لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 186 - الجزء 2

  واللُّوثة: مس جنون.

  ابن سيده: واللوثة كالأَلوث؛ واللُّوثة واللَّوْثة: الحمق والاسترخاءُ والضعف، عن ابن الأَعرابي؛ وقيل: هي، بالضم، الضعف، وبالفتح، القوَّة والشدة.

  وناقة ذاتُ لَوْثة ولَوْث أَي قوة؛ وقيل: ناقة ذات لَوْثة أَي كثيرة اللحم والشحم، ويقال: ناقة ذات هَوَج.

  واللَّوْث، بالفتح: القوَّة؛ قال الأَعشى:

  بذاتِ لَوْث عَفَرْناة، إِذا عَثَرَت ... فالتعْسُ أَدنى لها من أَن يُقال: لَعا

  قال ابن بري: صواب إِنشاده: مِن أَن أَقول لعا، قال وكذا هو في شعره، ومعنى ذلك أَنها لا تعثر لقوَّتها، فلو عثرت لقلت: تَعِست وقوله: بذات لوث متعلق بِكلَّفت في بيت قبله، وهو:

  كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي، وشايعني ... هَمِّي عليها، إِذا ما آلُها لمَعا

  الأَزهري قال: أَنشدني المازني:

  فالتاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَينْ ... فاشتدَّ ناباه، وغَيْرُ النابَينْ

  قال: التاثَ افتعل من اللَّوث، وهو القوَّة.

  واللُّوثة: الهَيْج.

  الأَصمعي: اللَّوثة الحُمقة، واللَّوثة العَزْمة بالعقل.

  وقال ابن الأَعرابي: اللُّوثة واللَّوثة بمعنة الحمقة، فإِن أَردت عزمة العقل قلت: لَوْث أَي حَزْم وقوَّة.

  وفي الحديث: أَن رجلاً كان به لُوثة، فكان يغبن في البيع، أَي ضعف في رأْيه، وتلجلج في كلامه.

  الليث: ناقة ذات لَوْث وهي الضَّخْمة، ولا يمنعها ذلك من السرعة.

  ورجل ذو لَوْث أَي ذو قوَّة.

  ورجل فيه لُوثة إِذا كان فيه استرخاءٌ؛ قال العجاج يصف شاعراً غالبه فغلبه فقال:

  وقد رأَى دونيَ من تَجَهُّمِي ... (⁣١) أُمَّ الرُّبَيْقِ. والأُرَيْقِ المُزْنَم،

  فلم يُلِثْ شَيطانَه تَنُهُّمي

  يقول: رأَى تجهمي دونه ما لا يستطيع أَن يصل إِليَّ أَي رأَى دوني داهية، فلم يُلِثْ أَي لم يُلْبِث تَنَهُّمِي إِياه أَي انتهاري.

  والليث: الأَسد؛ زعم كراع أَنه مشتق من اللوث الذي هو القوة؛ قال ابن سيده: فإِن كان ذلك، فالياءُ منقلبة عن واو، قال: وليس هذا بقويّ لأَن الياء ثابتة في جميع تصاريفه، وسنذكره في الياء.

  واللَّيثُ، بالكسر: نبات ملتف؛ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.

  والأَلوث: البطِيء الكلام، الكلِيلُ اللسان، والأُنثى لَوْثاء، والفعل كالفعل.

  ولاثَ الشيءَ لَوْثاً: أَداره مرتين كما تُدارُ العِمامة والإِزار.

  ولاث العمامة على رأْسه يلُوثها لَوْثاً أَي عصبها؛ وفي الحديث: فحللت من عمامتي لَوْثاً أَو لَوْثَين أَي لفة أَو لفتين.

  وفي حديث: الأَنبذةُ والأَسقية التي تُلاث على أَفواهها أَي تُشَدّ وتربط.

  وفي الحديث: أَنَّ امرأَة من بني إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن من قُرُونها فلاثَتْه بالدهن أَي أَدارته؛ وقيل: خلطته.

  وفي الحديث، حديث ابن جَزْء: ويلٌ لِلَّوَّاثين الذين يَلُوثون مع البَقر ارفعْ يا غلام ضعْ يا غلام قال ابن الأَثير: قال الحربي: أَظنه الذي يُدارُ عليهم بأَلوان الطعام، من اللَّوْث، وهو إِدارة العمامة.

  وجاء رجل إِلى أَبي بكر الصديق، ¥، فوقف عليه ولاث لوثاً من كلام، فسأَله عمر فذكر أَنَّ ضيفاً نزل به فزنَى بابنته؛ ومعنى لاث أَي


(١) قوله [رأى دوني من تجهمي الخ] كذا بالأَصل.