لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 176 - الجزء 2

  وروى ابن الأَعرابي: الفَثُّ حَبُّ يُشْبِه الجاوَرْسَ، يُخْتَبَزُ ويُؤكل؛ قال أَبو منصور: وهو حَبٌّ بَرِّيٌّ يأْخذه الأَعرابُ في المَجاعات، فيَدُقُّونه ويَخْتَبزونه وهو غِذاء رَديءٌ، وربما تَبَلَّغُوا به أَياماً؛ قال الطِّرِمَّاحُ:

  لم تَأْكُلِ الفَثَّ والدُّعاعَ، ولم ... تَجْنِ هَبيداً، يَجْنِيه مُهْتَبِدُه

  قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر: الفَثُّ حَبُّ شجرةٍ بَرِّيَّةٍ؛ وأَنشد:

  أُجُدٌ، كالأَتانِ، لم تَرْتَعِ الفَثّ ... ولم يَنْتَقِلْ عليها الدُّعاعُ

  وقيل: الفَثُّ من نَجِيلِ السِّباخِ، وهو من الحُموضِ، يُخْتَبز، واحدتُه فَثَّةٌ؛ عن ثعلب؛ وقال ابن الأَعرابي: هو بِزْرُ النَّباتِ؛ وأَنشد:

  عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ ... وإِضاعُها القَعُودَ الوَساعا

  وتَمْر فَثٌّ: مُنْتَشِرٌ ليس في جِرابٍ ولا وِعاءٍ، كَبَثٍّ؛ عن كراع.

  اللحياني: تَمْر فَثٌّ، وفَذٌّ، وبَذٌّ: وهو المُتَفَرَّقُ الذي لا يَلْزَقُ بعضه ببعض.

  وقال الأَعرابي: تمر فَضٌّ، مثله.

  الأَصمعي: فَثَّ جُلَّتَه فَثّاً إِذا نَثَرَ تمرَها.

  وما رأَينا جُلَّةً أَكثر مَفَثَّةً منها أَي أَكثر نَزَلًا.

  ويقال: وُجِدَ لبني فلان مَفَثَّةٌ إِذا عُدُّوا، فوُجِدَ لهم كَثْرةٌ.

  ويقال: انْفَثَّ الرجلُ من هَمٍّ آَصابَه انْفِثاثاٍ أَي انكسَر؛ وأَنشد:

  وإِنْ يُذكَّرْ بالإِله يَنْخَنِثْ ... وتَنْهَشِمْ مَرْوَتُه، فتَنْفَثِثْ

  أَي تَنكسِرُ.

  وفَثَّ الماءَ الحارَّ بالبارد يَفُثُّه فَثّاً: كَسره وسَكَّنه؛ عن يعقوب.

  فحث: الفَحِثةُ، والفَحِثُ، بكسر الحاء: ذاتُ الأَطباقِ، والجمع أَفْحاث.

  الجوهري: الفَحِثُ لغة في الحَفِثِ، وهو القِبَةُ ذاتُ الأَطباق من الكَرِش.

  وفَحَثَ عن الخبر: فَحَصَ، في بعض اللغات.

  فرث: الفَرْثُ: السِّرْجينُ، ما دام في الكَرِشِ، والجمع فُرُوثٌ.

  ابن سيده: الفَرْثُ السِّرْقِينُ، والفَرْثُ والفُراثة: سِرْقِينُ الكَرشِ.

  وفَرَثْتُها عنه أَفْرُثُها فَرْثاً، وأَفْرَثْتُها، وفَرَّثْتُها، كذلك، وفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَه، وأَفْرثَها، وفَرَّثَها: فَتَّتَها.

  وفَرَثْتُ كَبِدَه، أَفْرِثُها فَرْثاً، وفَرَّثْتُها تَفْريثاً إِذا ضَرَبْتَه حتى تَنْفَرِثَ كَبِدُه؛ وفي الصحاح: إِذا ضَرَبتَه وهو حَيٌّ، فانْفَرَثَتْ كَبِدُه أَي انْتَثرتْ.

  وفي حديث أُم كُلْثوم، بنتِ عليٍّ، قالت لأَهل الكوفة: أَتدرون أَيَّ كَبِدٍ فَرَثْتم لرسول الله، ؟ الفَرْثُ: تَفْتيت الكَبِد بالغم والأَذى.

  وفَرَثَ الجُلَّة، يَفْرُثُها ويَفْرِثُها فَرْثاً إِذا شَقَّها ثم نَثرَ جميعَ ما فيها؛ وفي التهذيب: إِذا فَرَّقها.

  وأَفرَثْتُ الكَرِشَ: إِذا شَقَقْتَها، ونَثرْتَ ما فيها.

  ابن السكيت: فَرَثْتُ للقوم جُلَّةً، وأَنا أَفْرِثها، وأَفرُثُها إِذا شَقَقْتها، ثم نَثرْتَ ما فيها؛ وقيل: كلُّ ما نثرْته، من وِعاءٍ، فَرْثٌ.

  وشَرِبَ على فَرْثٍ أَي على شِبَع.

  وأَفرَثَ الرجلَ إِفْراثاً: وقَعَ فيه.

  وأَفْرَثَ أَصحابَه: عَرَّضَهم للسلطان، أَو لِلائَمةِ الناس، أَو كَذَّبهم عند قوم، ليُصغَّرَهم عندَهم، أَو فَضَحَ سِرَّهم.

  وامرأَةٌ فُرُثٌ: تَبْزُقُ وتَخْبُثُ نفسُها، في أَول حَمْلِها، وقد انْفُرِثَ بها.

  أَبو عمرو: يقال للمرأَة