لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 201 - الجزء 2

  وأَورَثَ وَلَدَه: لم يُدْخِلْ أَحداً معه في ميراثه، هذه عن أَبي زيد.

  وتَوارثْناه: وَرِثَه بعضُنا عن بعض قِدْماً.

  ويقال: وَرَّثْتُ فلاناً من فلان أَي جعلت ميراثه له.

  وأَوْرَثَ الميتُ وارِثَه مالَه أَي تركه له.

  وفي الحديث في دعاءِ النبي، ، أَنه قال: اللهم أَمْتِعْني بسمعي وبَصَري، واجعلهما الوارثَ مني؛ قال ابن شميل: أَي أَبْقِهما معي صحيحين سليمين حتى أَموت؛ وقيل: أَراد بقاءَهما وقوَّتهما عند الكبر وانحلال القُوى النفسانية، فيكون السمع والبصر وارِثَيْ سائر القُوى والباقِيَيْنِ بعدها؛ وقال غيره: أَراد بالسمع وَعْيَ ما يَسْمَعُ والعملَ به، وبالبصر الاعتبارَ بما يَرى ونُور القلب الذي يخرج به من الحَيْرَة والظلمة إِلى الهدى؛ وفي رواية: واجعله الوارث مني؛ فَرَدَّ الهاءَ إِلى الإِمْتاع، فلذلك وَحَّدَه.

  وفي حديث الدعاءِ أَيضاً: وإِليكَ مآبي ولك تُراثي؛ التُّراثُ: ما يخلفه الرجل لورثته، والتاءُ فيه بدل من الواو.

  وروي عن النبي، ، أَنه قال: بعث⁣(⁣١) ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إِلى أَهل عرفة، فقال: اثْبُتيوا على مَشاعِركم هذه، فإِنكم على إِرْثٍ من إِرث إِبراهيم.

  قال أَبو عبيد: الإِرْث أَصله من الميراث، إِنما هو وِرْثٌ فقلبت الواو أَلفاً مكسورة لكسرة الواو، كما قالوا للوِسادة إِسادة، وللوِكافِ إِكاف، فكأَنَّ معنى الحديث: أَنكم على بقية من وِرْثِ إِبراهيم الذي ترك الناس عليه بعد موته، وهو الإِرْثُ؛ وأَنشد:

  فإِنْ تَكُ ذا عِزٍّ حَدِيثٍ، فإِنَّهُمْ ... لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ، لم تَخُنْه زَوافِرُه

  وقول بدر بن عامر الهذلي:

  ولَقَدْ تَوارَثُني الحوادثُ واحداً ... ضَرَعاً صَغيراً، ثم لا تَعْلُوني

  أَراد أَن الحوادث تتداوله، كأَنها ترثه هذه عن هذه.

  وأَوْرَثَه الشيءَ: أَعقبه إِياه.

  وأَورثه المرض ضعفاً والحزنُ هَمّاً، كذلك.

  وأَوْرَث المَطَرُ النباتَ نَعْمَةً، وكُلُّه على الاستعارة والتشبيه بِوِراثَةِ المال والمجد.

  ووَرَّثَ النارَ: لغة في أَرَّثَ، وهي الوِرْثَةُ.

  وبنو وِرْثَةَ: ينسبون إِلى أُمهم.

  ووَرْثانُ: موضع؛ قال الراعي:

  فغدا من الأَرض التي لم يَرْضَها ... واختار وَرْثاناً عليها مَنْزِلا

  ويروى: أَرْثاناً على البدل المطرد في هذا الباب.

  وطث: الوَطْثُ: الضَّرْبُ الشديدُ بالخُفِّ؛ قال:

  تَطْوي المَوامي، وتَصُكُّ الْوَعْثا ... بِجَبْهَةِ المِرْداسِ، وَطْثاً وَطْثا

  الجوهري: الوَطْثُ الضرب الشديد بالرِّجْلِ على الأَرض، لغة في الوَطْسِ أَو لُثْغَةٌ.

  وزعم يعقوب أَني ثاءَ وَطْثٍ بدل من سين وَطْسٍ: وهو الكسر.

  الأَزهري: الوَطْثُ والوَطْسُ: الكَسْر.

  يقال: وَطَثَه يَطِثُه وَطْثاً، فهو مَوْطُوثٌ، ووَطَسَه، فهو موطوس إِذا تَوَطَّأَه حتى يكسره.

  وعث: الوَعْثُ: المكان السَّهْلُ الكثير الدَّهِسُ، تغيب فيه الأَقدام.

  قال ابن سيده: الوَعْثُ من الرمل ما غابت فيه الأَرجل والأَخفاف؛ وقيل: الوَعْثُ من الرمل ما ليس بكثير جداً؛ وقيل: هو


(١) [أنه قال: بعث] كذا بالأَصل المعول عليه بأَيدينا.