لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 167 - الجزء 2

  وطاحتِ الأَلْبانُ والعَبائِثُ

  وظلَّتِ الغنمُ عَبِيثةً واحدةً، وبَكيلةً واحدة: وهو أَن الغنم إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى فدَخَلَتْ فيها، اخْتَلَطَ بعضُها ببعضٍ، وهو مَثَلٌ، وأَصله من الأَقِطِ والسَّويقِ، يُبْكَلُ بالسَّمْن فيُؤْكَلُ؛ وأَما قولُ السَّعْدِيّ:

  إِذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثَانيُّ ساءَنا ... تَرَكْناه، واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا

  فيقال: إِن العَوْبَثَانيَّ دقيقٌ وسَمْنٌ تمر، يُخْلَطُ باللبن الحَلِيب.

  قال ابن بري: هذا البيت لناشرَة بن مالك يَرُدُّ على المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ، وكان المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللبن.

  والخصِيفُ: اللبنُ الحليبُ، يُصَبُّ عليه الرائبُ؛ وقبله:

  وقد عَيَّرُونا المَحْضَ، لا دَرَّ دَرُّهمْ ... وذلك عارٌ خِلْتُه، كانَ أَمْجَدَا

  فأَسْقَى الإِله المَحْضَ، من كان أَهْلَه ... وأَسْقَى بني سَعْدٍ سَماراً مُصَرَّدا

  السَّمَارُ: اللبن المخلوطُ بالماءِ.

  والمُصَرَّد: المقَلَّلُ.

  والعَوْبَث: موضع؛ قال رؤبة:

  بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ

  عثث: العُثَّة والعَثَّةُ: المرأَة المَحقُورة الخَاملة، ضاوِيَّةً كانت أَو غيرَ ضَاوِيَّةٍ، وجمعُها عِثَاثٌ.

  ويقال للمرأَة البَذِيَّةِ: ما هي إِلَّا عُثَّة.

  وقال بعضهم: امرأة عَثَّةٌ، بالفتح، ضَئِيلَةُ الجِسْمِ.

  ورجل عَثٌّ؛ قال يصف امرأَةً جَسِيمةً:

  عَميمةُ ضاحِي الجِلْدِ، ليْسَتْ بعَثَّةٍ ... ولا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ خِمارُها

  الدِّفْنِسُ: البَلْهاء الرَّعْناء.

  وقوله يَطْبي الكِلابَ خِمارُها: يريد أَنها لا تَتَوَقَّى على خِمارِها من الدَّسَم، فهو زَهِمٌ، فإِذا طَرَحَتْه طَبَى الكلابَ برائِحتِه.

  والعِثَاثُ: الأَفاعي التي يأْكل بعضُها بعضاً في الجَدْب.

  ويقال للحَيَّةِ: العَثَّاءُ والنَّكْزاءُ.

  وعَثَّتْه الحيةٌ تَعُثُّه عَثّاً: نَفَخَتْه ولم تَنْهَشْه، فسَقَط لذلك شَعَرُه.

  والعِثاثُ: رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ والتَّرَنُّم فيه.

  وعاثَّ في غِنائه مُعاثَّةً وعِثاثاً، وعَثَّثَ: رَجَّعَ؛ وكذلك القَوْسُ المُرِنَّةُ؛ قال كثير يصف قَوساً:

  هَتُوفاً، إِذا ذاقَها النازِعُون ... سمِعْتَ لها، بعد حَبْضٍ، عِثاثا

  وقال بعضهم: هو شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ.

  وعَثَّه يَعُثُّه عَثًّا: رَدَّ عليه الكلامَ، أَو وَبَّخَه به، كعَتَّه.

  ويقال: أَطْعَمَني سَويقاً حُثًّا وعُثّاً إِذا كان غير مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ.

  والعُثَّةُ: السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ التي تَلْحَسُ الصُّوفَ، والجمع عُثٌّ وعُثَثٌ.

  وعَثَّت الصُّوفَ والثَوْبَ تَعُثُّه عَثًّا: أَكَلَتْه.

  وعُثَّ الصُّوفُ: أَكَلَه العُثُّ.

  والعُثُّ: دُويبة تأْكل الجُلودَ؛ وقيل: هي دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله، هذا قول ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ ... غُدَافٍ، وتَصْطادينَ عُثًّا وجُدْجُدا

  والجُدْجُد أَيضاً: دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله؛ وقال ابن دريد: العُثُّ، بغير هاء: دَوابُّ تَقَعُ في الصُّوف، فدلَّ على أَن العُثَّ جَمعٌ، وقد يجوز أَن يَعنيَ بالعُثِّ الواحدَ، وعَبَّر عنه بالدَّوابِّ، لأَنه جنس معناه الجمع، وإِن كان لفظه واحداً.