جُونِيَّةٌ، وهو مذكور في موضعه.
  حربث: الحُثْرُبُ والحُرْبُثُ، بالضم: نبت؛ وفي المحكم: نَبات سُهْلِيٌّ؛ وقيل: لا يَنْبُتُ إِلا في جَلَدٍ، وهو أَسود، وزَهْرته بيضاء، وهو يتَسَطَّحُ قُضْباناً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
  غَرَّكَ مِنِّي شَعَثِي ولَبَثِي ... ولِمَمٌ حَوْلَكَ، مِثْلُ الحُرْبُثِ
  قال: شَبَّه لِمَمَ الصِّبيانِ في سَوادها بالحُرْبُث.
  والحُرْبُثُ: بقلة نحو الأَيْهُقانِ صَفراء غَبْرَاء تُعْجِبُ المالَ، وهي من نَبات السَّهْل؛ وقال أَبو حنيفة: الحُرْبُث نبت يَنْبَسِطُ على الأَرض، له وَرَق طوالٌ، وبين ذلك الطُّوَال وَرَقٌ صغارٌ؛ وقال أَبو زياد: الحُرْبُثُ عُشْبٌ من أَحْرار البَقل؛ الأَزهري: الحُرْبُثُ من أَطْيَب المراعي؛ ويقال: أَطْيَبُ الغَنم لبناً ما أَكلَ الحُرْبُثُ والسَّعْدانَ.
  حفث: الحَفِثَة والحِفْثُ والحَفِثُ: ذاتُ الطرائق من الكَرش؛ زاد الأَزهري: كأَنها أَطْباقُ الفَرْثِ؛ وأَنشد الليث:
  لا تُكْرِبَنَّ بعدها خُرْسِيَّا ... إِنَّا وجَدْنا لحمها رَدِيّا:
  الكِرْشَ، والخِفْثَةَ، والمَرِيَّا
  وقيل: هي هَنةٌ ذاتُ أَطْباقٍ، أَسْفَلَ الكَرِشِ إِلى جَنْبها، لا يَخْرُجُ منها الفَرْثُ أَبداً، يكون للإِبل والشاء والبقر؛ وخَصَّ ابنُ الأَعرابي به الشاء وَحْدَها، دون سائر هذه الأَنواع، والجمعُ أَحْفاثٌ: الجوهري: الحَفِثُ، بكسر الفاء، الكَرِشُ، وهي القِبَةُ؛ وفي التهذيب: الحَفِثُ والفَحِثُ الذي يكون مع الكرش، وهو يُشْبهها؛ وقال أَبو عمرو: الفَحِثُ ذات الطرائق، والقِبَة الأُخرَى إِلى جَنْبه وليس فيها طَرائق؛ قال: وفيها لغات: حَفِثٌ، وحَثِفٌ، وحِفْثٌ، وحِثْفٌ؛